حاول إنقاذ ابنه فغرقا سويا في ترعة بقنا
حاول إنقاذ ابنه فغرقا سويا في ترعة بقنا


قصة مأساوية.. حاول إنقاذ ابنه فغرقا سويا في ترعة بقنا

أبو المعارف الحفناوي

الثلاثاء، 24 أغسطس 2021 - 01:44 م

 

لم يتمالك الأب أن يرى ابنه يغرق أمامه، وسط مشاعر واحساس الأبوة وروعة الحنان، مشهد خيم عليه الخوف والقلق، فالأب الذي كان يتمنى أن يمرض بدلا من ابنه، حتى يراه سالما متفوقا يرفع اسمه في كل مكان،  فجأة يراه يموت أمامه، فيسارع لإنقاذه من الموت، بعد أن لبى ندائه الأخير،  كان يريد أن يضحي بحياته التي أفناها من أجله،  إلا أنهما غرقا سويا وماتا في ترعة كانت تروي زراعاتهم التي كانت تساعدهم على مصاريف الحياة.

هنا في قرية «البريج» التابعة لمركز فرشوط،  شمالي قنا، ضرب الأب أروع أمثلة التضحية، عندما حاول انقاذ ابنه من الموت إلا أن القدر لم يمهله، فخيم الحزن على أهالي القرية التي شيعت جثمان أب فاضل ونجله ، بعد أن غيب الموت أرواحهما الطاهرة.

كانت الأمور تسير بطبيعتها، في منزل بهاء الدين مصطفي، صاحب الـ 55 عاما، المتزوج ومعه 5 أبناء، ولدان وبنتان، من بينهم البدري ثاني أبنائه في الترتيب، والذي مات مع والده.

كان الأب مكافحا، لتحقيق حلمه وحلم أبنائه،  كان يرى الأمل في المستقبل لهم، لم يبخل عليهم بشيء،  أفنى حياته من أجل أن يبني مستقبل أفضل لهم، كانت الفرحة تعم كل أرجاء المنزل،  فالأب حنون تسيطر عليه معالم الأبوة الرحيم بأبنائه، الذي كان يعاملهم حسن المعاملة،  يمرض لمرضهم ويسابق الوقت في محاولة لعلاجهم، ويكون في أشد الفرح عندما يرى السعادة في عيونهم.

بدأ الأب حياته من الصفر، وبعد أن أنهى تعليمه، سافر للعمل في السعودية، قضى فيها بضعة سنوات، ثم عاد وتزوج ليكون أسرة سعيدة،  قائمة على تعاليم الدين والأخلاق.

عاد الأب مرة أخرى للعمل في السعودية، وفي السنوات الأخيرة الماضية، اصطحب أسرته للعيش معه في السعودية،  قبل أن يقرر الاستقرار هنا في مصر، وترك الغربة وعاد منذ 5 سنوات للعيش وسط عائلته وأبنائه.

تعلق الأب خفيف الظل وكريم الطبع،  بالقرآن الكريم وعمارة المساجد، وكان يحث أبنائه على ذلك أيضا،  وكانت مضيفته مفتوحة للجميع،  محبوبا لهم، كل ذلك جعلهم يحزنون على فراقه في مشهد مأساوي راح ضحيته هو وابنه.

مشاهد الحياة اليومية التي كانت مليئة بالسعادة للأسرة،  فجاة تحولت إلى حزن وحكاوي حزينة تحمل السيرة الطيبة للأب وابنه، وخيم الحزن على الجميع خاصة الزوجة المكلومة والأبناء الذين فقدوا والدهم وشقيقهم.

كان البدري صاحب ١٤ عاما، في الترعة ليسد فتحة مياه، كانت تروي زراعاتهم ، وفجاة غرق، ليلبي نداء القدر، لم يصدق الأب ما حدث لابنه، حين رآه يسقط في الماء، وبسرعة البرق، ألقى بنفسه خلفه في محاولة منه لانقاذه، إلا أنهما غرقا سويا، في مشهد مأساوي خيم على الجميع.

اتشحت القرية بالسواد،  وبدأ الجميع يهرول ناحية مستشفى فرشوط،  وانتظروا أمام المشرحة في انتظار استلام الجثمانين لدفنهما، وسط قصص وروايات ما زالت متداولة عن قصة أب فاضل ضحى بروحه لإنقاذ ابنه من الموت،  إلا أن القدر كان حليفهما.

اقرأ أيضا|ضبط المتهم بالترويج لاستخراج رخص القيادة بـ«وحدات المرور»

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة