إلهام فاروق شبانة واعظة بمجمع البحوث الإسلامية
إلهام فاروق شبانة واعظة بمجمع البحوث الإسلامية


الأسرة التى يريدها الإسلام

الأخبار

الخميس، 26 أغسطس 2021 - 05:13 م

فى الماضى القريب، كان الأب يجلس على مائدة الطعام وبجانبه زوجته وأولاده يتحاورون معًا فى أمور الحياة اليومية فى جو يسوده الألفة والمودة.
 هذه هى الأسرة قبل ظهور الإنترنت؛ والذى أدى إدمانه إلى حدوث تغيرات جذرية فى الأسرة المصرية، فأصبح الجميع يقضى معظم وقته على الهاتف، ليختفى تدريجيًا مفهوم الترابط الأسري، وأصبح التواصل والترابط الذى أمرنا به الإسلام عبارة عن رسائل تهنئة مكتوبة عبر الفيسبوك والواتساب والماسنجر، مفتقدة لمشاعر الحب والتقدير، مما أحدث فجوة كبيرة داخل الأسرة، ليصبح كل فرد منعزلًا عن الآخر. فالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعى يؤدى فى كثير من الأحيان إلى تدمير العلاقات الأسرية بداية من علاقة الزوجين ببعضهما البعض؛ فقضاء أحد الزوجين معظم الوقت على هذه الوسائل وإهمال الطرف الآخر يثير الغضب ويولد المشاكل والمشاعر السلبية، وبالتالى ينتج عنه مشكلات تدمر العلاقة الزوجية مثل: الطلاق، الخيانة الزوجية. أما عند الأطفال والمراهقين فإدمان وسائل التواصل الاجتماعى يؤثر بشكل سلبى عليهم؛ ويخلق لهم عالما افتراضيا يؤدى إلى إقصاء الوالدين واستبعادهم عن فكرة الملاذ الآمن الذى يجب اللجوء إليه عند طلب النصح والطمأنينة، وهنا يغيب دور الأسرة فى المراقبة والمتابعة. ولمواجهة هذه المشكلات لابد للأسرة من مواكبة التغيرات، دون إفراط أو تفريط. فوسائل التواصل الحديثة لا غنى عنها ولا ضرر من استخدامها للاطلاع والرد السريع على الأصدقاء وزملاء العمل، لكن ادمانها يدمر الأسرة ويؤدى إلى ضياع الوقت والعمر والمال الذى سنقف أمام الله -عزوجل- يوم القيامة لنُسأل عنه؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ»(رواه الترمذي). فعلى الأسرة أن تعمل على التوجيه والتوعية وغرس قيم مراقبة الله -عزوجل- فى نفوس الأبناء، كما تقوم بتحديد أوقات معينة لاستخدام هذه الوسائل لأنفسهم أولًا؛ لأنهم خير قدوة، ثم لأبنائهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة