نسرين حران
نسرين حران


بالطين والألوان.. علاج «غير عادي» للتوحد والاضطراب النفسي

منى سعيد

الإثنين، 23 أغسطس 2021 - 04:37 م

أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال والأشخاص المصابين بالضغوط النفسية والاضطراب النفسي يتم علاجهم عن طريق الرسم الذي يعكس مشاعرهم الحقيقية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.

 

ويمكن التعرف على المشاكل التي يعاني منها الأطفال وميولهم واهتماماتهم أو العقبات والصعوبات الموجودة في البيئة المحيطة التي يعيشون فيها دون الحاجة إلى الكلام.

 

نسرين حران فنانة تشكيلية تعالج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى التوحد بالعلاج بالفن البصري بالرسم بالطين والألوان يساعد الطفل لابتكار فن يعبر عن عالمه الداخلي.

 

وعن طريقة علاجها، تقول نسرين: «أقوم باستخدم العلاج العاطفي بواسطة الفن البصري (التشكيلي) لعلاج مراهقين وبالغين ومنهم أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديدا اللذين يعانون من التوحد» .

 

والعلاج بالفن هو دمج بين تقنية العلاج النفسي مع العملية الإبداعية، ولعل هذا النوع من العلاج يعتبر مرافقا للعلاجات الطبية، وهو موجود تحت إطار العلاجات العاطفية، ويقوم المعالج بدعوة المتقدم للعلاج باستعمال المواد (كالطين، الألوان بأنواعها، المعجون، الورق، الصمغ وغيرها من المواد) لابتكار فن يعبر عن عالمه الداخلي. 

 

اقرأ أيضًا| سياحة المانجو.. أحدث صيحات الأجانب في مصر| صور

 

كما أن المعالج خلال الجلسات يوجه المتقدم للعلاج بالتركيز على التجربة الداخلية الذي يمر بها وقت الإبداع ليركز على المشاعر والتصورات الداخلية، وبعد الانتهاء من العمل الإبداعي يتلخص اللقاء بتأمل ومحادثه حول الناتج.

 

لكن كيف يدعم العمل الإبداعي العلاج؟.. هنا تقول نسرين إن العمل الابداعي يساعد على تجسيد المشاعر الداخلية، والأفكار والتخبطات الموجوده باللاواعي ويخرجها للعالم الواقعي فالعمل يساعد بفهم الذات والمشاعر، وقد يكشف جوانب أخرى من شخصيته، ومن الممكن أن يحسن من عواطفه ويكشف له نقاط القوة وأيضا الضعف التي ترافقه في حياته.

 

من جهة أخرى فإن العمل الإبداعي أو المادة (كالطين أو الألوان) من الممكن أن تكون أداة تنفيس عن الألم والغضب فيساعد المتقدم للعلاج بإخراجها على المادة، لإنتاج عمل فني أو مجرد تفريغ الغضب الداخلي بدون هدف (بدون ناتج فني) وهكذا نمنع إيذاء أنفسنا أو الآخرين، وباختصار العملية الفنية هي وسيلة تواصل غير لفظي (بدون كلام) مع الذات ومع الآخر.

 

وهذا العلاج مناسب لكل الفئات العمرية (أطفال، مراهقين، بالغين وكبار السن، وكل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سلوكية، اجتماعية، عائلية، عنف داخل العائلة، توتر، اكتئاب، قلق، خوف، والتنمر وكل من يمر بتجربة مؤلمة نتيجة أمراض جسدية، والاضطرابات النفسية وذوي الاحتياجات الخاصة كالتوحد، وإلاعاقات الجسدية والذهنية).


 
ويحقق هذا العلاج نتائج رائعة ومؤثرة يلمسها تدريجيا من خلال مراحل العملية العلاجية داخل الجلسات وهذا النوع من العلاجات يخفف الضغط على المتقدمين للعلاج وخصوصا للأشخاص الذين لديهم صعوبة بالتعبير عن ذاتهم بالكلام، فالمعالج بمساعدة أدوات الفن والعمل الفني يفتح مساحة الأمان لمتلقي العلاج ليعيد التجارب المؤلمة من خلال الجلسات لكن بطريقة تجعله يصحح التجارب الصعبة بتجارب إيجابية تعيد الثقه بالمتلقي للعلاج وتعيد له السيطرة على الموقف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة