جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

بعد الفشل السياسى المتواصل.. أمريكا تحتاج لاستراتيجية جديدة (٣)

جلال دويدار

السبت، 21 أغسطس 2021 - 06:50 م

نعم أمريكا دولة غنية ومتقدمة وقوية.. رغم ذلك وبناءً على العديد من التجارب، فإنها دولة فاشلة وجاهلة سياسيًا تفتقد لقدرة التعامل مع دول وشعوب العالم، ليس أدل على ذلك من فشلها فى تحقيق أى نجاح فى الدول التى وقعت فريسة  قوتها وجهلها الأيديولوجى والسياسى. 


إن أمثلة ذلك ما ترتب على تدخلها واحتلالها لكل من العراق وأفغانستان، وقبلهما كوريا الجنوبية وفيتنام.. هذه السيطرة وهذه الهيمنة دفعتها إلى خوض الحروب، وإنفاق مليارات المليارات الدولات، ما أمكنها تحقيقه من سيطرة وهيمنة.. دائمًا ما انتهى - ليس بالفشل فحسب- وإنما بالكوارث والمحن التى تتحمل وزرها شعوب هذه الدول. 


كل هذا راجع إلى أن هذه الدولة الأمريكية اعتمدت فى وجودها وبناء كيانها وتقدمها على سرقة واستيراد العقول وعناصر أحداث التقدم من حضارات ودول أخرى، إنها ونتيجة لذلك تفتقر إلى القيم والفكر والسلوك الحضارى فى التعامل الإنسانى الذى يمكن أن تتفهمه وتتقبله الشعوب الأخرى. 


هذه المحنة تُفسرها تداعيات الأزمة الأفغانية التى ترتبت على الضحالة  السياسية التى تقوم عليها الاستراتيجية السياسية الأمريكية فى ظل إداراتها المتعاقبة على مدى عشرين عامًا، إنها مثل غنى الحرب الذى أتاحت له الظروف - وليس أى شىء آخر - أن يكتسب ثروة طائلة، عمل على استخدامها فى تمويل مغامراته ونزعاته التى نهايتها السقوط. 


كم أرجو وأتمنى أن يُنعم الله برجاحة العقل والفكر على من يتولى شئون الــولايــات المتحدة.. إنه يتحتم عليهم استيعاب الدروس من هذه التجارب الأليمة.. إن عليهم العمل بإخلاص وأمانة على تبنى استراتيجية سياسية جديدة  قوامها التعاون وحُسن التعامل والاحترام والعدالة وحسن التصرف والاستخدام الرشيد للثراء والقوة. 


إنه لا يُمكن أن يُغيِّر من هذه الحقيقة تبادل الاتهامات بين القوى السياسية الرئيسية على الساحة الأمريكية.. من المؤكد أنه لو التزمت السياسة الأمريكية بقيم العدالة واحترام حقوق وإرادة الدول والشعوب، كان ذلك لصالحها وصالح أمن واستقرار العالم.


فى نفس السياق جاءت تصريحات المسئولين فى حلف الناتو  شريك واشنطن فى عملية غزو واحتلال افغانستان . هاتان الجهتان تعملان حاليا على شغل الرأى العام بأزمة نقل الرعايا والمتعاونين دون أى اعتبار لتداعيات اخطائهم الجسيمة التى تتحمل وزرها أفغانستان وشعبها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة