صورة موضوعية
صورة موضوعية


ابتكارات طلاب الهندسة تنير ظلام المكفوفين

هاجر زين العابدين

الجمعة، 27 أغسطس 2021 - 11:57 ص

 النظارة والعصا الذكية أحدثها
 
علاء: نفسنا النضارة تكون حق لأي كفيف
 
محمود: أول مشروع تخرج عن العصا الذكية لخدمة المكفوفين

 
 مشروعات تخرج تنافس العالمية وتراهن على إبداع الطالب المصري، فكيف لمشروع تخرج لمجموعة من الطلبة بكليات الهندسة - قسم الاتصالات والمعلومات  بجامعة حلوان أن يقدموا إبتكارًا حقيقيًا لخدمة البشرية، فلم يكن طموحهم هو عمل مشروع تخرج للحصول على درجات النجاح، بل كان الهدف اسمى وأعظم وهو تقديم مشروع تخرج يساعد المكفوفين على اكتشاف المكان من حولهم دون الحاجة للمساعدة، تخدم هذه المشروعات مايقرب من 3.5 كفيف بمصر، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن منظمة اليونيسكو عام 2020 . 
 
نظارة ذكية ناطقة للكفيف
Blind Assistant Glasses

"على بعد ثلاث خطوات من الآن يوجد كرسي على يمينه مكان  فارغ وعلى يسارة منضدة " هكذا تنطق النظارة الذكية لتوضيح الصورة كاملة في المكان المحيط بالكفيف، فهى عبارة عن جهاز كمبيوتر متصل بكاميرا تلتقط صورة للمكان بأكمله المتواجد به الضرير لتبدأ بعرضها له صوتياً كما تظل مستمرة في إلتقاط صور آنية أثناء سيره لترسم له صورة بصرية بتقنيات صوتية أمامه.

استطاع فريق العمل بالفرقة الخامسة من كلية الهندسة بجامعة حلوان ابتكار نظارة للكفيف تساعده على رسم صورة بصرية له ليتفادى أي صدام أو تعثر يعيق خطواته أثناء سيره.

يوضح علاء هشام محمد  "مؤسس الفريق"، أن النظارة تساعد الضرير أن يلتقط  صورة عن طريق "زر" معين ومزودة بخاصية  للتعرف على الأشخاص خاصة المسجلين عليها، أي بإمكانها بعد أن تلتقط الصورة أن تخبره  بالأشخاص المتواجدة بالمكان عن طريق السماعة بذكر اسمهم بعد التعرف عليهم.
 
وتابع خالد حمزة "أحد أعضاء الفريق"، أن النظارة  تقوم بقياس المسافة كل ثلاث ثواني و إذا كان هناك عائق على بعد ربع متر أو أقل تعطى له  "تنبيه" "alert" و تستطيع  تحديد اتجاه الشيء  إذا كان قادم من ناحية عينه اليسار أو اليمين.
 
ويتطرق لنا سيد محمد بقوله  "بتتعرف على ٩٠ شئ من الأشياء المنتشرة في حياتنا اليومية زي كرسي، سرير و هكذا، و كل ١١ ثانية بتبدأ تقوله إنها شايفه الشئ ده، ويعتبر وقت جيد لأنه في حالة وجود شئ قريب منه فيكون الـ ultrasonic sensor  "جهاز قياس المسافات يعطى له تنبيه "alert كده كده".
 
تمكن الضرير أن يأخذ صورة عند قرأته كتاب وتبدأ النظارة قراءة ما في الصورة بشكل واضح.
 
يشير أسامة محمد أنه عن طريق Google "Assistant, " لو مش لاقي موبايله ممكن يطلب من النظارة إنها تدور عليه فتبدأ بالاتصال بموبايله لأنه غير قادر على البحث عنه إذا كان موجود في مكان غير معروف، أيضا يسأل على مكان مُعين فتبدأ تقول له على الـ  "الموقع " ."location"
 
تتميز التنبيهات التي تعطيها النظارة للكفيف عند إستقباله من الـ system أن تصدر بصوت whisper  هادى ولطيف حتى لا تتسبب في إزعاجه وحتى لا يسمع من يقف بجانبه ما تخبره النظارة له، في حالة أن تخبره أنها ترى شخص ما بجواره أو أمامه وهكذا.
 
 البداية

" قد إيه موضوع فقدان البصر صعب، رغم إنى مبسوط جداً بسبب الطفرة اللي حصلت في التكنولوچيا لإنها فعلاً سهلت عليا كتير، و للأسف  لسه الموضوع بشع خصوصاً على اللي مولودين فاقدين البصر لأنهم حتى مفيش صورة في خيالهم وتساعدهم على حاجة، غير اللي فقد البصر بسبب ما لأنه على الأقل بيشوف شوية flashes أوضوء بسيط"، بهذه الكلمات تحدث شخص ضرير عمره ٦٥ عامًا عن مآساته حين أخذ علاء هشام بيده لينتقل على الجانب الآخر من الطريق.

ظلت هذه الكلمات عالقة بذهن علاء هشام  ضمن الفريق المبتكر لـ "نضارة المكفوفين" ويدرس في عامه الأخير بكلية الهندسة بجامعة حلوان، ورغم أن مهمته انتهت في مساعدة الضرير إلا أنه لم يشعر أن دوره انتهى، ولا يعلم أنها البداية لمشروع تخرجه، متمنياً أن يجد شيئاً يساعد به المكفوفين للتخفيف عنهم أعباء الحياة. 

يستكمل علاء قائلاً:  "هدفنا   تطوير الفكرة أكتر وتحقيق  إفادة لأهلِنا في مصر هنا على الأقل، لأن عدد فاقدي البصر في مصر وصل لأكتر من ٢ مليون شخص يعانوا من عمى جزئي، منهم تقريباً مليون شخص فاقدين للبصر بشكل تام، وهذا رقم لا يُستهان به إطلاقا".
 
وبسؤاله عن وجود النظارة فى الخارج أوضح أنها تتواجد في أمريكا، ويصل سعرها ٢٠٠٠ دولار أي تعادل  ٣٢ ألف جنيه مصري تقريباً، معبراً: "ده سعر خرافي" على معظم فئات الشعب، و بفضل الله تكلفة المشروع مبلغ لا يُذكر مقارنةً بالمبلغ ده فكانت التكلفة تصل لـ1500 جنيه، متمنياً أن يستمر المشروع ولا يقف عند هذا الحد، ويصبح  قابلاً أن يطبق على أرض الواقع ويصبح  من حق أي شخص ضرير بسعر مناسب  أو  مُدعم للناس الغير قادرة مادياً، "لأن من  الصعب تفضل عايش شايف شاشة سودة قدامك و مش قادر حتى تتخيل ايه اللي حواليك".
 
يخطط علاء كيف يمكن استثمار هذا المشروع والعمل عليه ليصبح مناسباً للكفيف والأصم قائلاً: "بإذن الله عاجلاً أم آجلاً هانشتغل على إننا نحاول بطريقة ما نعمل communication ما بين الأعمى والأصم والأبكم عن طريق قراءة وترجمة حركة الشفاة ولغة الإشارة و توصيلهم للأعمى عن طريق الصوت."
 
الذكاء الاصطناعي
وأوضح  زكي بسيوني أستاذ الهندسة بجامعة حلوان والمشرف على مشروع التخرج، أن فكرة جهاز النظارة الطبية  تعتمد على فكرة "الذكاء الاصطناعي،  والتى تعرف بـ"نظم تعلم الآلة " وكيفية توظيفها  في خدمة البشرية وكيفية عمل نظام إلكتروني متكامل.
 
ومن هنا جاءت الفكرة بتصميم نظارة طبية لمساعدة الكفيف على التوجه بدون أي مساعدة بشرية.
 
كما يمكن للشخص إخبار النظارة المكان المراد الوصول إليه لتفعيل خاصية ال"جى بى إس" وتحديد مكانه الحالي توضح له كيفية الإنتقال للمكان المرجو الوصول إليه، ومساعدة المكفوفين في التعرف على المكان المحيط حوله وكذلك المساعدة فى تجنب ما يعترض طريقه أثناء السير لحمايته من التعثر فى الطريق .
 
الصعوبات
عدم معرفة الطلبة بتقنيات الذكاء الإصطناعي، كان  أصعب تحدى واجههم، فقد انتهى العام الدراسي ولم يكن الطالب ملماً بكافة التقنيات الخاصة بالذكاء الإصطناعي،  فكل هذا يستغرق وقت كبير بجانب تخطيطهم لتنفيذ المشروع.
 
ويعد مشروع النظارة الطبية للمرة الثالثة يتم العمل عليه وتميز هذا العام لدفعة 2021 أنهم استخدموا نظم ذكاء صناعي حديثة وبكفاءة عالية، كما أنهم أضافوا قارئة الشاشة لتوجيه الكفيف لم تكن موجودة من قبل وأغلب التصميمات السابقة كانت أشبه بالبدائية، ويعد أصعب ما واجهه الطلبة هو كيف يجعلون النظارة تتعرف على الأشياء وكيف تتعرف على الشخص الموجود أمامك من خلال الداتا المسجلة عليها، فهي  تلتقط صورة وإذا كان الشخص مسجل لديها تنطق اسمه وإذا كان غير مسجل لديها تقول غير معروف.
 
بالمثل كان هناك فكر موازي وتبادر للخواطر الذهنية  بين الطلاب في تقديم مشروع تخرج يفيد البشرية وتركه بصمة طيبة لهم لكل من يستخدم إختراعهم ، على الجانب الآخر كان هناك مشروع تخرج عن العصا الذكية التي تسهل على الكفيف حركة تنقلات ولاسيما هي الاختراع الأول من نوعه لم يسبقه إختراعات مماثلة ، فقط هي عصا معدن لا يتجاوز طولها متر ونصف ولكنها لم تختلف عن فكرة النظارة الطبية.
 
 عصاية ذكية
 أكد محمود صلاح يحيى ضمن فريق عمل "العصا الذكية " أن البداية جاءت بالبحث عن فكرة مفيدة لخدمة ذوي القدرات الخاصة لتحقيق استفادة فعلية على أرض الواقع، لذا اجتمع فريق العمل المكون من أربعة أفراد وهم  "محمود شعبان، عمرو ياسر، ميرنا عزمي، مارينا مجدي"، على عمل عصا إلكترونية يستخدمها الكفيف لكي يستند عليها في سيره أو يمررها أمامه وترشده على الطريق و تجعله يتجنب ما يعيقه.
 
الخامات
 تتكون من شاشة ذكية، سماعات لتوصيل الصوت مرتبطة بقراءة ما يعرض على الشاشة الذكية، كاميرا لتصوير المكان المحيط ، وجهاز حساس إنذار ضد الحرائق  وآخر لقياس المسافات ، وجى بى إس لتوصيل الشخص، أغلبها كانت من وسط البلد والتكلفة النهائية لها لم تتعدى الـ7 آلاف جنيه .
 
 كواليس العمل
لم يكن فريق العمل متخصص في الذكاء الإصطناعي بل تخصصهم هندسة إتصالات، مما دفعهم لتنمية مهاراتهم في هذا المجال من خلال كورسات أون لاين ويستغرق ذلك وقتاً إضافياً بجانب دراستهم مما كان يجعلهم يعملون بشكل متواصل دون انقطاع على مدار العام يستغرق إنجاز المشروع 11 شهرا.
 
وزاد الأمر صعوبة في عدم تمكنهم من عقد اجتماع مع فريق العمل بسبب إجراءات الحظر  بسبب تداعيات جائحة كورونا والتباعد الاجتماعي مما جعلهم يعتمدون على الإجتماعات الأون لاين واغتنام أقرب فرصة تسمح لهم بالتجمع المباشر لتطبيق الجزء العملي وشراء الخامات من وسط البلد ليصل سعرها لـ 7000 جنيه. 
 
اجتمع الفريق على سد الثغرات العلمية لديهم ليبحثوا كيف يمكن اكتمال معلوماتهم عن لغات البرمجة ليبدأ في البحث عن تلك الكورسات، ونظراً لتفشي الجائحة لم يكن أمامهم سوى أن يدرسوها أون لاين فهى بعيدة كل البعد عن تخصصهم لكنهم بحاجة لها لتنفيذ فكرتهم لتصبح قادرة على التطبيق.

 

اقرأ أيضا

حقنة الحياة| مريم توفيت بالمرض والمبادرة تنقذ شقيقها

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة