في رأيي أن الرئيس - أي رئيس - لا يطلب أو يطالب، لكنه فقط يفكر، يخطط، يوجه ، يتابع، ثم يحاسب.
عناوين بارزة في صحف الأمس أشارت إلي طلب أو  مطالبة الرئيس السيسي بتأجيل تطبيق الكروت الذكية للبنزين، لماذا لأنها لم تصل حتي الآن لكل من يجب أن يستخدمها؟
ثمة قصور - إذن - يستوجب المساءلة، هناك اختلالات، ومسئولون لم يقوموا بواجباتهم كما ينبغي، ثم في المنتصف من ساهم بقصد أو بعمد أو بغيرهما حتي تتحول لحظة بدء تطبيق نظام الكروت ، إلي ما يشبه مفجر القنبلة الزمنية، وفي توقيت حرج، ولا أعرف من أين آتت بعض المسئولين تلك الشجاعة المدعاة للإعلان عن جاهزية مؤكدة لاطلاق المشروع؟!
هؤلاء بالذات لابد أن يخضعوا لتحقيق عاجل، وأن تُعلن النتائج، وأن يُتخذ بحقهم اجراء رادع، مهما كانت مواقعهم، وأياً كانت مبرراتهم ، إذ كان عليهم أن يتكلموا قبل أن يتدخل الرئيس مطالبا بالتأجيل.
لا توجد دولة في العالم، تحت سماءالقرن الـ ٢١ يتابع فيها الرئيس كل صغيرة وكبيرة، وجميع التفاصيل، وكأنه لا حكومة ، ولا وزراء مسئولون ، ولا أجهزة للرقابة والمتابعة، كلهم يعتمد علي رئيس يحمل عنهم المسئولية، ويُذكر من ينسي ، ويمنح المقصر بدل الفرصة ثلاثا!
سيادة الرئيس، آن الوقت لأن تكف عن المطالبة، فقط تحاسب ، وبشدة، وكفي فرصا للمقصر والمهمل، ومن لا يقدر علي حمل المسئولية.