كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أمريكا حرب «النجوم» و«الكهوف»!

كرم جبر

الثلاثاء، 24 أغسطس 2021 - 09:12 م

11 سبتمبر 2001 لم يكن يوماً أسود على أمريكا فقط، بل على العرب والمسلمين، فقد كان بوش الابن - الذى تولى الحكم فى يناير من نفس العام - مشدوداً لإحياء برنامج «حرب النجوم» أو «القوة تستيقظ»، الذى أنشأه الرئيس ريجان سنة 1983، لمواجهة الخطر السوفيتى، وخصص له 26 مليار دولار، وتوقف بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.
 كان العدو الذى يؤرق أمريكا هو الصين، ولم يتضمن البرنامج الانتخابى لبوش سطراً واحداً، عن الشرق الأوسط أو القضية الفلسطينية، وفتح ملفات «أشعة الموت القاتل»، لاستحداث نظم فضائية لحماية أمريكا من الصواريخ الباليستية النووية الصينية، ومواجهة الخطر المحتمل من جنوب شرق آسيا، ولكن 11 سبتمبر أكدت أن الخطر فى «الكهوف» وليس «النجوم».
 بعد أحداث 11 سبتمبر انقلبت نظريات الأمن القومى الأمريكى رأساً على عقب، ورسخت معتقداً أن نهاية أمريكا تأتى من الشرق الأوسط، على أيدى العرب والمسلمين أو من أسماهم بوش الابن الإرهابيين «أعداء البشرية والإنسانية والحضارة والتقدم»، والقضاء عليهم لا يتطلب «حرب النجوم» بل تطهير «الكهوف» وإفناءهم ذاتياً، بعد أن استخدم الإرهابيون الطائرات المدنية فى تفجير برجى التجارة.
 قررت أمريكا أن تفتح بوابة جهنم على من حاول تدميرها، باعتقال آلاف الأشخاص من أصول شرق أوسطية، وأصدرت قانون «باتريوت» الذى يمنح الإدارة سلطات غير محدودة فى الاعتقال والتنصت، دون اتباع إجراءات قانونية.
 وتعيش منطقة الشرق الأوسط منذ ذلك الوقت وحتى الآن ويلات الحرب ضد الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، التى تشكل انعطافة خطيرة وغير مسبوقة فى التاريخ لكونها حروباً دينية وتختلف عن الحروب التقليدية لتعدد الأبعاد والأهداف، وظلت كرة النار تتدحرج، وأنجبت «داعش» وأخواتها، صناعة أمريكية لضرب الإرهاب بالإرهاب.
وفتح الكونجرس فى ذلك الوقت خزائنه ومنح الرئيس الأمريكى 40 مليار دولار، دفعة أولى لحملة الحرب ضد الإرهاب، وتبلورت فكرة «محور الشر» فى أفغانستان والعراق وإيران، وأصبحت هدفاً ثابتاً فى الحرب العالمية الجديدة.
 فيلم 11 سبتمبر على أرض الواقع وهدم برجى التجارة فى أمريكا، فاق الخيال السينمائى، و»بن لادن» البطل الشرير تغلب على «جورج لوكاس» أستاذ إخراج الحيل السينمائية فى أفلام هوليوود، وأخذت أمريكا درساً على أيدى بن لادن وغلمان الإرهاب، فى مشهد يشبه نهاية العالم.
 عجزت برامج الدفاع الاستراتيجى، عن مواجهة وسائل بدائية لم تكن فى الحسبان، ولا ينفع معها برنامج ريجان لحرب النجوم، الذى اعتمد على خياله السينمائى باعتباره ممثلاً قديماً، وسارت وراءه هوليوود بإنتاج عشرات الأفلام عن كائنات النجوم الغامضة، حققت معدلات جمهور بالملايين وإيرادات بالمليارات.. ما يحدث الآن فى أفغانستان يفوق سينما هوليوود.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة