كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

سلام النفس !

كرم جبر

الإثنين، 23 أغسطس 2021 - 06:09 م

يقول أهل التقوى: دعنا نرى الدين فى سلوككم وأخلاقكم، ولا تزايدوا وتكذبوا وترموا غيركم بما فيكم، فالإسلام دين الأخلاق ورسولنا الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، «وإنك لعلى خلق عظيم»، ولو اتبعنا ذلك «كنتم خير أمة أخرجت للناس».

أقول هذا الكلام للذين يمرحون فى البلاد طولاً وعرضاً، ويلوثون باسم الدين عقول شباب أبرياء، والإسلام برىء منهم ومن أفعالهم وأقوالهم.
ما أحوج بلادنا إلى استنهاض روح الأمة والعودة إلى جوهر ديننا الحنيف، فلا دنيا لمن لم يحى ديناً، ولا صلاح إلا باستنهاض الأخلاق، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق.

فعندما تتعانق فى السماء أصوات الأذان وترانيم التسامح، فهذا معناه لمن يتقى الله أن تتوحد القلوب وتتطهر المشاعر، ليس لتوظيف الدين لصالح الأغراض السياسية، أو أن تزعم جماعة بأنها صاحبة وكالة السماء حصرياً، وأن أتباعها فقط هم المسلمون.
إنهم ينشرون الخوف والذعر بين الآمنين، ويدعون حدوداً ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاماً ومحبة وتسامحاً، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين.

ما أحوجنا إلى سلام النفس والقلب والضمير، وأن يلتئم الشمل وتهدأ حدة المكائد والصراعات، وتمتد الأيدى للبناء وليس الهدم والتخريب، وأن نزرع الأرض خيراً وليس ألغاماً ومتفجرات.

أقول ذلك لمن يحاولون تجريد الوطن من هويته، وانتزاع علمه ورايته، فالأديان لا تحض على كراهية الأوطان، ومخطئ من يتصور أن حب الوطن يتعارض مع حب الدين، ويجب ألا يغيب عنا دعاء «لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادى».

الإصلاح الحقيقى هو الصدق مع النفس، وأن نرفع أيدينا مخلصين بالدعاء: «اللهم إنا نسألك أن تطهر قلوبنا، وتكشف كرْبنا، وتغفر ذنبنا، وتصلح أمرنا وتغنى فقرنا وتكشف همنا وغمنا، واجعل من كل خير نصيبنا، وإلى كل خير سبيلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين».. ولا تلهينا هموم الحياة ومشاغلها عن الاحتماء بسماحة الدين.

لا يكفى أن نواجه الإرهاب بالأسلحة التقليدية، فالعدو من أقذر أنواع السفاحين، وليس لهم رسالة إلا القتل وإراقة الدماء، ومصر فى حرب حقيقية تستوجب شحذ أسلحتها بجدية وفاعلية فى معركة تطهير العقول، وتحصين من لم يقعوا فى الشرك.

والأمر يتطلب ثورة دينية، رغم أن ما يحدث لا علاقة له بأى دين سماوى، والإسلام برىء منهم، ولكن من ينزل إلى القرى والنجوع والأماكن النائية، سوف يكتشف انتشار أفكار التطرف والتكفير، وإنتاج مزيد من الإرهابيين، مثل الذين يقتلون شهداءنا الأبرار، ويعتقدون أن ذلك جهاد فى سبيل الله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة