مدينة الأقصر
مدينة الأقصر


بعد زيارة رئيس الوزراء للأقصر.. «طريق المواكب» يعيد أمل إنعاش الحركة السياحية

محسن جود

الخميس، 26 أغسطس 2021 - 07:31 ص

 تركت زيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إلى مدينة الأقصر انطباعا رائعا فى نفوس أهالى المدينة خاصة أنها الزيارة فى غضون أقل من شهر والتى تكشف عن أن الأقصر تأتى على رأس اهتمامات القيادة السياسية التى تسعى جاهدة فى إعادة الوجه الحضارى لأقدم عاصمة مركزية لأعظم حضارة عرفها الإنسان.

وعبر بعض الأهالى عن سعادتهم لإحساسهم بقرب انتهاء فترة الركود السياحى الذى تعانى منه المدينة منذ فترة طويلة خاصة وأن مشروع إعادة كشف طريق المواكب "المسمى خطأ بـ "طريق الكباش" قد إقترب وهو الحدث الذى يعد الأهم لعشاق الآثار ومحبى الحضارة والفنون فى العالم

والطريق ترجع أهميته إلى أنه أول طريق شيده الإنسان بوازع دينى عندما حرص فراعين مصر العظماء على المساهمة فى إنشائة  الذى إستغرق 1500 عام ليكون دليلا علي ابداع الفن والعمارة المصرية القديمة حيث تبارى ملوك وأمراء مصر القديمة علي المشاركة في إنشائه تقربا للألهة وكان أول من بدأ البناء  الملك أمنحوتب الثالث الملقب تاريخيا بـ "راعى الفن والفنانين"  حيث تميز عصره بإزدهار الفنون والعمارة ومجد طيبة.

ومن بعده حرصت الملكة حتشبسوت على إنشاء 7 مقاصير على طول الطريق للإستراحة خلال موكب الإله فى رحلة التزاوج السنوية بين الإله أمون الذى يخرج من معابد الكرنك لزيارة زوجته فى بيت الحريم الجنوبى الذى يطلق عليه حاليا معبد الأقصر  ومما يؤكد اهمية هذا الطريق ماسجلته الملكة حتشبسوت بفخر عن تشييدها المقاصير السبعة بالطريق على جدران مقصورتها الحمراء الشهيره بمعابد الكرنك.

وإذا كان أمنحوتب هو صاحب الفضل الأكبر فى إنشاء الطريق منذ أكثر من 5آلاف عام  فالحقيقة تؤكد أن جميع ملوك وفراعين مصر حرصوا على عمليات التشييد المستمرة بعد امنحوتب بدء من حتشبسوت إلى رمسيس حتى وصل الأمر إلي الملك نقتنبو مؤسس الأسرة الـ 30 آخر أسرات عصر الفراعنة والذى يرجع إليه النصيب الأكبر في تنفيذ هذا الطريق الذى يزيد طوله 3 كيلو مترات لوحسبنا بعض التفريعات فى عدة مناطق أمام معبدى موت وخونسو

اقرأ ايضا| متحف الأقصر ينشر معلومات أثرية عن خبايا مدينة طيبة و خبيئة الكرنك

مساحات قياسية

يبلغ عرض الطريق  36 مترا ويصطف على جانبيه 2300 تمثالا يوم إنشائه ،كل تمثال تم نحته من كتلة واحدة م الحجر الرملى على هيئتين الأولى تأخذ جسم أسد ورأس إنسان ويرمز شكل الأسد إلى إله الشمس فى مصر القديمة  أما الهيئة الثانية فهى على شكل جسم كبش ورأس كبش ويرمز الكبش إلى الإله "خنوم" وهو الإله الخالق الذى صنع البشرية  فى الديانة المصرية القديمة.

ويبلغ طول التمثال 5 أمتار وعرضة 135سم وإرتفاعة 2متر و 75 سم  ويبلغ وزنة 5 طن ويربض فوق قاعدة من الحجر الرملى أبعادها 230سم ×120سم  ويبعد كل تمثال عن الآخر بمسافة 3 أمتار وتتوسطهما أحواض الزهور التى كانت تجمل وتزين الطريق الذى يمثل آيه من آيات الفن المصرى القديم وإستغرق إنشاؤه 1500 عام ليكون دليلا علي ابداع الفن والعمارة المصرية القديمة حيث حرص ملوك وأمراء مصر القديمة علي المشاركة في إنشائه تقربا للألهة.

اهتمام القيادة السياسية

وكشفت زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح  الأربعاء "أول أمس" إلى محافظة الأقصر لمتابعة استعدادات الإحتفالية التى ينتظرها العالم أجمع عن إهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالحدث العالمى تزامناً مع احتفال الأقصر بعيدها القومي، إضافة لافتتاح عدد آخر من مشروعات ترميم وتطوير عديد من مناطق الأقصر وكنوزها الأثرية ، يرافقه الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر

وتفقد رئيس الوزراء هذا المشروع الأثري البارز، واستمع إلى شرح من وزير السياحة والآثار حول خطى التطوير والأعمال المتبقية، حيث أكد الوزير أن الكشف عن "طريق الكباش" بدأ لأول مرة في عام 1949، ثم توالت أعمال الحفائر والكشف عنه عبر العقود المتوالية بسواعد مصرية خالصة، لافتاً إلى أن طول الطريق يبلغ حوالي 2.7 كم، ويمتد من الكرنك شمالا مروراً بمعبد موت، وانتهاء بمعبد الاقصر جنوباً، ويتكون من ممشى  من الحجر الرملي تحيطه تماثيل لأبي الهول على الجانبين، مع عناصر معمارية أخرى ترجع لعصور مختلفة.

فى معبد الكرنك

  كما زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه معبد الكرنك، لتفقد أعمال ترميم صالة الأعمدة الكبري بالمعبد، استعداداً لاحتضان احتفالية افتتاح مشروع إعادة الكشف عن طريق الكباش  وأستمع إلى شرح تفصيلى من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار عن طريقة الترميم التى يقوم بها  فريق من أمهر المرممين بقطاع الترميم الخاص بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع عدد من خريجي أقسام الترميم بجامعتي الأقصر وجنوب الوادي ومعهد الترميم بالأقصر حيث يتولى أعمال ترميم الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك، وإظهار ألوانها الأصلية، وذلك بعد إزالة آثار عوامل التعرية من عليها

الصعود لأعلى نقطة

وبلغ إهتمام رئيس الوزراء بالحدث إلى أن صعد إلى أعلى نقطة في معبد الكرنك حيث رأس الأعمدة التي يتم ترميمها، وأجرى حواراً مع عدد من شباب وشابات يتولون أعمال الترميم أعلى السقالات ترك فى أنفسهم إنطباعا هائلا  وأكد لهم أنه عرض على الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس صورهم وهم يعملون فوق السقالات في معبد الكرنك، مشيدا بما يبذلونه من جهود، ونقل لهم تحيات الرئيس وتقديره لما يقومون به من جهد رائع يبعث على الفخر، لافتأً إلى أن هذه الآثار عمرها آلاف السنين، ولم يفكر أحد في القيام بما نقوم به الآن لإعادة صورتها الحضارية.وتعرف رئيس الوزراء منهم على التوقيت الذي يستغرقه ترميم كل عمود، والتقنيات المستخدمة، وعدد من يعملون في كل عمود، وساعات العمل اليومية، موجها بضرورة الإسراع في اتمام الأعمال المتبقية استعداداً لحدث أثري مميز جديد تنتظره مصر.

وأثناء زيارته لمعبد الكرنك، أجرى رئيس الوزراء حوارات مع بعض السائحين الموجودين بالمعبد للاستماع إلى آرائهم وانطباعاتهم خلال زيارتهم لمصر، حيث رحب خلالها بعودة السائحين الروس إلى مصر، والتقط معهم الصور التذكارية، كما أكد لهم حرص الدولة المصرية على ضمان سلامتهم واستمتاعهم بمعالمنا الأثرية أثناء زيارتهم.

وأعرب الدكتور مصطفي مدبولي عن تطلعه لقيام السائحين بتكرار زيارتهم إلى مصر، مؤكداً أن الحكومة والشعب المصري يرحبان بالسائحين الوافدين إليها للتعرف على حضارتها العريقة والاستمتاع بأنماط السياحة المتنوعة التي تتمتع بها، ومتمنياً لهم إقامة سعيدة في مصر.

 

 

نسبة التنفيذ 97%

وحول سير العمل، أوضح الدكتور خالد العناني أن الأعمال الجارية بالمشروع قاربت على الإنتهاء بنسبة تنفيذ تتجاوز 97% ولم يتبق سوى الجزء الخاص بكنيسة السيدة العذراء، حيث بدأت بالفعل أعمال إزالة الرديم خلف كنيسة السيدة العذراء باستخدام المعدات حتى تم الوصول لمستوى الأرض الأثرية، وجار حالياً تجهيز الجزء الأوسط من الطريق لأعمال بناء وترميم الممشى الحجري في هذه المنطقة المتبقية من الطريق.

وأضاف الوزير أنه فيما يخص الجانب الغربي من تماثيل الطريق، فقد تم ترك شريط من الرديم الأثري بعرض 3 أمتار وبطول الجدار الشرقي لكنيسة السيدة العذراء انتظاراً لاستكمال أعمال هدم هذا الجدار، ومن ثم البدء في أعمال الحفائر الأثرية للكشف عن تماثيل الصف الغربي من الطريق، ليتم عقب ذلك تنفيذ السور لهذه المنطقة وتركيب الإضاءات الخاصة بها.

ولفت العناني إلى استمرار أعمال الحفائر بالطريق، لافتأً إلى أنه قد تم الكشف عن أجزاء من تماثيل أبي الهول في مواقع الحفائر، وجار العمل على توثيقها ورفعها تمهيداً لإعادة ترميمها وتركيبها على قواعدها، كما يقوم فريق العمل بإعادة تجميع الكتل المختلفة التي تمثل أجزاء من تماثيل أبي الهول لإعادة تركيبها في أماكنها الأصلية، وأضاف أن أعمال الحفائر الجارية أسفرت حتى الآن عن الكشف عن آثار معاد استخدامها في مبان ملحقة بالطريق، ومن أبرز هذه القطع الأثرية، جزء من وجه تمثال آدمي يحمل ملامح رومانية من الحجر الرملي، وهناك أيضاً كتلة من الحجر الرملي عليها خرطوش للملكة نفرتيتي، بالإضافة إلى أجزاء التلاتات التي تحمل نقوشا ترجع لعصر الملك إخناتون.

انتم عناصر مشرفة

من جانبه قال وزير السياحة والآثار للعاملات: انتم عناصر مشرفة، وتقدمون أعمالا متميزة  ونحن على استعداد لتوفير كل ما يلزمكم، "خلوا بالكم على نفسكم، وعلى آثار مصر".وأضاف الوزير أن أعمال الترميم في الصالة الكبرى تشمل ١٣٤ عمودًا، ارتفاع كل منها نحو٢٠ م، بالإضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها، وإظهارها بشكل واضح، هذا بالإضافة إلى ترميم تمثال الملك تحتمس الثاني الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك، مؤكداً أن أعمال الترميم تتم بناء على دراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل، للوقوف على أنسب طرق الترميم والتي تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التي أقرتها المواثيق الدولية.

مدينة الأقصر

مدينة الأقصر
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة