الجمعة، 27 أغسطس 2021 - 05:44 م

ومما قرأت أن القادة الصينيين قد دأبوا على استخدام الرموز والألوان والطعام كوسيلة لنشر الفكر والتسويق للعقيدة!!
فكان حرص الزعيم التاريخى ماو تسى تونج على ارتداء بزة رمادية اللون بمثابة رسالة مناهضة للإمبريالية وكانت ثمرة المانجو بطلة أكثر القصص غرابة وطرافة فى تاريخ الصين الحديث. بدأت قصة المانجو حين تلقاها «ماو» هدية من إحدى الدول وكانت عبارة عن ٤٠ حبة، ووقتها كانت الصين تشهد اضطرابات داخلية وانتشارا للفوضى وأعمال العنف، فقرر زعيم الحزب والبلاد إرسال الهدية إلى لجان الثورة فى المدن والمناطق لمكافأتهم على دورهم فى تعبئة الجماهير، والحفاظ على الحضور القوى للحزب فى الشارع سط الشعب رغم التحديات الكبيرة.
 نشرت الصحف الرسمية الخبر فخرج الناس لاستقبال الهدية تعبيرا عن الامتنان والولاء ولم تمر أيام قليلة حتى عم الخبر البلاد، وبــدأت المانجو تطوف المدن وسط مراسم استقبال رسمية!!
كـان صينيون قليلون وقتها قد رأوا المانجو فى حياتهم، فنظروا إليها باعتبارها ثمرة نادرة خاصة بالنخبة السياسية تحيطها العظمة. ودفعت تلك الحالة إحدى اللجان الثورية إلـى صنع نسخة طبق الأصـل من الـشـمـع للمانجو، وعرضها باعتبارها قطعة فنية داخل متحف، كما طبعت ملايين الصور لثمرة المانجو وعلقت فى المؤسسات والدوائر الحكومية. وترددت حينها قصة طبيب سخر من لهفة السكان وشغفهم بثمرة المانجو فأدين بتهمة التشهير برمز للدولة وحكم عليه بالإعدام!!