«غزل البنات»
«غزل البنات»


الرزق يحب الخفية..

«غزل البنات» يقود طالبة جامعية لتحقيق حلم كبير

زينب السنوسي

الثلاثاء، 24 أغسطس 2021 - 02:40 م

تستقبل يومها بـ«ابتسامة رضا» تعلو جسدها النحيل، لتخرج في الصباح عاقدة العزم على جلب الرزق، محسنة ظنها برب العباد؛ تحمل على ظهرها بضع أكياس من حلوى «غزل البنات» مُعلقَة على عصا مزخرفة، تنادي الكبار والصغار «غَزل البنات يا غَزل».

 

 8 ساعات يومية، تجوب خلالها «آية عصام الدين محمد» الطالبة بكلية الزراعة شبرا الخيمة، الشوارع سيرًا على الأقدام، لجلب الرزق الحلال، يهونها ابتسامة طفل صغير، تمنحه الحلوى، فيمنحها أملًا.

 

 آية عصام بائعة غزل البنات

 

«آية عصام»، القادمة من أرض الإسكندرية المارية، وترابها الزعفران، خاضت تجربة انسانية فارقة رغم صغر عمرها الذي لا يتجاوز الخامسة والعشرين، مؤمنة بأن العمل في الشوارع ليس عيبًا أو وصمة للفتاة أو يجلب لها التنمر أو الإهانة، طالما أنها لا تؤذي أحدًا، وأن من حقها أن تعمل في أي وقت قدر استطاعتها كي تساعد أسرتها، وأن تشعر بلذة المال الحلال بعد يوم طويل من «الشقا والمعافرة واللف في الشوارع».

 

 آية عصام بائعة غزل البنات

 

تجيد آية بائعة «غزل البنات» كتابة وإلقاء الشعر، لكنها فضلت بيع الحلوى، لتقف إلى جوار شقيقاتها الثلاث، اللائي يشكلن كيان أسرة متوسطة الحال، تشبه في تفاصيلها كثير من الأسر المصرية التي تحب الحياة وتعانق الأمل رغم المحن.

 

أصبح لحلوى آية مريدون، من مختلف الدول، يسألون عليها بالاسم، ليتذوقوا «الغزل» ويقدمون لها الدعم النفسي، الذي يعينها على أي مشقة قد تحد من عزيمتها، تحلم بائعة حلوى «غزل البنات» بأن تمتلك مقهى كبيرًا يرتاده الجميع، وأنها بإيمان وعزيمة سوف تحققه، لتصبح أيقونة في الكفاح لفتاة عاشت بقبضتها، حتى يفخر بها والدها، وتشعر بأنها قدمت له نذرًا يسيرًا مقابل «أطنان محبته» التي تسع الكون.

 

 آية عصام بائعة غزل البنات

 

اقرأ أيضا: «عامل نظافة» يعثر على 400 ألف جنيه وسط القمامة.. فماذا فعل بها؟


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة