خـالد مـيرى يكتب من بغداد
خـالد مـيرى يكتب من بغداد


نبض السطور

خـالد مـيرى يكتب من بغداد | ما بين مصر والعراق هذا وقت الحياة وتحقيق أحلام الشعوب

خالد ميري

الخميس، 26 أغسطس 2021 - 08:05 م

مصطفى الكاظمى: تحية لمصر وشعبها وزعيمها وحان وقت التعاون والتكامل

مؤتمر دول الجوار والأصدقاء يرسخ لعلاقات اقتصادية متكاملة تحقق طموحات الشعوب

برهم صالح: مصر أم الدنيا ونحب السيسى كما يحب العراق وشعبه

العراق كان ساحة الحروب وتصفية الحسابات وأصبح مكاناً للتعاون وبناء المستقبل

 

رئيس العراق: «  الأخبار » أشهر من نار على علم 

 

خلال اللقاء مع الوفد الإعلامى المصرى وصحفيين من ٥ دول، بدأ اللقاء بكلمة للرئيس العراقى برهم صالح، وبعدها كان رئيس تحرير «الأخبار» أول من تحدث ووجه السؤال، وبمجرد أن تم ذكر اسم «الأخبار» ابتسم الرئيس العراقى مؤكدا أن صحيفة الأخبار أشهر من نار على علم.

 

هى المرة الأولى التى سيستضيف فيه العراق مؤتمراً إقليمياً كبيراً بحضور دولى يتوقع أن يكون كبيراً، يحدث هذا بينما بدأت الدولة الشقيقة تستعيد عافيتها وتحقق أمنها بعد الانتصار على داعش وإنهاء الوجود الأمريكى بها.


قديماً كان يقال إن القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، وعندما تسقط بغداد تقاوم دمشق وتنتصر القاهرة، والتاريخ يعيد نفسه فبغداد سقطت قبل سنوات ودمشق ما زالت تقاوم والقاهرة انتصرت، انتصار القاهرة امتدت آثاره لكل الدول العربية بحثاً عن ترسيخ الدولة الوطنية وتقوية الجيوش الوطنية، وبغداد التى سقطت تحت الاحتلال الأمريكى قبل ١٨ سنة هاهى تتخلص تماماً من آثار الاحتلال وتستعيد سيادتها وقوتها.. كما انتصرت على داعش وأنهت وجوده على أرضها.


وكان طبيعياً مع عودة العراق أن ينطلق مشروع إقليمى متكامل للتعاون الاقتصادى والأمنى بين مصر والعراق والأردن، مشروع بدأ يؤتى ثماره ببدء تنفيذ الربط الكهربائى بين الدول الثلاث وبدء تنفيذ خط تصدير النفط من العراق عبر الأردن فمصر ومنها إلى أوروبا، وفى الطريق مشروعات جديدة لتعاون اقتصادى هدفه أن يتحول إلى نموذج لتعاون عربى شامل تنضم إليه دول عربية عديدة.


الأربعاء الماضى كنت مع وفد إعلامى مصرى رفيع بدأ زيارة العراق الشقيق، بمناسبة انعقاد قمة دول جوار وأصدقاء العراق غداً السبت، وضم الوفد كبار الكتاب كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وعلاء ثابت رئيس تحرير الأهرام وعبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية وعلى حسن رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ونائلة فاروق رئيس التليفزيون وحاتم زكريا مدير تحرير الأخبار وخالد مرسى رئيس قناة سى بى سى اكسترا وطارق أبوالسعود رئيس راديو النيل، بدعوة من نقابة الصحفيين العراقيين والصديق مؤيد اللامى نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب.


بمجرد وصولنا بغداد كانت سعادتنا كبيرة بعودة الأمن والاستقرار للبلد الشقيق، وعودة الناس لتعيش حياتها بحرية كاملة وسلام، واختفاء مظاهر وجود السلاح إلا فى أيدى رجال الأمن، تواكب ذلك مع حركة ملحوظة للبناء والتعمير بعد نجاح الحرب المقدسة على الفساد. عودة الحياة لبغداد أسعدتنا فبغداد امتداد طبيعى للقاهرة وقوتها من قوة القاهرة، وما يربط مصر والعراق تاريخ طويل من التعاون ووحدة الدين واللغة والمستقبل والمصير المشترك.


وبالأمس كنا على موعد مع مصطفى الكاظمى رئيس وزراء العراق، فى لقاء استمر لأكثر من ساعتين وشهد حواراً مفتوحاً عن حاضر العراق ومستقبله والمؤتمر المهم الذى سيعقد غداً. الكاظمى الذى عمل بالصحافة ووصل إلى رئاسة المخابرات العراقية كان اختيار الكتل العراقية المختلفة لرئاسة الحكومة، فقاد عملاً مهماً ناجحاً لفرض سلطة الدولة ومحاربة الفساد وفتح كل أبواب التعاون مع مصر، تحدث الرجل وأجاب عن كل الأسئلة بصراحة كاملة مؤكداً أن بلاده على أبواب انتخابات مفصلية أكتوبر القادم، وأنها أصبحت عراق التعاون والشراكة بعد أن عانت تجارب مؤلمة.


رئيس الوزراء العراقى وجه التحية لمصر وشعبها وزعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأكد أن مشروعات التعاون مع مصر والأردن بدأت بالخطوات التنفيذية للربط الكهربى بين الدول الثلاث، وأيضا بخط ينقل النفط من العراق عبر الأردن إلى مصر ومنها إلى أوروبا، مؤكداً أن الخطوات التنفيذية بدأت وفى الطريق مشروعات جديدة وأن التعاون الثلاثى مقدمة لتعاون عربى يتسع مع الوقت لتنضم إليه دول جديدة.


وأشار إلى نجاح مصر الكبير فى تجاوز الترهل الإدارى والانطلاق بمشروعات التنمية، وهو ما بدأ العراق تنفيذه بخطة خمسية مهمة.


وقال الكاظمى إن الصحافة تمتلك ضميراً ومسئولية أخلاقية وأنه ليس سعيداً لتوقفه عن الكتابة وممارسة هذه المهنة النبيلة.


وتحدث عن المستقبل بأن عراق الحرب مع الجيران والأشقاء أصبح ماضياً، والآن تواقون لبناء شراكات اقتصادية تنقل مجتمعاتنا للمستقبل وتحقق حلمهم فى الحياة، ومؤتمر دول جوار وأصدقاء العراق ينطلق لرؤية جديدة وبناء شراكات جديدة، رغم أن منطقتنا ما زالت تعانى من مشاكل عديدة وإرهاب، وأكد الكاظمى أن انعقاد المؤتمر يؤكد أن العراق يستعيد جزءاً من عافيته ويتخلص من سوء الإدارة والطائفية العنصرية، ويستعيد هويته الوطنية.. وأشار إلى حرصه على أن يكون العراق جسراً للتواصل والتعاون والتكامل، وكفى صراعات وحروباً.


وأكد أن انتخابات العراق القادمة ستكون نزيهة وترسخ للديموقراطية واستمرار الحرب على الفساد الذى كان قد وصل لقمة الهرم، مشيراً إلى اعتقال حيتان كبيرة استولت على ثروات هائلة من أموال شعب العراق.


وقال الكاظمى إن العراق عانى بعد ٢٠٠٣، والآن عادت بغداد المحبة للحياة والعمل مستمر ليل نهار لإعادة البناء والتنمية.. وأكد أن داعش لن يعود ولا مكان له بالعراق، وقال إن مؤتمر الغد يركز على الاقتصاد والثقافة لأنهما يجمعان الشعوب وسيتم خلاله الإعلان عن مشروعات ضخمة للتعاون الاقتصادى.
ومن قصر رئيس الوزراء انتقلنا فوراً إلى قصر رئيس الجمهورية للقاء الرئيس العراقى برهم صالح، الذى أكد أن العراق مهد الحضارة وملتقى الثقافة ويتطلع للمستقبل بأمل وحياة، وقال بسعادة: مصر أم الدنيا ونحن نحب مصر وشعبها ورئيسها عبدالفتاح السيسى الذى يحب العراق وشعبه، وقال إن العراق لم يشهد استقراراً منذ ١٩٨٠ وعانى الحروب والحصار والإرهاب وتضررت معه شعوب المنطقة بأكملها.


وقال إن العراق كان ساحة لتصفية الصراعات والحروب بالوكالة، والآن يعود ليكون مكاناً للتعاون والبناء والمستقبل، والعراق ما زال يعيش مشاكل كثيرة وتحديات جسيمة لكن الشعب العراقى حريص على استقرار بلده وتنميته، والعراق سيكون معبراً ونقطة تواصل وليس ساحة صراع.


وردا على سؤال لرئيس تحرير الأخبار أكد برهم صالح أن مؤتمر السبت سيتناول التعاون الاقتصادى فى الأساس، لكنه سيناقش أيضا تحديات الإرهاب ومواجهة التحديات الجسيمة التى تضرب عدداً من دول المنطقة، وقال إن التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن يسير بخطوات متميزة، والدول الثلاث تمتلك كل مقومات التعاون والنجاح، وقادة الدول الثلاث حريصون على المتابعة المستمرة لبرامج العمل حتى تلمس الشعوب النتائج، مؤكداً أن التعاون الثلاثى هو مقدمة لتعاون إقليمى عربى واسع.  


وقال إن دول المنطقة تعرف ما يواجهها من تحديات ونهوض العراق لن يتم بدون تعاون وتكامل مع الأشقاء ودول الجوار، والعرب جميعاً ودول المنطقة دفعوا فى السنوات الماضية ثمناً غالياً لانهيار المنظومة الإقليمية أمنياً وسياسياً واقتصادياً.


وأشار برهم صالح إلى أن ما يحدث بمصر موضع إعجاب وتقدير، والعراق يسير على نفس الخطوات للبناء والتعمير والتنمية، وقال إن التحديات ما زالت موجودة داخلياً وخارجياً لكن العراق يمتلك إمكانات النجاح وسينجح بالتعاون مع الأشقاء والجيران.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة