مصطفى الكاظمى أثناء لقائه مع الأمير محمد بن سلمان وسعى عراقى لتقوية علاقاته العربية
مصطفى الكاظمى أثناء لقائه مع الأمير محمد بن سلمان وسعى عراقى لتقوية علاقاته العربية


على أعتاب قمة بغداد الأسبوع القادم

اختلاف الأهداف والمصالح .. ألغام فى طريق نجاح مؤتمر جوار العراق

أسامة عجاج

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 10:55 م

أيام قليلة تفصلنا عن  أول قمة دول الجوار العراقى التى دعا إليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى فالموعد قد يكون السبت او الأحد القادم بعدها سينتهى كل الغموض الذى أحاط بالإعداد و مستوى المشاركة وأيضا النتائج المرجوة كل ذلك لا يمنعنا من التأكيد على أننا أمام حدث غير مسبوق قد يمثل فى حالة نجاحه نقلة مفصلية لمنطقة الشرق الأوسط ومستقبل العلاقات بين دولها خاصة العربية مع دول الجوار ودعونا فى البداية نشير إلى ان فكرة عقد هكذا قمة سبق ان تم طرحها على لسان نائب رئيس الوزراء العراقى آياد علاوى في عام ٢٠١٧ وعاد إليها من جديد  رئيس الوزراء العراقى عادل عبدالمهدى  فى أكتوبر ٢٠١٩ مما يعنى أن هناك ادراكا من القيادة العراقية بأن جزءا كبيرا من مشاكله مرتبط بتطورات الأوضاع وعلاقاته مع دول الجوار خاصة إيران وتركيا ناهيك عن حالة التوتر التى تسود المنطقة التى تفتقد الاستقرار والأمن منذ حقب طويلة ولعل العديد من الظروف هى من سمحت بالقبول بالفكرة واتخاذ خطوات تجاه التنفيذ ولعل المؤتمر هو محاولة عراقية للعودة إلى الدور القديم باعتباره جغرافيا رابطًا ومدخلًا بين العالم العربى ودول الجوار خاصة إيران بعد ان كانت فى فترة زمنية حاجزا أو سدا منيعا بينهما خاصة دول الخليج ولكن على أسس جديدة تستبدل التعاون بدلًا من الصراع والمواجهة.   

وعلى الرغم من التأكيد على أهمية المؤتمر فى حد ذاته فكل المؤشرات تقول إن نجاحه يواجه صعوبات جمة يمكن تلخيصها فى أن بعض الدول المشاركة المحورية خاصة إيران  وتركيا تملك مصالح وأجندات ومشروعات قد تتناقض كلية مع الجوار العربى من ناحية وحتى مع العراق ذاته وعلى سبيل المثال فإن طهران لها من النفوذ داخل الطبقة الحاكمة فى العراق مما يعرقل احيانا إذا استلزم الأمر التأثير على استقلالية القرار عبر عدد من الميليشيات المسلحة ومع اتساع زاوية الرؤية فهناك مشروع إيرانى يلقى بظلاله على عدد من الساحات العربية التى تعيش حالة من عدم الاستقرار نموذج لذلك اليمن حيث وصل الأمر إلى حرب بالوكالة عن طريق جماعة الحوثى وكذلك سوريا وهى صاحبة الدور الأول مع الروس فى دعم الرئيس بشار الأسد وفى لبنان وهناك من يحمل حزب الله بمرجعيته الإيرانية المسئولية الأكبر على تفاقم حالة عدم الاستقرار وهناك من يقول إن هناك مؤشرات إيرانية تسعى إلى استثمار المؤتمر فى تقديم صورة جديدة لإيران فى ظل حكومة الرئيس الجديد إبراهيم رئيسى للعالم خاصة أن العراق نجح خلال الفترة الماضية فى الحفاظ على استمرارية الحوار بين الرياض وطهران بعد قطع العلاقات بينهما عام ٢٠١٦ وهناك تقارير تتحدث عن جهد عراقى مبذول باتجاه عقد قمة سعودية إيرانية على هامش المؤتمر.

نفس الأمر ينطبق على تركيا والتى تتدخل باستمرار فى شمال العراق لاستهداف قواعد حزب العمال الكردستانى وقد احتجت العراق منذ أيام فقط على احد تلك الانتهاكات للأراضى العراقية كما ان هناك مشاكل بين الدولتين حول مياه سد الفرات واحتجاز تركيا لمياه مما يؤثر على احتياجات الشرب والزراعة كما ان هناك توترا فى العلاقات التركية مع دول محورية فى المنطقة ومع فرنسا وهى الدولة الوحيدة التى أعلن رئيسها ماكرون منذ أسبوعين مشاركته في المؤتمر  وإن كانت هناك مؤشرات مهمة باتجاه التعاطى معها بعد الزيارة التى قام بها الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومى الإماراتى لتركيا ولقائه مع الرئيس التركى.         

ويعد نجاح المؤتمر مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة حتى لو مثل خطوة مهمة يمكن البناء عليها أو الاتفاق على آلية لاستمرار التشاور مع توافر نوايا حسنة لدى كل المشاركين . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة