كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإخوان وطالبان !

كرم جبر

السبت، 21 أغسطس 2021 - 06:47 م

أفراح الإخوان العارمة بسبب وصول طالبان للحكم فى أفغانستان.. تؤكد الغباء المزمن لهذه الجماعة.
لم يفهموا أن الذى يميز مصر، أنها دولة عريقة ومتماسكة وتستمد عوامل قوتها من مخزونها الاستراتيجي، ولديها القدرة على تحقيق الاستقرار لشعبها، و"لو" استوعبوا دروس صدامهم المتكرر بالدولة منذ نشأة الجماعة، لكان مصيرهم أحسن حالاً.
هم يحلمون بالعودة إلى الحياة، عن طريق الخراب والدمار والقتل، وليس بمراجعة الذات والانضواء تحت مظلة الوطن، وجربوا ذلك عشرات المرات دون أن يتعظوا أو يستوعبوا الدرس.
أكبر سيناريوهات الفشل الإخوانية، كانت العمليات الإرهابية، فارتدت كالمسمار الحاد فى نعشهم، وتوارى المؤيدون لهم والمتعاطفون معهم، ورب ضارة نافعة فقد زاد تلاحم عناصر القوة الثلاثة "الشعب والجيش والشرطة" للمضى فى الحرب ضد الإرهاب إلى نهايتها، وسقط القناع الإخوانى الكاذب، المرصع بخدع وأكاذيب مشروع الخلافة الإسلامية، وكانت رسالة المصريين للجماعة الإرهابية هي: ابحثوا لخلافتكم عن أرض غير مصر وشعب غير المصريين.
لعبوا على الاستقواء بالخارج، والترويج بأن مصر تعيش أجواءً من عدم الاستقرار، فصدمهم ما يحدث فى الواقع وأن الدولة المصرية تكسب مساحات واسعة شرقاً وغرباً، ويترسخ دورها كقوة إقليمية، واستطاعت أن تنجو من زلزال الجحيم العربي، وتبنى جيشاً هو الأقوى فى المنطقة، وتحفظ وحدة أراضيها وتنمى قدراتها الذاتية، وباتت خيانتهم بالخارج مثيرة للشفقة والرثاء، وشاهداً حياً على تراجع مفهوم الهوية الوطنية لصالح خلافتهم الكئيبة.
هم يعيشون فى غيبوبة، دون أن يدركوا أن عواجيزهم انتهى دورهم السياسى والدعوي، وتغرب عنهم الشمس داخل السجون والزنازين، ومع توالى صدور الأحكام بدأت مقاومتهم فى الانهيار، ودب اليأس فى نفوسهم، رغم محاولاتهم الظهور بالثبات والجلد، وأسدل الستار على الرموز الإخوانية التاريخية، التى ظلت تدير وتحرك على مسرح الأحداث طوال خمسين عاماً، بعد أن قادوا الجماعة إلى كارثة الاصطدام العنيف، بصخور مدببة تمثلها مؤسسات الدولة الصلدة، التى استهانوا بها ولم يعملوا حسابها.
ويتخبط قيادات الإخوان الهاربون إلى الخارج، فى معركة "الأحلام اليائسة" ضد الدولة المصرية، ويخيل لهم بفعل هواجس الغربة والاغتراب، أن مصر ترقص فوق صفيح ساخن غضباً لرحيلهم وأملاً فى عودتهم، دون إدراك أو وعى بالمتغيرات الهائلة التى حدثت فى عام توليهم السلطة، وحصيلته "لقد نفد رصيدكم".
كان ضرورياً أن يحكموا ليسقط عنهم قناع الخداع التاريخي، وتنهار مزاعم روجتها النخبة وصدقها البسطاء، بأنهم "ناس طيبون"، وكان مفيداً اللدغ من الجحر حتى لا نعود إليه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة