حلف الناتو صرح في مؤتمر صحفي منذ أيام قليلة أنه لا يوجد لديه الدافع الكافي للتدخل مرة ثانية في العالم العربي ويفضل عدم التدخل مرة أخري في أي عمليات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأنه لا يمكن له التدخل لمحاربة تنظيم «داعش» لوجود ائتلاف دولي تقوده أمريكا.
لا يسعني هنا سوي ملاحظة حيادية الناتو بعد تصفيته الرئيس الليبي القذافي وإسقاط ليبيا في براثن جماعات الغباء المسلح ومادامت الجماعات تقوم بالمطلوب حسب المخطط الغربي لإسقاط الرقعة العربية في بحيرة الدماء والصراعات الدينية التي لا تنتهي إلا بنهاية دول المنطقة فلا داعي لتدخله.
كما يري الناتو أن أمريكا وحلفها يقومون بالواجب ولذلك داعش في تقدم مستمر واستولي علي نصف سوريا وأجهز علي المعارضة السورية وجماعات الغباء المسلح.. وفي الناحية الأخري تمكن داعش من ربع العراق واستراح في الرمادي عاصمة الأنبار العراقية ويتمدد يوما بعد يوم في دول المنطقة وكلما أغار الحلف الأمريكي بطائراته علي داعش تمدد بالمنطقة أكثر.
وللأمانة فقد صرح الرئيس الأمريكي في أكثر من مناسبة أنه لا يمكن له التدخل بريا لمحاربة داعش في العراق أو حتي في سوريا وقد صدق علي تصريحاته وزير الحرب الأمريكي.. وكيف تتدخل أمريكا وداعش تكمل ما قد بدأته أمريكا من تفكيك للعراق بتسريح الجيش العراقي وتولية أحد المتعصبين شيعيا حكم العراق وبدوره أدخل البلاد في نفق مظلم من الحروب الدينية.. وأخيرا حدث التزاوج الأمريكي الإيراني وسمح لها بالتمدد في منطقة الهلال وظهرت التجليات بتوريط السعودية في دك اليمن التعيس كما تم توريط العراق في الكويت.. والغباء العربي واحد والمكر الغربي اللاإنساني واحد.. ولا أظن الناتو وأمريكا وحلفاؤها في حاجة للتدخل في المشهد العربي الدامي أكثر من ذلك فقد تحقق المراد وموسم القتل الجماعي بالعالم العربي الإسلامي يصفي بعضه بعضا وشكرا لأمريكا وشكرا ناتو..!