رغم أن مشروع ازدواج قناة السويس الذي سيتم افتتاحه بعد شهور قليلة سيحقق ضعف العائد الذي تحققه القناة حاليا من عبور السفن.. إلا أن الأهمية الحقيقية لمساهمته في عملية تنمية مصر اقتصاديا تكمن في ملحقاته التي تتمثل في البدء في مشروع محور قناة السويس. من المنتظر ان تجني  الخزينة المصرية والناتج القومي المصري من وراء هذا المشروع أضعاف أضعاف ما سيتم الحصول عليه من عملية ازدواجية القناة.

كما هو معروف فإن المخطط العام لمشروع محور القناة يشمل العديد من الأنشطة الصناعية والخدمية والتجارية التي ستتيح ما يزيد علي المليون وظيفة في جميع التخصصات. هذه المكتسبات تعني الحد من مشكلة البطالة وهو الأمر الذي سيترتب عليه تغييرات في الخريطة الاجتماعية وانعكاسات علي مستويات المعيشة لقطاعات كبيرة من المواطنين.

إيمانا بما هو مأمول بإذن الله من وراء هذه المنظومة التنموية جري لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أطلق شرارة حفر القناة الثانية بقناة السويس مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئتها والمسئول علي التنفيذ بحضور المهندس محمد يحيي الرئيس التنفيذي لدار الهندسة - مصر والدكتور هاني سري الدين المستشار القانوني لمشروع تنمية قناة السويس. كان هذا الاجتماع ضروريا لمتابعة ما تم وما سوف يتم من خطوات لسرعة أن يتحول هذا الحلم الوطني إلي واقع لصالح رخاء شعب مصر.

في هذا المجال ولكي يؤتي مشروع قناة السويس بروافده الاقتصادية أُكله.. فإنه بالطبع يحتاج إلي عملية ترويج وتسويق علي أعلي مستوي. هذه المهمة لابد ان تشارك فيها مؤسسات وشركات عالمية متخصصة في جذب الاستثمارات التي تتوافق وطبيعة المشروع الذي يعد همزة وصل عالمية للتجارة بين قارات العالم، هذه الميزة تتركز في الموقع الاستراتيجي الوسط الذي تتمتع به مصر التي يستقر علي أرضها هذا المشروع العالمي العملاق.

في هذا المجال ولكي نبدأ من حيث انتهي العالم فإنه لابد من التحرك للاستفادة من تجارب الدول الأخري التي حققت انجازات بلا حدود في إقامة مثل هذه المشروعات.

لا جدال أن المناطق الاستثمارية التي أقامتها الصين في إطار مشروع تقدمها الصناعي والاقتصادي يعد نموذجا يحتذي به في عملية التسويق لمشروع محور قناة السويس. ان أحد هذه المناطق التي اعنيها استنادا لما لمسته في احدي زياراتي للصين اقيمت علي مشارف مدينة شنغهاي الشهيرة.

ان ما اذهلني خلال هذه الزيارة ما تم بشأن تزويد هذه المنطقة بالمرافق. لقد شاهدتها في صورة مدينة كاملة تحت الأرض تضم كل متطلبات مرافق الكهرباء والمياه والغاز والصرف الصحي. هذه المنشآت يجدها الصينيون حتمية لسد احتياجات ومتطلبات الاستثمارات العالمية التي جاءت لممارسة أنشطتها سواء كانت صناعية أو اقتصادية.

وفي هذه المناطق الاقتصادية علمت انه لا مجال لتمليك الأرض وإنما يقتصر الأمر علي حق الانتفاع لفترات طويلة من السنوات تضمن لهذه الشركات العائد الاقتصادي المناسب لاستثماراتها وللدولة الصينية الاحتفاظ بملكية الأرض. من ناحية أخري أرجو أن يكون المسئولون علي إدراك تام بأهمية عامل الوقت في عمليات التسويق للاستثمار في محور قناة السويس.