تحدثت منذ أيام عن حملات التبرع التي تنهال علينا في كل المحطات التليفزيونية ووسائل الإعلام والتي تمثل كلها جزءا من أعمال الصدقة والزكاة وطالبت بضرورة وجود ضوابط خاصة للرقابة عليها خاصة مع وجود بيت للزكاة.. وكم أسعدني حديث جمعني مع عدد من كبار الأطباء الذين أيدوني في كل ما قلته وطالبوني بأن أتبني حملة لتوجيه التبرعات والصدقات إلي المستشفيات ومعاهد الأورام التابعة للدولة والتي تخضع كلها لرقابة حكومية مشددة يصعب تطبيقها في أماكن أخري مماثلة لا تتبع الدولة.
حقيقة كانت المرة الأولي التي أعرف فيها ان الجهات الصحية التابعة للدولة يمكن ان تتلقي التبرعات وأعتقد ان ذلك يعود للقيود والروتين الضخم الذي تعانيه المستشفيات ومعاهد الأورام الحكومية في الإعلان عن جمع التبرعات وخضوعها للروتين القاتل الذي يجعلها تحجم عن الإعلان عن ذلك.
وهنا أيضا لفت نظري قلة الإعلان عن بيت الزكاة الذي يتبع مشيخة الأزهر مباشرة ولماذا لا يتم التوسع في التعريف به وأوجه الانفاق التي يخصص لها بعض موارده؟
أتمني ان يسارع وزير الصحة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالسماح للمستشفيات ومعاهد الأورام وغيرها من المؤسسات العلاجية التابعة له بالإعلان عن قبولها للتبرعات والإجراءات الرسمية التي تضمن خضوعها لضوابط صارمة في الانفاق وهو ما يدخل الثقة في نفوس المتبرعين. كما أتمني أن يتبني الأزهر الشريف حملة لجمع الزكاة وتخصيص موازنة خاصة للإعلان عنه.
مرة أخري أؤكد دعمي الكامل لكل جهات الخير في بلادنا سواء المستشفيات أو المعاهد أو حتي بنوك الطعام ودعم أصحاب الدخول المحدودة ولكن كما يقول المثل «زيادة الخير خيرين».
وقبل أن أنهي كلامي لابد من الاشارة إلي مهنة التسول التي أخشي ما أخشاه أن نجد هناك في يوم من الأيام نقابة خاصة بهم بعد ان زاد عددهم زيادة كبيرة ومعظمهم وجدوها حرفة ومهنة كل مهاراتها الدعاء لك لو أعطيت لهم أو الدعاء عليك وعلي أهلك لو لم تسارع بالعطاء لهم!!