صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات الحوادث| ضل سجن.. ولا ضل راجل‎‎

علاء عبدالعظيم

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 01:59 ص

امرأة تناهز الثلاثين من عمرها، شقراء مستديرة الوجه لها عينان واسعتان كحبات اللوز، ملتمعتين مليئتان بالشر، طويلة القامة وقوية البنية.

أصابتها صدمة عصبية بعدما فشلت في زواجها مما جعلها تكره الرجال، حتى أقرب الناس إليها، عادت إلى منزل والدتها تتحسس الطريق وتتأمله، وتزدحم في خاطرها أسئلة كثيرة، وتوالت عليها الأيام متثاقلة بطيئة، تقضي نهارها في حيرة وندم، وتبيت ليلها في هم ونكد تجوب الغرفة ذهابا وجيئة ولا تستقر في مكان، تصيح بصوت يصرخ الغيظ والغضب كأنه هدير النهر في هيجانه تعاتب نفسها في لهجة غاضبة، وازدادت حالتها النفسية سوءا وانهارت أعصابها، وهداها تفكيرها إلى حيلة معتقدة بأنها طول النجاة بالنسبة لها لتبتعد عن الرجال، وتعيش مع النساء السجينات.

اقرأ أيضا|النيابة تأمر بدفن جثة شاب انتحر من أعلى كوبري بمدينة نصر 

وفجأة وبلا مقدمات غافلت والدتها، وقامت سكب كميات كبيرة من الكيروسين على محتويات الشقة، وقامت بإشعال النار فيها، انتفضت الأم من نومها مذعورة ترتجف، تنطلق الصرخات المدوية من بين ثنايا فمها وسط لهيب وأصوات ألسنة النيران التي تجمع على إثرها سكان المنزل والذين كانوا مهددين بكارثة لم يسلم من أذاها أحد، وأسرعوا بالإتصال بسيارة المطافئ وتمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران بعدما التهمت كل محتويات الشقة.

وأمام وائل محمد كمال وكيل أول نيابة شرق بورسعيد، اعترفت الزوجة الابنة ارتكابها الواقعة، وعللت ذلك بسبب أنها كرهت الرجال، حيث ينظرون إليها بنظرات خبيثة ويريدون افتراسها، ولهذا قررت البعد عنهم لتعيش وسط النساء حتى ولو كان المكان هو السجن، وأخذت تهذي بكلمات، وحركات غير طبيعية، وبعد انتهاء التحقيق معها وأثناء خروجها من غرفة المحقق، وبسرعة غير مسبوقة قامت بخلع حذاءه وحاولت الاعتداء بالضرب على أحد الرجال الذين تصادف وجودهم خارج غرفة التحقيق، مما يؤكد إصابتها بانهيار عصبي.

وأمر وكيل النيابة إيداعها مستشفى الأمراض العصبية والنفسية ١٥ يوما، للكشف على قواها العقلية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة