قصر الرعب بالصعيد.. هنا تحدى «أندراوس» بطش الإنجليز
قصر الرعب بالصعيد.. هنا تحدى «أندراوس» بطش الإنجليز


حكايات| قصر الرعب بالصعيد.. هنا تحدى «أندراوس» بطش الإنجليز

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 23 أغسطس 2021 - 03:18 م

 

قصر توفيق باشا أندراوس اشتهر إعلاميا على مدار 120 عامًا بـ4 مسميات جميعها يعرفها الملايين، فكان مقر الأمة وقصر الرعب وقصر يس باشا وقصر أندراوس.

 

استمد قصر أندراوس شهرته من أنه الوحيد في صعيد مصر الذي استقبل زعيم الأمة سعد زغلول بشجاعة وقوة وإقدام؛ إذ تحدى صاحب القصر توفيق باشا أندرواس الإنجليز.

 

ولا يزال القصر موجودا حتى اليوم ملاصقا لمعبد الأقصر وكانت تشغله كريمات توفيق باشا «جميلة ولودي وصوفي» وأخيهم جميل، توفيت جميلة وجميل، لكن لودي وصوفي تعرضتا للقتل عن عمر يناهز 70 عاما وفي ظروف غامضة داخل أروقة القصر الذي تعرض للنهب والسرقه عدة مرات عن طريق لصوص محترفين. 

 

ليس هذا فحسب بل تعرض القصر لعمليات تنقيب ممنهجة بالحفر داخله للنتقيب على الآثار بعد مقتل الابنتين الأخيرتين، وأصبح القصر خاويا على عروشه منذ عام 2013، وهو العام نفسه التي تعرضت ابنتا توفيق باشا أندراوس للقتل.

 

أما قصة توفيق باشا نفسه فتعود إلى مولده في سنة ١٨٩٣ ميلادية بمدينة قوص من أبوين كريمين تربى في حجرهما ونشأ في عزهما وورث عن والده العظيم المجاهد الكبير وعلم الصعيد ورث عنه الوطنية المخلصة، وقد حصل على دروسه الابتدائية في مدرسة الأقصر الابتدائية التي كان والده منشأها ورحل إلى القاهرة لإتمام دراسته فدخل المدرسة الشهيرة - بالقاهرة التوفيقية الثانوية ثم سافر إلى إنجلترا ليلتحق بجامعة أكسفورد وأتم دراسته بها.

 

اقرأ أيضًا| «العتبة قزاز».. رحلة استعادة الكليم الأرضي في «جحدم» بالصعيد

 

وفي الوقت الذي هبت في الأمة روح الوطنية إلى طلب الاستقلال على يد سعد زغلول الذي ذهب إليه توفيق باشا وكان صغير السن وطلب أن يكون تحت رايته جنديا من جنود الوطن فأكبر فيه الزعيم سعد زغلول ذلك.

 

 

ففي عام 1921 تحدى مدير الأمن العام بدر الدين بك حين صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول في رحلته النيلية ومنعت الحكومة الباخرة «نوبيا» التي يستقلها الزعيم من أن ترسوا على أي شاطئ من شواطئ المدن بحجة المحافظة على الأمن العام والواقع كان الحيلولة بين الزعيم وشعبه المحب له والمؤمن بأعماله وعظمته وقد حاول الأهالي في جرجا وأسيوط وغيرها أن ترسوا السفينة وفشلوا وحدثت حوادث عديدة.

 

إلا أن توفيق باشا لجأ لحيلة في شجاعة بالغة على الرغم من قوة بدر الدين بك ومعارضته وتهديداته، ورست الباخرة أمام قصر آل اندراوس باشا، واحتشدت الجماهير بالأقصر لتشهد طلعة الزعيم المحبوب.

 

وقد استغل توفيق باشا أنه كان قنصلا لعدة دول أجنبية فرفع أعلام هذه الدول مما أعطاه الحصانة القانونية وخلد اسم الأقصر باعتبارها المدينة الوحيدة التي استطاعت استقبال سعد زغلول وخلد اسم توفيق في سجل الوطنية الجريئة، وفي صحف الوطنين الأبرار لذلك وقع عليه اختيار الزعيم سعد زغلول رحمة الله لأول مرة لانتخابات دائرة الأقصر، والتي فاز فيها بأغلبية ساحقة وأعيد انتخابه مرات وفاز لمحبة أهل الأقصر له وتقديرهم لشهامته وشجاعته.

 

وموقف آخر يحكى عنه أبناء الأقصر جيل بعد جيل، في العشرينات أو الثلاثينات عارض توفيق باشا الحكومة وبلدية الأقصر بتحويل مدافن المسلمين إلى الجبل وأصر أن تكون في مكانها بالسيد يوسف وكانت دفاعته في ذلك أن أبناء الأقصر سيحتاجون إلى عربات لنقل موتاهم مما يكلفهم فوق الطاقة من الأموال.  

 

 

 

وكذلك فان تقاليد أبناء الأقصر أن يحمل المتوفى على الأعناق حتى مسواه الأخير وهو تقليد يحافظ عليه أبناء الأقصر جيل بعد جيل حتى اليوم احتراماً للمتوفى وقد منع نقل المقابر إلى أي بقعة نائية ولقد توفى توفيق باشا في عام 1935 جنديا مدافعا عن حقوق مصر وأبناء الأقصر فبكاه الأقصريون الأهالي والشعراء والعامة والخاصة والزعماء.

 

وفي ذكرى الأربعين يوم الجمعة 15 فبراير 1935، حضر الزعيم مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية حفل التأبين بكنيسة العذراء بالأقصر وألقى خطبة عصماء في تأبينه. 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة