..يجلس الشاب وهو يأكل نوعا من «الشيبسي»، فيأتي والده، ويجلس أمامه، ثم يقوم بصفعة صفعة قوية، بينما يواصل الشاب ما يأكله..! للأسف هذا الإعلان المفتقد لكافة الشروط الجمالية والإنسانية والتربوية أيضا، يبث يوميا علي شاشة التليفزيون بصورة عادية، وحالة من العنف غير مبررة، وغير مفهومة.
..أثارالإعلان استياء الكثيرين، وجاءت ردود فعل المواطنين سلبية جدا،مطالبين بوقف البث..بينما أبلغت د.غادة والي «وزيرة التضامن الاجتماعي» جهاز حماية المستهلك، لوقف بث إعلان، يضرب فيه الأب ابنه بالحزام «واضح أنه إعلان آخر» يكرس أيضا للعنف، وضرب الأبناء علي هذا النحو !!
الإعلان العنيف،أعادني إلي واقعة مماثلة قبل 9 سنوات..كنت ذاهبة لإحضار ابنة أخي الطالبة في الصف الثاني الاعدادي، بمدرسة مصر الجديدة.. كان يقف إلي جواري بسيارته، رجل متوسط العمر في انتظار ابنته أيضا، ومثل كل زميلاتها بالمدرسة، تأخرت قليلا في الخروج... وبينما هي آتية وسط صديقاتها ضاحكات.. وأمام باب المدرسة، ووسط الشارع، ووسط صديقاتها، وطالبات المدرسة عموما، قام الأب بصفع الابنة بعنف مخيف..صفعة، لاتزال تؤلمني إلي اليوم، ولاتزال صورة الفتاة «المقهورة والمغلوبة علي أمرها» لا تفارق ذاكرتي...يومها صرخت في وجه الرجل، وأنا مذهولة «أنت مجنون.. ايه ده» والحمد لله أن المجنون لم يلتفت لي، ومضي دون أن يهتز..!!
لا أتصور أن يكرس إعلانا تليفزيونيا، للعنف مع الأبناء وضربهم، وصفعهم علي وجوههم.. لا أتصور أن يكرس للعنف عموما..يكفينا عنف الواقع، ومشاهد القتل والذبح والحروب والصراعات التي أفسدت حياتنا، وأخذت من عذوبتنا وإنسانيتنا