صورة مجمعة
صورة مجمعة


52 عاما على حرق المسجد الأقصى.. جرائم الاحتلال بالحرم القدسي «لا تتوقف»

أحمد نزيه

السبت، 21 أغسطس 2021 - 03:17 م

في يومٍ ما استيقظ العالم الإسلامي على فجيعة كبرى، بأن اشتعلت النيران في المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

لم يكن الأمر وليد الصدفة أو جراء إهمال من البعض، بل كان فعلًا مدبرًا من أسترالي متطرفٍ يُدعى مايكل دينيس، سولت له نفسه، ودفعه حقده وتطرفه، لأن يُقدم على فعلته الشنيعة، فكانت النيران تلتهم من المسجد الأقصى مثلما تموج نيران الحقد في قلبه كاحل السواد. 

واليوم السبت 21 أغسطس، يكون قد مرّ 52 عامًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى، دون أن يعرف المسجد بعد توقفٍ لآلية الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على حرمة المسجد المبارك، والتي تتواصل بشكلٍ شبه يوميٍ.

حريق آثم

ونعود إلى ما حدث في ذلك اليوم في عام 1969، حين اقتحم الإرهابي مايكل دينيس المسجد الأقصى، وأشعل النيران عمدًا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي أتت على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمها وزخرفتها كما كانت.

ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب النبي زكريا -عليه السلام- المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

واستطاع الفلسطينيون آنذاك إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ المسجد الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، كما تعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر، حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.

انتهاكات متواصلة

ومع مرور أكثر من نصف قرنٍ من الزمن، لم تتوقف اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد، من إغلاقه أمام المصلين والتضييق عليهم، واقتحامه وتدنيسه من قبل المستوطنين، وتنفيذ أعمال تخريب فيه، ومنع عمليات ترميمه، وتنفيذ أعمال حفريات للأنفاق أسفله، وإجراء أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى وفي صحن قبة الصخرة.

وسادت خلال العام الجاري حالة من التوتر الشديد في المسجد الأقصى خاصة خلال شهر رمضان الماضي، مع تكثيف سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في حي الشيخ جراح وسلوان بالقدس المحتلة، جراء القرارات الإسرائيلية القاضية بتهجير السكان الفلسطينيين من القدس.

وتقوم آليات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفر في باب المغاربة وساحة البراق، المؤدية لحارتي الشرف والمغاربة في القدس القديمة، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد، بهدف إقامة نفق أرضي بطول 159 مترًا، يصل بين منطقة "حارة الشرف"، التي استُبدل اسمها بـ"حارة اليهود"، إلى بداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى داخل المسجد الأقصى الذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون في الاقتحامات، وفقا لما أفاد به مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين في بيان له.

وبحسب المجلس فإن هذه الاعتداءات تأتي في إطار الانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية الفلسطينية، وسياسة الاحتلال الهادفة إلى تغيير ملامح المدينة المقدسة وطمس ماضيها العربي والإسلامي، في محاولة فاشلة ومرفوضة لاستباحة كامل الأرض الفلسطينية.

واعتبر مجلس الإفتاء الفلسطيني أن هذا المشروع من أخطر المشاريع الإسرائيلية التي تضعضع أساسات المسجد الأقصى المبارك، وتؤثر بشكل مباشر في السور الغربي وجزء من السور الجنوبي للمسجد، وعلى بقية الساحات الغربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة