نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

أفغانستان .. شعب مقهور

نوال مصطفى

الأربعاء، 25 أغسطس 2021 - 08:23 م

قنبلة أمريكية جديدة تنفجر فى المنطقة، تتناثر شظاياها فى كل اتجاه لتربك المنطقة العربية والشرق أوسطية بأسرها. انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد بقائها وسيطرتها على مقاليد الأمور لمدة عشرين عاما كاملة. غزو أمريكى لأفغانستان فى أعقاب 11 سبتمبر 2001 بمساعدة دول حلف الناتو والهدف القضاء على بؤر الإرهاب التى استوطنت أفغانستان بزعامة أسامة بن لادن، و كانت الأرض الحاضنة لعملية ضرب البرجين فى المركز التجارى العالمى بنيويورك.
 خلال عشرين عاما زعمت الولايات المتحدة الأمريكية أنها موجودة من أجل إنقاذ الشعب الأفغانى. أعلنت أهدافها: تكوين وتدريب جيش أفغانى قوى، قوامه ثلاثمائة ألف جندى، لضمان عدم عودة حركة طالبان التى يبلغ عدد جنودها خمسة وسبعين ألف جندى. بررت الإدارة الأمريكية تواجدها على الأراضى الأفغانية طوال هذه المدة بأنها تسعى لترسيخ النظام الديمقراطى، والنهوض بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للأفغان.
 فجأة اتخذت إدارة جو بايدن قرارا بالانسحاب من أفغانستان، بعد تعهد رئيسها الخائن بحماية الأمريكان الموجودين هناك، وحلفائهم من الأفغان. بالطبع أمريكا تعلم أن طالبان ستعود، و تعرف أن الكيانات الهشة التى ادعت أنها صنعتها لن تستطيع الوقوف أمام الحركة الإرهابية، المخابرات المركزية الأمريكية توقعت عودة طالبان فى غضون ستة أشهر، فإذا بها تحتل القصر الرئاسى وكل الولايات الأفغانية فى أقل من أسبوع.
 ولاية واحدة تمثل مخلب المقاومة أمام حركة طالبان هى ولاية «بنجشير». إنها الحصن الوحيد للمقاومة، وهذه هى المرة الثانية التى تقوم فيها بنفس الدور. هى ولاية من 34 ولاية تتكون منها أفغانستان، عدد سكانها 150 ألف نسمة، وكانت القوات الحكومية والرئيس الأسبق برهان الدين ربانى قد لجأوا إليها عندما استولى المسلحون من طالبان على كابول فى سبتمبر 1996. ومنعت قوات المقاومة طالبان من دخول هذه الولاية.
 بعض المعلومات تفيد أن قادة المقاومة فى بنجشير يستعدون لخوض حرب كبرى ضد طالبان، مستعينين بوجود 20 قاعدة عسكرية فى الوادى، معنى اسم الولاية هو «خمسة أسود» وهى الولاية الوحيدة التى لم تستطع طالبان السيطرة عليها، فهل تنجح فى توسيع قواعدها الشعبية، وتتمكن من مقاومة الحركة الإرهابية، التدميرية؟ هل يتحول الأمر عندئذ إلى حرب أهلية أو حرب عصابات؟.
 مجلس الأمن اجتمع فى جلسة طارئة عقب اجتياح طالبان لأنحاء أفغانستان، وأصدرت ستين دولة بيانا تحذر فيه طالبان بضرورة السماح بمغادرة البلاد لكل من يرغب من الأجانب، أو الأفغان. أما الدول الشرقية ومنها الصين وروسيا فلم تعترض على وجود طالبان، وتنتظر القادم حتى تحدد موقفها من الاعتراف بحكم حركة طالبان من عدمه.
 أوروبا تشعر بالقلق، وتلقى باللوم على أمريكا فى قرارها بالانسحاب الفجائى، دون النظر إلى عواقب ذلك على الشعب الأفغانى الذى ذاق الأمرين أثناء حكم طالبان من (1996- 2001) . 
رأيى الشخصى أنها فكرة أمريكية، شيطانية، جديدة لإرباك المنطقة العربية والشرق أوسطية، بوضعها فى مأزق جديد. مسألة إلهاء واستنفاد لمقدرات تلك المنطقة. لكنها لعبة خطرة، تقوم على دعم الإرهابيين، والظاهر أنها لم  تتعلم الدرس بعد عشرين عاما من حادث البرجين المأسوى!.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة