عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

جيشنا والظلام!

عمرو الديب

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 05:02 م

كما نشاء نحن، لا كما تشاء الأقدار، فقد بلغنا أوج قوتنا، وصعدنا إلى ذروة تمكننا، ولهذا يحق لنا أن نرسم المصائر، ونحدد الملامح، ونعيد صياغة الدنيا، ولأن منطقتكم هى خزائن الأرض حقًا، وبلادكم-ولا شك- منجم الكنوز والثروات، نصوب دائمًا جهودنا نحوها، ونقرر لها مصيرًا جديدًا، ونرسم مستقبلًا مختلفًا لأبنائها، فقد شئنا أن نحرمكم من وحدتكم، وأن ننتزع منكم طمأنينتكم وأمنكم، ولتجودوا مرغمين بكنوزكم المطمورة فى أرضكم، وتقدموا خيرات بلادكم الظاهرة والباطنة للسادة مصاصى دماء الأمم، شئتم أم أبيتم، ولكن ألا تعلمون أن صخرتكم هى العقبة الصلبة العنيدة، أمام قطار أطماعنا، وكم من ضربات وجهناها بشراسة إلى تلك الصخرة العملاقة فلم تتفتت، بل لم  تتأثر مطلقًا، فقررنا أن نحرض عليها خوارجكم وأشقياءكم من ورثة قتلة الصديقين والأولياء، إنها صخرة الجيش المصرى العملاق، الذى وقف أمام أعاصيرنا المدمرة، وعواصفنا المصطنعة الفتاكة، لقد وقف جيشكم المكون من أبنائكم وأشقائكم، فى وجه مشيئتنا القاهرة، والعجيب أنه نجح على الرغم مما نمتلكه من إمكانات هائلة وقدرات خارقة، لقد تحطمت تدابيرنا على صخرة جيشكم، وتهاوت أحلامنا على أعتابكم، وكأنها قصور فى الرمال، ولكن لا تظنوا أننا سلمنا بالهزيمة، وعدلنا عن تدابيرنا وخططنا، بل نحن ماضون فى إنفاذ مشيئتنا، سنحاصركم بالظلام، ليحيط بكم وبصخرتكم من كل مكان، سندفع بأسراب هائلة من الجراد البشرى المدمر.

إذا كانت السطور السابقة هى لسان حال المشاهد العبثية التى رأيناها مؤخرا فى أفغانستان وغيرها من البلدان، فهلا وعينا خطورة ما يحدث، واعتصمنا بالله وبصخرتنا خير أجناد الأرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة