السبت، 21 أغسطس 2021 - 07:14 م

أتاحت الدولة للطلاب الناجحين فى الثانوية العامة فرصا عديدة، لم تكن موجودة من قبل، للالتحاق بالكليات الجامعية حسب رغبة كل طالب ، وأيضا بحسب إمكاناته المادية . وفى تصورى أنه يجب على كل مواطن لديه طالب أوطالبة أن يختار حسب قدراته المالية ورغبة ابنه أوابنته. أتاحت لك الدولة الجامعات الحكومية «27 جامعة». وفيها نظامان الدراسة العادية بمصروفات تناسب دخل الأسرة المحدودة أو المتوسطة. ونظام الكريدت بمصروفات أعلى لكنها فى نفس الوقت أقل من مصروفات الجامعات الخاصة والأهلية» 30 جامعة». والجامعات التى تم إنشاؤها بقوانين خاصة، والجامعات باتفاقيات دولية، والجامعات باتفاقيات إطارية
صحيح أننى كلما قرأت أسعار الجامعات الخاصة والأهلية والأجنبية انتابتنى حالة هيستيرية من الضحك المبكى، إلا أن هذه النوعية لها ذبائنها من القادرين على الصرف على أبنائهم فيها . ولا مجال للحقد عليهم، فهذه أرزاق الله يقسمها كيف يشاء، ويدعونا للرضا بما قسمه لنا، وأن نحمده على ما أنعم به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى. ومع هذا الإيمان، لا أتصور الأرقام التى قرأتها عن مصروفات الجامعات الخاصة. إليك مثلا مصروفات الجامعة الألمانية بالقاهرة الهندسة 3 فئات تتراوح بين 143500 و193900 وأيضا الدراسة بكلية تكنولوجيا الإدارة وتقريبا كل الكليات بها ، كما يسدد الطالب وديعة بقيمة 5000 جنيه مصري أو 420 يورو كتأمين لاستخدام المختبرات قابلة للاسترداد نهاية الدراسات الأكاديمية بعد خصم الأضرار. وغير قابل للاسترداد رسوم بقيمة 550 يتم دفعها وقت تقديم الطلبات. هذا نموذج فقط وباقى الجامعات الخاصة تقل قليلا عنها.
لقد أحسنت وزارة التعليم العالى حين أصدرت بيانا بقائمة الجامعات الخاصة وأسعارها حتى يتبين المواطن رأسه من رجله قبل الدخول فى معمعة التنسيق التى بدأت أمس. فى نفس الوقت لابد أن نترحم على أيام الدراسة بالجامعات الحكومية التى كانت لا تتعدى المائة جنيه فى السبعينيات، ولا أنسى يوما مصروفات المدينة الجامعية 5 جنيهات شهرية نوم وأكل وسرمحة !.
الدنيا تغيرت وعلى أولياء الأمور أن يتدبروا فى قدراتهم قبل إلحاق أبنائهم فى الجامعات.
دعاء : اللهم اجبر خواطرنا