صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الشقيقتان : والدنا الحبيب .. سامحنا

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 25 أغسطس 2021 - 07:06 م

 

وقفت الشقيقتان على باب الشقة انذرفت عينيها بالدموع تستجديان والديهما بأن يتراجع عن قراره، لكن دون جدوى، وطلبا منه أن يصطحباه إلى المطار ليكونا بجانبه قبل أن تودعه أعينهما، فما كان منه إلا أن رفض طلبهما، وسألهما ماذا تريدان من هدايا اشتريها لكما من الأراضي الحجازية، فأجابتا بأنهما لاتريدان سوى عودته لهما بالسلامة، وهذه هي هديتنا.

خيم الصمت والحزن على المنزل، وانتحت كل واحدة منهما ركنا، ومرت عليهما الأيام متثاقلة، متباطئة  متراخية، تجول بخاطرهما أسئلة عجزتا عن إيجاد أجوبة لها، وظلتا يتحرقان شوقا لقدومه ترسل أحدهما النظر من خلف النافذة، بينما تهرول الأخرى تستطلع ناصية الشارع، وانقلب المكان إلى مناحة تمزق نياط القلوب، حيث صعقتا الشقيقتان من هول المفاجأة حيث الأب اختفى وكأنه فص ملح وذاب، لم يتركا بابا إلا وطرقاه، سالت دموعيهما غزيرة تعبر عما في نفسيهما من لوعة وحسرة، وعادتا إلى المنزل منكسرتين يكسو وجهبهما الحزن، تضربان كف بكف، واستسلمتا للأحزان.

وأمام محكمة زنانيري للأحوال الشخصية، ترغبان في الحكم لهما باعتبار والديهما مفقودا، وبالتالي ميتا بعد أن وصلت غيبته لأكثر من ٤ سنوات، ومات الأمل في عودته.
حيث قالت الشقيقتان بأن والديها قرر فجأة السفر إلى الأراضي الحجازية، لأداء فريضة الحج ورغم اعتراضهما حيث أنه مريض، والأطباء نصحوه بالراحة التامة لكنه تمادى في عناده وقرر السفر بعد أن استخرج جواز السفر دون علمهما، باءت كل محاولاتي أنا وشقيقته معه بالفشل وتحذيره من هذه الرحلة، بل أكثر من ذلك فقد طلب الطبيب سرعة دخوله المستشفى لعمل الفحوصات، والأشعة لإجراء عملية جراحية، لكنه اعتقد بأننا نخدعه وأن مابه سوى نزلة شعبية حادة.

واستكملت الشقيقة قائلة: إن أبي يبلغ من العمر ٧٥ عاما، وبحثت عنه عن طريق وزارة الخارجية لكن دون جدوى، وكأن الأرض اتشقت وابتلعته، وتقدم محام الشقيقتان بشهادات رسمية موثقة من وزارة الخارجية تؤكد غياب الأب أكثر من ٤ سنوات، وأكدتها أيضا تحريات المباحث.

وحكمت محكمة زنانيري، غيابيا باعتبار المفقود ميتا، من تاريخ صدور الحكم، وقالت المحكمة في حيثيات حكمها بأن القانون قرر موت المفقود بعد مرور ٤ سنوات من غيابه، حيث أكدت كل التحريات التي تمت بالطرق الرسمية أن الأب المفقود سافر لأداء فريضة الحج منذ ٤ سنوات ولم يعد حتى الآن، يراعى في ذلك حالة المفقود الصحية، وسنه والظروف التي أحاطت به.
وخرجتا الشقيقتان، تنهمر الدموع على خديهما، ولسان حالهما يقول، والدنا الحبيب.. سامحنا.

صدر الحكم برئاسة المستشار، محمد عادل الفقي، وأمانة سر حسن أحمد.

اقرأ أيضا:  أصغر عروسين في العالم.. الزوجة 7 سنوات !

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة