عمرو جلال

السبت، 28 أغسطس 2021 - 02:05 م

الفرح الحقيقي لا يأتي إلا بعد عناء وتعب.. تشعر بحلاوته في قلبك..  وتتعلم تدريجياً كيف ترفع سقفَ الحياة، فلا تقبل بالعادي، والتقليدي، والفارغ.

 

هكذا يمكن أن نلخص رحلة  حياة الفتاة الشابة د. شيماء عبد النبى عبد الحكيم، التى تمردت على كل ما هو عادى وتقليدى لأنها فى الأساس فتاة غير عادية، لم تخشى يوما  من الفشل؛ فالخوف من الفشل بالنسبة لها  كان هو الفشل عينه .

 

بفستان فرح جميل، وجلسة تصوير مع زوجها على الطريقة الكورية، بالعاصمة سيول ظهرت شيماء عبد النبي مع حبيبها؛ وكأنهما داخل رواية رومانسية جميلة .

 

وفى  ليلة من ليالى ألف ليلة وليلة، عقد قرانهما لتتوج قصة حبهما بتاج الرباط المقدس، وسيعيش الزوجان العاشقان فى كوريا الجنوبية؛ نظرا لطبيعة عملهم، التى تتطلب الحياة هناك.

 

قصة كفاح شيماء العلمية بدأت من قرية صغيرة بمحافظة بنى سويف، وصولا لحصولها على  على درجة الدكتوراة  من كلية الهندسة والإلكترونيات بجامعة تشونبوك الوطنية بكوريا الجنوبية ،وتعد شيماء الطالبة العربية الوحيدة، الحاصلة على الدكتوراة عام 2021 من جامعة تشونبوك الكورية  في مجال الهندسة، وهي تشغل الآن منصب باحث لأبحاث ما بعد الدكتوراه من مؤسسة (Brain Korea Plus)، والتى تعتبر أحد أهم المؤسسات العلمية والصناعية فى كوريا الجنوبية.

 

مؤخرا توجت قصة كفاحها العلمية  بزواجها ممن تحب لتصبح عروس مصرية أصيلة تعيش فى المجتمع الكورى ..تفاصيل القصة ترويها لنا شيماء فى الحوار التالى .

 

 

فى البداية سألتها ..لماذا تزوجتي على الطريقة الكورية؟

 

سنوات عديدة قضيتها فى كوريا من أجل التحضير لدرجة الدكتوراة، وتأثرت كثيرا بالثقافة، والعادات و التقاليد الكورية الجميلة، ولى العديد من الأصدقاء الكوريون، وكذلك زوجى؛ فقررنا أن يكون جزء من حفل الزفاف على الطريقة الكورية.

 

 

كيف كان زفافك وفق العادات الكورية ؟

 

عادات الزواج فى كوريا بها الكثير من التشابه فى مصر مع اختلاف التفاصيل وفى كوريا، ترتدى العروس  3 فساتين من بينها الزي التقليدي الكوري  "الهانبوك"، مع فساتين أخرى تقليدية وقد حرصت على ارتدائها جميعا  وتزينت  فيها بقصات  شعر مميزة على الطريقة الكورية ، أما فستان الزفاف  الابيض فقد بحثت كثيرا حتى أجد فستان  مناسب ذا أكمام طويلة يناسب حجابي وقمنا بعمل جلسة تصوير للفرح فى كوريا وارتديت  فستان محجبات ، أما باقى الفساتين كانت على النظام الكوري المفتوح من الأمام والخلف والمزين باللؤلؤ والاحجار ، واختلفت تصفيفات شعرى مع كل فستان ، مرة زين شعرى بالورد ومرة اخرى بقطع لامعه مبهجة ، وقد عمل معى لمدة يوم كامل فريق عمل يتكون من خمس كوريات ، لاظهارى بمظهر جميل على الطريقة الكورية.

 

 

من أين حصلت على فساتين الزفاف الكورية؟

 

الفساتين كانت جميعها من دار أزياء كورية مشهورة هناك  وبسبب ذلك كانت هناك تكاليف باهظة لاختيار الفستان فقط حيث تجربة الفستان الواحد تتطلب دفع ما يعادل ٦٠ دولار في كل مرة، ولا ارتدائه لمدة ساعه، يتطلب حوالى ١٢٠٠ دولار وهناك مساعدة لارتداء الفستان بمبلغ ايضا يحدد خلال التصوير.

 

وماذا عن مراسم الزفاف؟

 

اكتفيت بأرتداء الفساتين و جلسات التصوير مع زوجى وأغلب الشباب الكورى أصبح يفعل ذلك حيث لا داعى لتحمل نفقات حفل زفاف يتطلب على الأقل ١٠ مليون وون أي ما يعادل ١٥٠ ألف جنيه مصرى.

 

 

كيف تعرفتي على زوجك ؟

 

زوجى حاصل على درجة الدكتوراة من كلية الطب جامعة تشونبوك ويعمل بها وهى نفس الجامعة التى حصلت منها على درجة الدكتوراة فى الهندسة وهو جزائري الجنسية

 

قصة حب أم تعارف تقليدي؟

 

لم تكن فى البداية قصة حب ، بل جاءا الأمر بناء على سمعتى بالجامعة وبين أبناء الجالية فتقدم لخطبتي حيث أنه على قدر كبير من الالتزام والتدين لم أوافق عالخطبة فى بداية الأمر لاختلاف الجنسية، بعد عدة محاولات تمت خطبتنا وسط اصدقائنا هنا وشاركنا الفرحة اسرتينا عبر الانترنت.

 

 

هل واجهت اعتراضا من أسرتك ؟

 

لم تكن موافقة اهلى حاضرة كاملة حيث كانت لديهم تخوفات من فكرة الغربة الدائمة والزواج من أجنبي بعد التعرف على أسرته والتى كان جميع أفرادها على قدر من التعليم العالى والتدين ، فرحت جدا بانتسابي مستقبلا إليهم و إنتساب ابنائى فى المستقبل ايضا

 

هل مرور الأيام مع الزوج تصنع الحب ؟

 

مرت الأيام فى الخطبة وتعرفت اليه عن قرب فكان بمثابة الصديق الوفى والانسان الخلوق الداعم والحبيب الذى لا يسأم ولا يمل ولا يبعد ولا يتغير، تزوجنا بالقانون الكورى وتم توثيق زواجنا فى السفارة المصرية والجزائرية ، لم استطع الزواج إلا بعد عودتى لمصر والزواج مرة أخرى بالقانون المصرى والتقاليد المصرية وتزوجنا مرة ثانية فى يونيو الماضى بقريتى وسط حشد من عائلى واصدقائنا المقربين وبدأ زواجنا الفعلى فى مصر ، و قضينا شهر العسل بالغردقة.

 

 

من وقف الى جوارك ؟

 

أشكر أبى وأمى و أسرتى التى قدمت لي كل المساندة والدعم لتحقيق أحلامى ولم يتوقفوا أمام العادات و التقاليد التى ترى الفتاة كائن ضعيف لا يستطيع حماية نفسه أما صعوبات الحياة كما  أشكرهم على منحهم لى  حرية أختيار من أحب و السفر و العمل وكل ذلك دون أن أتجاوز حدود تقالدينا و ديننا و اتمنى من الجميع الدعوات والامنيات السعيدة لى ولزوجي.

 

ما هو أخر أنشطتك العلمية؟

 

نشرت 6 أبحاث دولية فى مجلات علمية عالمية ذات معامل تأثير عالى، كما حصلت على جائزة أفضل بحث علمي في عام 2018.

 

و الآن أشغل منصب باحث لأبحاث ما بعد الدكتوراه من مؤسسة Brain Korea Plus (BK 21) والتى تعتبر أحد أهم المؤسسات العلمية والصناعية بدولة كوريا الجنوبية والتى يصل تمويل مشاريعها لملايين الدولارات سنويًا.

 

اقرأ أيضا| أهم نصيحة غذائية للحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب