المهندس علي سعده
المهندس علي سعده


نقطه على حرف

معاناة مواطن صالح 

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 24 أغسطس 2021 - 05:54 م

بقلم: المهندس علي سعده

عندما أقر مجلس النواب قانون التصالح في مخالفات البناء وبدأت الأجهزة المعنية بالتعامل مع الجمهور هرع المواطنون الشرفاء لتصحيح أوضاعهم .. لكن الأجهزة التنفيذية لم تكن على مستوى الحدث بعد.. عانى المواطنين من التخبط ثم اضطروا للانتظار حتى تصدر اللائحة التنفيذية للقانون.

لاحظ المواطن الصالح القاطن في مسكنه الخاص بالتجمع الأول انه أضاف امتارا قليلة من المنور السكني بالدور الأرضي إلى المطبخ .. فسارع للبدء في إجراءات التصالح شديدة التعقيد .. انتهى من استخراج الرسم الهندسي واعتماد المهندس الاستشاري وإجراءات نقابة المهندسين وتوجه لجهاز تعمير التجمع الأول وتقدم بكافة الأوراق المطلوبة وسدد رسوم جدية التصالح في سبتمبر الماضي.

مضى 11 شهرا والمواطن الصالح يلف كعب داير بين جهازي التعمير بالتجمع الأول والخامس .. تفنن الجهازين في تعذيب المواطن بكل الطرق التي يتخيلها عقلك .. لافته معلقة على الجهاز ممنوع التعامل مع الجمهور لظروف الكورونا .. اتصل على الواتسآب أو الموبايل رقم كذا .. الرقمان وهميان ولا حياة لمن تنادي.
 
اضطر المواطن ( الذي كان صالحا) للجوء الي الواسطة وتم تحديد موعد مع المسئول عن طريقها.. ليخبره المسئول أن الملف غير موجود بالجهاز.. لكن المواطن أصر على كشف كذب المسئول وإهماله وواجهه برقم الملف وإيصال الدفع .. فوعده (مضطرا) أن يبحث عنه ويرسله لجهاز التجمع الاول لاستكمال الاجراءات وتحصيل مبلغ التصالح. 

أخيرا وبعد تدخل (الواسطة) مرة أخرى حصل المواطن على صورة من خطاب تحويل ملفه من جهاز تعمير التجمع الخامس الي جهاز تعمير التجمع الاول بتاريخ ٢١/٨/٣.

انتظر المواطن ٢٠ يوما بالتمام والكمال حتي تصل أوراقه لقسم التراخيص بالتجمع الأول لكن رئيس القسم صدمه بان الملفات لم تصل بعد .. وفوت علينا بكرة ياسيد .

ما حدث مأساة بكل المقاييس .. كل هذا العذاب ولمده عام كامل عاناه مواطن صالح كل ذنبه الذي اقترفه انه يريد ان يسدد للدولة .. فماذا لو كان يطلب من الدولة مستحقاته؟؟
تداعيات ماحدث ستدفع بلاشك العديد من المواطنين للجوء لوسائل اخري فاسده لانهاء اجراءاتهم دون تعقيدات وتفويت تحصيل مبالغ ضخمه علي الدولة.

أثق تماما أن السيد الرئيس عندما اقترح قانون التصالح كان متأكدا انه سيتم تحصيل مبالغ كبيره من المواطنين تساهم في نهضه مصر الحديثة .. لكن الأجهزة الإدارية هشة ومهترئة ومعظمها لا يصلح للتواجد في مواقعه الحساسة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة