الخليفة دبّر حيلة ماكرة للإطاحة بالوزير
الخليفة دبّر حيلة ماكرة للإطاحة بالوزير


«فرّاش» سابق يحلم بالسطو على الخلافة! «4»

حكاوى الحضرى| الوزير يدعى أنه ابن عم الخليفة.. والقتل عقوبة الطُموح!

إيهاب الحضري

السبت، 21 أغسطس 2021 - 06:26 م

الخليفة دبّر حيلة ماكرة للإطاحة بالوزير حيث أغلق مخازن الغلال، وقام بتخيير التجار بين البيع بسعر حدده بنفسه، أو استمرار غلقها حتى يحل موسم الحصاد الجديد، وهكذا حاصر الجشع ومنع رفع الأسعار من جانب أثرياء الكوارث. 

بعد فترة بدأت الأمور تضطرب بين الخليفة الآمر بأحكام الله ووزيره.

شعر الوزير بأنه الحاكم بأمره، وسعى نحو مزيد من القوة، لهذا استعان بشقيقه المؤتمن وكلّفه بتشكيل فرقة عسكرية قطاع خاص، تقوم بأداء مهام فى مُختلف أنحاء الدولة، لكن هدفها الأساسى دعْم وجود الوزير، ومنحه حماية لا يُستهان بها فى أى خلاف مستقبلى مع الخليفة.

ربما يكون الآمر قد بدأ يشعر بالخطر فى تلك اللحظة، لكنه لم يتخذ موقفا حاسما، إما بسبب الاتفاق المُبرم بين الطرفين وأشرنا له فى الحلقة الماضية، أو لأنه خاف من مواجهة يخرج منها خاسرا.

غير أن السكوت صار خطرا بعد أن تمادى الوزير، وأرسل إلى اليمن من يُروّج لأحقيته فى الخلافة، باعتباره ابن نزار عم الخليفة، وأنه أنجبه من جارية فى الإسكندرية عقب منعه من تولى الخلافة قبل سنوات، لتذهب إلى والد الآمر بأحكام الله. الغريب أن الوزير لم يجد تناقضا بين تنكيله قبل فترة بأتباع نزار، ثم العودة للزعم بأنه ابن له!


 هنا بدأ الآمر مخططا للإطاحة بصديق الأمس وغريم اليوم، وكانت نقطة الانطلاق من معسكر شقيق الوزير، فقد دس الخليفة فى صفوفه من يفجر فيه الانشقاقات، حتى أصبح المؤتمن وحيدا فى النهاية، كان ذلك يحدث خارج القاهرة، بينما تسير الأمور فى العاصمة بشكل أكثر دهاء، فعندما علم الوزير المأمون بما يجرى فى معسكر أخيه، طلب من الخليفة الإذن بعودته إلى العاصمة، وافق الأخير بسرعة مؤكدا أنه اشتاق له، فى تلك الأثناء كان قد تم القبض على مبعوث الوزير لليمن وحبسه.


بعد أيام استقبل الخليفة وزيره باحتفاء، تكرّر ليومين تاليين كى يطمئن المأمون، ويشعر بأن الفجوة قد زالت فلا يتخذ أية إجراءات احترازية، وفى اليوم الثالث استدعاه الخليفة وكرّمه وطلب منه دعوة أخيه لأنه «وحشه»، سعد المأمون بالدعوة وسارع بطلب شقيقه، وبعد اجتماع ودى استعد الشقيقان للانصراف، ففوجئا بإلقاء القبض عليهما وإيداعهما السجن.


ترك الخليفة مساجينه فى المعتقل لفترة، ويبدو أنه لم يكن قد حسم أسلوب التعامل معهما، وانتقل إلى منتجعه بالقليوبية ليستجم بعد أن أصبحت الأمور كلها فى يده، وهناك جاءه أحد القوّاد المنشقين على شقيق الوزير، وحذّره من خطورة الإبقاء على أفراد الفريق المنافس أحياء، وعلى الفور اتخذ الخليفة قراره بقتلهم فى الليلة نفسها، ورفض بعدها تعيين وزير آخر، إلى أن قُتل هو نفسه على يد أتباع عمه نزار!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة