فيلم «أفغانستان لماذا؟»
فيلم «أفغانستان لماذا؟»


بـ25 مليون دولار..«أفغانستان لماذا؟» تجربة سعاد حسني الممنوعة من العرض| صور

دعاء فودة

السبت، 21 أغسطس 2021 - 07:38 م


اتجه عدد كبير من النجوم، خلال فترة ما من تاريخ السينما المصرية، للمشاركة في أفلام خارج مصر "عربيا أو دوليا"، وقد تكون مشاركة الفنان في تلك التجارب وقتها للغرض المادي فقط، نظرا للظروف التي كانت تمر بها صناعة السينما في مصر، ولم تحقق معظم هذه الأفلام أي نجاح أو انتشار بالنسبة للفنان وبعضها منع من العرض لسنوات طويلة ثم أفرج عنها، ومنها لم ير النور حتى الآن.


ويأتي من بين الأفلام التي لم يصرح لها بالعرض حتى الآن منذ "37 عاما" فيلم بعنوان "أفغانستان لماذا؟" الذي قدمته السندريلا الراحلة سعاد حسني في عام 1984، الفيلم إنتاج مغربي تناول الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، والغريب في هذا الفيلم أنه رغم أنه لا يتناول أي قضية تهم العرب إلا أنه شارك في بطولته عدد من النجوم العرب إلى جانب سعاد حسني منهم وعبد الله غيث، ومن المغرب العالمي حميدو بنمسعود، ومحمد حسن الجندي، بالإضافة إلى الفنانة اليونانية إيرين باباس، والممثل الأمريكي شون كونري، والممثل الإيطالي جوليانو جيما، والفرنسي مارسيل بوزوفي، وتأليف وإخراج المغربي عبد الله المصباحي، وكان مدير التصوير مصريا أيضا وهو عبد العزيز فهمي، وقد تكون الأحداث الأخيرة في أفغانستان إشارة مرور لهذا الفيلم والسماح بعرضه بشكل مباشر خلال الفترة المقبلة.

كانت مفاجأة هذا الفيلم، هو تجسيد سعاد حسني وعبد الله غيث لأدوار شخصيات أفغانية، وتم تصويره كاملا في مناطق "تطوان والمضيق وشفشاون" المغربية، وذلك بعد فشل عدة محاولات للمخرج أن يصوره في أفغانستان بمجاهدين أفغان حقيقين.

تناول فيلم "أفغانستان لماذا" قصة حياة أستاذ في جامعة كابول وعالم دين ومفكر ومناضل قاد حركة قوية ضد الاحتلال السوفيتي، وجسد دوره الفنان الراحل عبد الله غيث، فقرر الأستاذ الجامعي الأفغاني "عبد الله غيث"، جمع عددا من المواطنين ويطالبهم بمغادرة كابول والتوجه إلى بيشاور على الحدود مع باكستان، وفي طريقهم نشر المدرس الجامعي دعوته للتصدي إلى الاحتلال، وخلال فترة وجيزة تصبح هذه المجموعة الصغيرة قوة كبيرة تضم مئات الآلاف الذين قرروا تحدي السوفييت وطردهم من أراضيهم، ولكن سرعان ما انفجرت الخلافات بين الأفغان أنفسهم، فكل فريق يريد أن يستولي على السلطة وتكون له الكلمة العليا، وكان هذا الصراع الداخلي كفيلا لاختراق القوات الأمريكية لهذه المجموعات الأفغانية التي تقاوم الاحتلال السوفيتي.


توفى مخرج الفيلم في عام 2016، وقبل وفاته أكد في تصريحات صحفية، أنه أضاف مشاهد للفيلم لتتماشى مع المستجدات السياسية على الساحة، وذلك حينما سمح للفيلم بالعرض في عام 2013 بدور العرض السينمائي بالمغرب بعد مايقرب من 30 عاما، ما دفعه إلى إدخال بعض التعديلات على الفيلم منها "ظهور بن لادن" وحركة طالبان وتنظيم القاعدة، واحتلال أمريكا لأفغانستان، ومعتقل جوانتانامو، حيث كان هدفه من الفيلم في البداية التحدث عن مخططات الغرب ضد العالم الإسلامي، وتناول فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وتوقعات بسقوطه وتلاعب أمريكا بالأفغان وغيرها من المؤامرات، مؤكدا أنه تعرض لضغوط  قوية من عدة دول عربية وكذلك روسيا لعدم عرض الفيلم، لافتاً إلى أنه بعد إضافة تلك الأحداث غير اسم الفيلم إلى "أفغانستان.. الله وأعداؤه".

ووضعت تلك المشاهد التي تم تصويرها وإضافتها للفيلم الجهة الإنتاجية في أزمة كبيرة، حيث ارتفعت التكلفة الإجمالية والميزانية الخاصة بالفيلم من بداية إنتاجة إلى 25 مليون دولار حتى 2013، وبعد كل ذلك لا يوجد ما يؤكد أنه تم عرض هذا الفيلم في 2013، حيث ظل مخرجه يؤكد خلال تلك الفترة أن الفيلم جاهزاً للعرض وأنه وضع له اللمسات الأخيرة، وينتظر فقط أن يعرض في دور السينما، إلى أن توفي "المصباحي" في 16 سبتمبر 2016، دون عرض الفيلم، وحى الآن وهي فترة تجاوزت الـ37 عاما ولم ير الفيلم النور- حسب مانشر من أخبار وتصريحات للمخرج.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة