ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

ممتاز القط

الأربعاء، 25 أغسطس 2021 - 08:20 م

 

لم يكن أحد يتوقع السقوط المريب للسياسة الأمريكية فى أفغانستان لتلحق بسجل الفشل الذى تواصل تسجيله منذ عشرات السنين مروراً بحرب فيتنام والعراق واليمن وغيرها من بؤر التوتر والصراع. يخطئ كثيراً من يعتقد أن العودة الهادئة لحركة طالبان لحكم أفغانستان سوف تستمر طويلاً وخاصة مع إعلان قادتها الاستعداد لفتح صفحة جديدة من المشاركة مع كل طوائف وقبائل أفغانستان ووفق رؤية جديدة تبتعد كثيراً عن كل ممارسات الماضى من أجل بناء دولة ديموقراطية تجمع كل ألوان الطيف السياسى. ورغم إعلان الولايات المتحدة منذ فترة عن خطط انسحابها من أفغانستان إلا أن السقوط السريع للعاصمة الأفغانية كابول يؤكد أن الانسحاب لم يكن خياراً أو قراراً أمريكيا بقدر ما كان إعلاناً صريحاً بالهزيمة وفشل السياسة الأمريكية والغربية فى القضاء على الإرهاب. لقد جاء خطاب الرئيس الأمريكى بايدن الأخير ليكشف النقاب عن حقيقة الفشل الذى حققته السياسة الأمريكية فى أفغانستان. كلنا نتذكر إعلان الرئيس الأسبق بوش الابن سقوط ونهاية حركة طالبان وهو الأمر الذى ثبت كذبه ولم يعد من الممكن إنكاره أو التنصل منه. مجرد نظرة سريعة لتكلفة الحرب الأمريكية فى أفغانستان تكشف لنا عن حجم الهزيمة التى منيت بها. وقد كشفت دوائر أمريكية عن أن تكلفة الحرب قد تجاوزت بليون دولار أمريكى، جزء منها قروض مولت هذه الحرب ويستحق سداد أقساطها للمؤسسات المالية الأمريكية والعالمية حتى عام ٢٠٥٠ وبقيمة تصل إلى ٥٫٦ بليون دولار. 
 اختلفت إحصائيات القتلى والمصابين الأمريكيين من جراء هذه الحرب إلا أنها تدور فى حدود ٧ آلاف قتيل ومصاب. تسارع الأحداث فى أفغانستان والصدمة التى تعيشها واشنطن ومعظم الدول الغربية مع عمليات الإجلاء الواسعة التى تتم لرعاياهم من كابول لا تعنى أبداً نهاية الصراع والتوتر ولكنها تمثل بداية لمرحلة جديدة من الواجب وضع كل الاحتمالات والتوقعات للتعامل معها. هل حركة طالبان سوف تغير بالفعل من أسلوبها فى التعامل سواء مع كل أبناء الشعب الأفغانى أو فى مجال العلاقات الإقليمية والدولية لتكون أكثر قبولاً واستفادة من الأخطاء الجسيمة التى وقعت فيها فى الماضى؟! 
 لاشك أن البديل لذلك سيكون صعباً وبداية جديدة لموجة تسونامى إرهابية جديدة. من هنا يأتى دور المجتمع الدولى وهل سيكون قادراً على احتواء تجربة حركة طالبان الجديدة؟! أشك كثيراً فى تحقيق ذلك مع تضارب المصالح الذى تكشف عنه الأيام القادمة والذى يتوقف على استعداد حركة طالبان لتنفيذ وعودها بتصحيح أخطاء الماضى وموقف واشنطن بعد أن تجرعت مرارة الحرب فى أفغانستان والتى قال بايدن: إنها مقبرة الأمبراطوريات.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة