الاديب يوسف القعيد
الاديب يوسف القعيد


يوسف القعيد عن نجيب محفوظ: «الأقرب لقلبي»

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 أغسطس 2021 - 06:24 م

دائما ما كانت حياة نجيب محفوظ مصدر إلهام لغالبية المبدعين، وعندما رحل عن عالمنا ظلت أعماله لها النصيب الأكبر داخل حيّز مكتباتهم، تخلق لنفسها مكانا يتجدد كل فترة، ويستقبل الجديد دائما، فما زالت الكتب الجديدة عن عوالم محفوظ تصدر ولازالت أعماله تكسب قراء جددا كل يوم، لكن العلاقة مختلفة خاصةً مع هؤلاء الذين اقتربوا منه إنسانيا فهو لم يكن مجرد كاتب بالنسبة إليهم، لكنه ربما وصل إلى صورة «الكمال»، إذ أضاف لهم محفوظ الكثير خلال حياتهم، هنا نحاول الاقتراب أكثر، لنتعرف عن بدايات معرفتهم بكتابات محفوظ وأعماله، وكذلك الإجابة عن سؤال رئيسى هو «ماذا يمثل ركن محفوظ بالنسبة لهم؟».

يقول الأديب الكبير والروائى يوسف القعيد أن جميع ما كتبه محفوظ فى حياته قرأته أكثر من مرة، مثل ملحمة «الحرافيش»، فهو عمل شديد الأهمية فى مسيرة محفوظ، وهى بالنسبة إلىّ من أفضل تجليات الأعمال الأخيرة لمحفوظ، وفى كل قراءة اكتشف ما لم اكتشفه فى القراءة السابقة، وأنا قلت له كثيرًا هذا الكلام، فهذا العمل كان مركزًا، ومازلت حتى الآن أعيد قراءته، ومن خلاله اكتشف عبقرية وأهمية محفوظ، وحتى مقالاته التى نشرها بالأهرام قمت بقراءتها وتناقشت معه بشأنها، فركن محفوظ بمكتبتى هو ركن هام بالنسبة إليّ إذ تربطنى به علاقة قلبية ووجدانية وعقلية، لا يرقى لمستواه أحد، لأنه جزء من تكوينى ووجدانى وثقافتى الشخصية، لكن للأسف ما تعلمته من محفوظ لم أستطع أن أفعله، لأنه كائن لا يتكرر، فقد كان منظمًا لأبعد درجة ممكنة، واستفاد من وقته لأقصى درجة، وأنا وكل جيلى تقريبًا لم يكن لدينا هذا القدر من الحرص باعتبار أن الوقت ثروة يجب الحفاظ عليها واستغلالها بشكل أفضل، وقد رأيت الكثير من المزايا فى محفوظ، لكن كونى تعلمتها أو مارستها فى حياتى فأنا أشك فى ذلك، لأنى كنت أتمنى ذلك، وحتى هذه اللحظة أتمنى أن أفعل ما كان يفعله نجيب محفوظ.

وأتذكر أن محمد عفيفى كتب مقالًا فى مجلة الهلال من قبل بعنوان «الرجل الساعة» وفيه تحدث عن أهمية الوقت فى حياة محفوظ، وتقديسه له وعدم قبول أى استثناء مهما كان على وجه الإطلاق، لذلك من يخبرنى أنه يقوم بممارسات مثل محفوظ، أنا لا أصدقه أبدًا فهو ابن لجيل مختلف عنا، وقد تربى فى واقع مختلف عن هذا، كما أنه كان لديه مشروع حقيقى مدرك أبعاده، ومتمسك لإكماله، لذلك استحق أن يكون مؤسس الرواية العربية، وليس الدكتور محمد حسين هيكل صاحب رواية «زينب» كما يقال دائمًا، فأنا أقول أن محفوظ بأعماله هو الذى أسس الرواية العربية تأسيسًا كاملًا وليس الدكتور هيكل، لأن عمل الدكتور هيكل عمل أقرب إلى المذكرات، بينما محفوظ حقق كامل شروط النص الروائى بشكله الكامل، من خلال مشروعه الحقيقى فى الكتابة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة