وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


في الجمهورية الجديدة

بيوت الله من نار التطرف إلى نور الوسطية

اللواء الإسلامي

السبت، 21 أغسطس 2021 - 02:23 م

 

أحمد عطية صالح يكتب  :  

معركة استرداد المساجد المخطوفة والمنابر من الإخوان.. كانت معركة صعبة.
ففى عامهم الأسود.. لم يكتف الإخوان بالدفع بعناصرهم المتطرفة فقط لاعتلاء المنابر والسيطرة على المساجد.. إنما جاءوا بالحاصلين علي  المؤهلات المتوسطة وغير المتخصصين ليكونوا أئمة.. رافعين شعار أهل الثقة.. أهم من أهل الخبرة حتى لو كان أهل الخبرة هؤلاء من كبار العلماء ومن رجال الأزهر.
الإخوان جاءوا بصفوت حجازى ليقوم بالتدريب وإلقاء المحاضرات لأبنائنا ويعلمهم الفكر المتطرف.
وجاءوا بصلاح سلطان.. خريج دار العلوم ليكون أمينا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وجاءت ثورة 30 يونيو. وبدأت معركة استرداد المساجد من أيديهم.. ونجحت وزارة الأوقاف فى تخليصها منهم.. بل أعلنت ثورة تصحيح كاملة للخطاب الدينى ليصبح خطابا مستنيرا ليرتفع صوت مصر عاليا فى المحافل الدولية. وتكون رمزا للوسطية والتسامح والعيش المشترك.
اللواء الإسلامى فى هذا العدد.. تكشف كيف عادت المساجد من جديد إلى الفكر الوسطى المستنير!!
 

قال د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: إن الوزارة تتبنى بقوة وإيمان ثورة تصحيح الخطاب الدينى واستطعنا بفضل الله (عز وجل) غل يد المتطرفين عن المساجد وخلصناها من الفكر المتطرف وسيطرة الجماعات المتطرفة.. وعملنا بقوة على استرداد الخطاب الدينى الذى كان مختطفا ورفعنا صوت مصر الوسطى والمستنير عاليا فى المحافل الدولية.
وأضاف: أن الوزارة تعمل على أمرين بناء الإنسان وشغل الفضاء الإلكترونى بالفكر الوسطى المستنير وتضييق الخناق فيه على المتطرفين.
وقال:إننا أنفقنا سبعة مليارات لعمارة بيوت الله (إحلالا.. و تجديدا وصيانة وترميما) لأكثر من (6500) مسجد.. كما تم افتتاح أكثر من 1560 مسجدا فى إحدى عشر شهرا الماضية.
كما تم إنفاق 1.781 مليار جنيه فى البر وخدمة المجتمع منها (200) مليونا لدعم  العملية التعليمية وبناء المدارس الجديدة و70 مليوناً لذوى الاحتياجات الخاصة.
وفى مجال التدريب والتثقيف تم افتتاح أهم صرح عالمى لتدريب الأئمة والواعظات - وهى أكاديمية الأوقاف الدولية وحصل أكثر من 530 إماما وواعظة وإداريا على رخصة الحاسب الدولية من أكاديمية الأوقاف الدولية.. وتوفير 1062 منحة ماجستير للأئمة والإداريين شاملة الدراسة والكتب المجانية وذلك فى إطار التنوع فى مجالات التدريب النوعى التراكمى المستمر لتشمل مجالات الشريعة واللغة العربية - علم النفس والاجتماع، التحديات المعاصرة - كما تم افتتاح 1400 مدرسة قرآنية و315 مدرسة علمية جديدة و35 للثقافة الإسلامية و16 ألف فصل محو أمية.
عامهم الأسود
أكد د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: أن جماعة الإخوان الإرهابية حاولت التمكين لأفكارها وعناصرها المتطرفة من وزارة الأوقاف فى عامهم الأسود.. فألحقت أناسا لاعلاقة لهم بالأوقاف من قبل وليسوا من أبنائها ولا حتى من خريجى الأزهر.. ومكنتهم من مفاصل العمل القيادى بالوزارة فعلى سبيل المثال جاءت بمحمد الأنصارى من نقابة الأطباء.. وصلاح سلطان من دار العلوم وماهر قلبظ من غير خارج القطاع الإدارى للدولة.. وأسندت لهم مناصب قيادية بالوزارة.. والأنصاري.. وقلبظ تم تعيينهما بدرجة وكيلا وزارة أحداهما لقطاع مكتب الوزير.. والآخر للخدمات ليسهل عليهم صرف المكافآت المالية لعناصر الجماعة. إضافة لعناصر أخرى أمثال جمال عبدالستار ومحمد الصغير وأحمد هليل وسلامة عبدالقوى.
وأضاف: لقد أعاننا الله وخلصنا الأوقاف منهم.. وأعدنا الخطاب الدينى إلى التسامح والوسطية بدلا من خطاب التطرف والفتنة.
إستعادة المساجد
ويقول د.خالد صلاح وكيل وزارة الأوقاف لشؤن المساجد والقرآن الكريم : إيمانا منا بأن الولاية على المساجد وضبط شئونها من الولايات العامة للدولة.. عملت الوزارة بقوة ووضوح على استعادة المساجد من مختطيفيها وغل يد المتطرفين وغير المؤهلين عنها.. مع العمل الجاد على تصحيح وتصويب مسار الخطاب الديني.. ونشر الفكر الوسطى المستنير.
تمثلت خطة الوزارة فى ٥ محاور مهمة أولا: نشر الفكر الوسطى المستنير وذلك بافتتاح ١٤٢٠ مدرسة قرآنية لغرس القيم لدى الشباب وتحصينه ضد الفكر المتطرف.. تم افتتاح (٢٨٥٠) مكتبا لتحفيظ القرآن.. وافتتاح ١٠١٤ مقرأة.. و٦٩ مركزا لإعداد المحفظين.
والثانى إحلال وتجديد وصيانة المساجد وذلك لستة آلاف مسجد وخمسمائة.. وبلغت تكلفتها ٣ مليارات و٢١٦ مليون جنيه.
الثالث: المجال الدعوى باعتماد ٣٦٥ مدرسة علمية تهدف لنشر الفكر الإسلامى الوسطى وتصحيح المفاهيم الخاطئة وترسيخ القيم الأخلاقية.
الرابع: اطلاق العديد من القوافل الدعوية.
وأخيرا إطلاق أكبر مشروع لتدريب الأئمة وتثقيفهم.. وقد اختارت الوزارة نخبة من قيادات وعلماء الفكر المستنير لهذه الدورات يتصدرهم سيادة الوزير المجدد.. د.مختار جمعة.
مؤسسة رائدة
ويقول د. أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشؤن الدعوة: لقد اعتمدت الاوقاف خطابا دعويا يقوم على إعمال العقل فى فهم صحيح الشرع، وفهم المقاصد العامة للتشريع، مع الإيمان بالدولة الوطنية وضرورة الحفاظ عليها ومن أجل القيام بهذا الدور الدعوى المستنير :
• تم استحداث إدارة خاصة للدعوة الإلكترونية عبر الفضاء الإلكترونى تهدف إلى نشر صحيح الإسلام والفكر الوسطى المستنير، وسحب البساط من مواقع الجماعات المتطرفة والمتشددة ومواجهة الكتائب الإلكترونية بالحجة والبرهان، وتأهيل الأئمة والواعظات.
كما أولت وزارة الأوقاف اهتمامًا كبيرًا وعناية خاصة بتدريب الأئمة وتأهيلهم، فقامت بإنشاء أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الائمة والواعظات والتى أطلقت أحدث وأهم وأقوى برامجها فى الخطاب الدينى وإعداد وتأهيل شباب العلماء للريادة العلمية والإدارية معًا.
•  وإيمانًا بضرورة استكمال مع بدأناه وانطلقنا فيه بخطى ثابتة أعلن معالى وزير الأوقاف عن برنامج متميز يعد أقوى وأهم برنامج تدريبى فى تاريخ وزارة الأوقاف، وهو برنامج “الإمام المفكر”، والذى تهدف الوزارة من خلاله إلى صنع جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين والواعظات المفكرات، جيل نؤمل أن يسهم بقوة فى قيادة الرأى العام الديني.
• ولأن المنهج الوسطى صار مطلبًا عالميا، فقد بات المجتمع الدولى ينظر إلى وزارة الأوقاف الآن على أنها مؤسسة رائدة فى الفكر المستنير، فقد نجحت وزارة الأوقاف فى نشر إصداراتها العلمية فى معظم دول العالم وقد لاقت بفضل الله قبولا واستحسانا لما تتميز به من منهج وسطى وفكر مستنير.
دورات متكاملة
وفى بنى سويف يقول د.محمدعزت مدير مديرية الأوقاف بها: اتخذت المديرية شعارا جيدا فى الاستثمار فى البشر لا يقل عن الاستثمار فى الحجر وذلك بالاهتمام بعنصر التدريب للأئمة.. فتخرج 16 إماما بنظام الدورات المتكاملة.. وتم حصول عدد 158 من العاملين على دورات الحاسب الآلى والسوشيال ميديا.. وتدريب 200 من الأئمة على مهارات الإعلام واللغة العربية والإرشاد النفسى من خلال توقيع بروتوكول بين المديرية وجامعة بنى سويف.
أما من ناحية المبانى فإنه تم افتتاح 83 مسجدا فى 11 شهرا بناء و إحلالا وتجديدا.
وأضاف: رسخنا فى أذهان الجميع أن مقاصد الأوطان من مقاصد الأديان.. وشجعنا بكل الوسائل والطرق نشر الفكر المستنير الوسطي.. وعملنا على استعادة المساجد من أيدى غير المتخصصين.
 أخطاء الجماعة
ويقول د.محمود شاهين مدير مديرية أوقاف الوادى الجديد: عندما يتحول الدين إلى ألاعيب طائشة ومناورات عقيمة فإنه يفقد روحه وحينما تتحول دور العبادة إلى مصالح لهذه الجماعات المتطرفة فان ذلك يكون بمثابة تدميرا للدين والهوية الوطنية وللرسالة المقدسة التى تبث عبر المساجد. تلك كان حال المساجد عام ٢٠١٣.. فقد أحدثت الجماعات بخطابها المتطرف دمارا هائلا وسالت دماء كثيرة بسبب خطابهم المتطرف.
من هنا.. كانت خطة الأوقاف لاستردادها بمثابة معركة كبري.. استردت فيها الأوقاف المساجد.. وعملت بعدها على تعزيز قيم التسامح الدينى وتنمية الانتماء الوطنى دون تميز.
ويقول محمود طه الشيمى مدير مديرية أوقاف البحر الأحمر. كان أول قرار اتخذه د.محمد مختار جمعة عقب توليه الوزارة هو ألا يعتلى المنابر إلا خريج أزهر وبعد فحص وتدقيق أمره.. ثم بعدها يمنح رخصة خطابة أو إمامة.
أما ثانى قرار فكان بشأن آليات السيطرة على الزوايا وإغلاقها.. ولايتم فتح زاوية منها إلا بإشراف وزارة الأوقاف.
بهذين القرارين نجحت الأوقاف فى استعادة المساجد والسيطرة عليها.. وبعدها. تحركت الوزارة لنشر الفكر المستنير فعندنا مثلا بالبحر الأحمر تم انشاء ٢٤ مدرسة قرآنية و٢٠ مدرسة علمية اضافة لمراكز اعداد المحفظين وفيها يدرس القرآن وأحكامه مع الثقافة الإسلامية.. وتصحيح المفاهيم المغلوطة.. كما تم انشاء المركز الثقافى للغات وبه عدد (٥) أئمة يقومون من خلاله ببيان سماحة الدين بأسلوب وسطى معتدل.
لجنة مصالحات
ويضيف الشيخ حسن عبدالبصير مدير مديرية أوقاف مطروح: نجحنا فى السيطرة على جميع مساجد مطروح.. وكان همنا الأول تصحيح المفاهيم المغلوطة وبث روح الانتماء والوطنية وإبراز قيمة العمل وصناعة الحياة ومواجهة الأفكار المتطرفة.
وبعدها أنشأنا المركز الثقافى الإسلامى بمطروح لنشر وسطية الدين.. كما جرى تدريب السادة الآئمة عبر بروتوكول مع جامعة مطروح فى العلوم النفسية والاجتماعية واللغة والإعلام.. وفى خلال ذلك كله افتتحنا ٤٢ مسجدا وتجديد المساجد الأخرى.
وشعر المواطن فى مطروح بقيمة الدعاة بوزارة الأوقاف فلجأ إليهم لحل مشاكله فتم انشاء لجنة مصالحات للفصل فى النزاعات يترأسها علماء الأوقاف والذين كان لهم الدور البارز فى إصلاح ذات البين وانهاء الخصومات.
ليس هذا فقط.. بل اقتربنا وبشدة من الناس.. فقمنا بتوزيع آلاف الكتب التى تصحح المفاهيم الخاطئة ومواجهة التطرف.. كما قامت المديرية بأعمال البر وتوزيع مبالغ مالية كدعم للمحتاجين عبر الدفع الالكترونى حتى يستشعر المحتاج بكرامته الإنسانية بخلاف توزيع عشرات من أطنان لحوم صكوك الأضاحي. 
خطان للدفاع عن الوطن
وفى جنوب سيناء يقول الشيخ إسماعيل الراوى مدير مديرية الأوقاف إن المحافظة لم يتسلل إليها الإرهاب ليقظة الأمن ووجوده بكثافة إضافة لعملية التنمية الواسعة التى تشهدها.
وأضاف: إذا كان رجال الجيش والشرطة هما خط الدفاع الأول.. فإن رجال الدين هنا يمثلون الخط الثاني.. ضد أى فكر متطرف أو إرهابى لما يتميز به المسجد هنا من مكانة كبيرة.
وقد اهتمت مديرية الأوقاف بعمارة المساجد هنا وبناء الإنسان معا.. وكان ذلك على شقين أولهما مادى فقد تم بناء 147 مسجدا فى وقت قصير ليرتفع عدد المساجد بجنوب سيناء من 186 مسجدا إلى 577 مسجدا.. ومازال نهر العطاء فى بناء المساجد يتدفق حتى أن أبناء سيناء يقولون إنه العصر الذهبى لبناء المساجد.
أما بناء الإنسان.. فقد اهتمت الأوقاف بالأئمة بتدريبهم من خلال دورات مكثفة وشمل التدريب بجانب العلوم الشرعية واللغوية أيضا التدريب على وسائل التواصل الاجتماعى.
وقمنا بإنشاء مراكز لإعداد الدعاة هنا بمسجد الصحابة.. ومركزين لإعداد محفظى القرآن الكريم إضافة لإنشاء 8 مقارىء لحفظ القرآن الكريم.
إشراف كامل
ويقول د.السيد مسعد السيد مدير مديرية الأوقاف بالجيزة: إننا قمنا بتنفيذ خطة شاملة.. وكان على رأسها وضع المساجد التى كان المتطرفون قد استولوا عليها تحت إشراف كامل للوزارة.. مع الاهتمام أيضا بكافة المساجد فى كل ربوع الجيزة.
وعلى سبيل المثال كان مسجد أسد بن الفرات بمنطقة الدقى قد استولت عليه بعض الجماعات فى وقت ما لنشر أفكارها المتطرفة واستخدام خطابها الاقصائي.. الآن هذا المسجد أصبح منبرا للفكر الوسطى المستنير حيث اخترنا له إماما متميزا وأنشأنا مدرسة علمية لنشر الفكر الوسطي.. كما تم انشاء مركز اعداد محفظى القرآن الكريم لتدريب المحفظين الراغبين فى الحصول على تصريح لتحفيظ القرآن بالإضافة لمركزين أحداهما بمسجد الصباح بالهرم والآخر بالشيخ زايد بمسجد المجمع الإسلامي. كما تم تكليف الواعظات بالعمل على نشر الثقافة الإسلامية بين السيدات فى محيط المسجد.
وهو ما تكرر أيضا فى المساجد الكبرى فى كرداسة أو مسجد الاستقامة بالجيزة.. فقد حرصنا على اختيار أئمة متميزين لهذه المساجد.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة