نفتالى بينت و چو بايدن
نفتالى بينت و چو بايدن


من قلب إسرائيل

شبح النموذج الأمريكى ــ الأفغانى يُخيم على أجندة بينت فى واشنطن

هالة العيسوي

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 11:05 م

لم يكن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان مدرجًا فى أجندة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينت إلى واشنطن المزمع إجراؤها الخميس المقبل. فجدول أعمال تلك الزيارة الأولى له مرتب سلفًا بطريقة يطمح منها رئيس الوزراء الجديد إلى التوصل إلى تفاهمات ومقاربات ترتبط باسمه مع إدارة چو بايدن بعيدًا عن ظل سلفه نتانياهو، بل إن البيان الختامى للزيارة تمت صياغته بالفعل بنبرة ودودة، حسب المراسل الإسرائيلى آلون بنكاس.

لكن رغم الأهداف المحددة للزيارة، لم تتمكن تل أبيب من إخفاء قلقها من الخطوة الأمريكية المفاجئة إلى الحد الذى يسعى منظمو الزيارة إلى إدراج الموضوع على جدول المناقشات أو على الأقل إقحامه والعروج عليه، بل وصل القلق والاستياء الإسرائيلى إلى مطالبة البعض بتأجيل زيارة بينت بدعوى أن الوقت لم يعد مناسبًا. وأنه لا يجب أن يقف رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى جانب شخص فقدت أمريكا بسببه الكثير من مصداقيتها، حصلت فى عهده طهران وطالبان على طبق من الفضة فى الشرق الأوسط.

تتصدر أولويات بينت محددات وثوابت لا تخلو منها أى أچندة مناقشات إسرائيلية - أمريكية وهى؛ التعاطى مع إيران، والقضية الفلسطينية، والتعاون العسكرى بين الجانبين، والعلاقات مع الصين. فى المجالين الأولين تتسيد بعض الخلافات المهمة التى يجرى العمل على إزالتها، وأهمها على الساحة الإيرانية عدم قبول إسرائيل بتوجهات بايدن فى العودة الى الاتفاق النووى وعدم رغبته فى أى مواجهة مباشرة معها، ولذلك يسعى بينت إلى التوصل لاتفاق مفاده «لكم دينكم ولى دينى» أو افعل ما شئت لكن لا تدعنى أراك. باختصار يريد بينت الحصول على تصريح بالقتل والعمل منفردًا إذا لزم الأمر دون توريط واشنطن.

وعلى الساحة الفلسطينية ثمة ملفات مفتوحة أهمها دفع السلام مع الفلسطينيين وعودة مقترح حل الدولتين إلى الطاولة، والاستياء الأمريكى المقنع بالتسامح من التوسع الاستيطانى. كذلك النكوص عن وعد الرئيس بايدن بإعادة فتح القنصلية الأمريكية لدى السلطة الفلسطينية فى القدس والتأجيل المخيب لآمال الفلسطينيين من أداء الرئيس الأمريكى.

بعيدًا عن المخاوف التى تنتاب المنطقة من الفوضى التى يخلفها الانسحاب الأمريكى من أفغانستان، فإن مبعث القلق الإسرائيلى، هو تصريحات بايدن الشهر الماضى، عندما قال: «من حق ومسئولية الشعب الأفغانى وحده أن يقرر مستقبله وكيف يريد أن يدير بلاده».
وهذه بدعة من وجهة نظر إسرائيل بشكل أساسى، حيث تزعزع هذه الأفكار أسس الأمة اليهودية وتحرمها من حقها فى احتلال أيديولوچى ترى أنه استكمال لرؤية قيامها كدولة.

وكما لخصه «تسيڤى برئيل» المحلل السياسى لصحيفة هاآرتس بالقول: «إن بايدن يسحب البساط من تحت المبررات التى أوجدتها إسرائيل على مدى سنوات عديدة لاستمرارها فى الحفاظ على الاحتلال».  الأمر الذى يمثل نهاية الأخوَّة الأيديولوچية التى تربط إسرائيل والولايات المتحدة كدولتين محتلتين. وبذلك ستصبح إسرائيل من الآن فصاعدًا، هى آخر دولة غريبة متورطة فى الاحتلال - وعلى عكس أمريكا فإن «الاحتلال»، فى رأى برئيل، هو الأساس الچوهرى الذى يشكل المجتمع والثقافة الإسرائيلية، ومكون رئيس فى بناء الأمة اليهودية وفى غرس الوعى بالحق فى السيطرة على شعب آخر .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة