الأديب محمد سامى عبد الله
الأديب محمد سامى عبد الله


محمد عبد الله سامي: «نجيب محفوظ» صار «قدوتي» رغمًا عني

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 أغسطس 2021 - 08:06 م

كثيرون ساروا فى تلك الطرق التى مهدها نجيب محفوظ، وامتد تأثيره لكل الأجيال التى جاءت بعده، هنا نحاول تتبع الأثر الذى لا يبهت أبدا، وحول أدب نجيب محفوظ بمناسبة ذكرى وفاته، يقول الأديب محمد عبدالله سامى فى تصريحه لـ «أخبار الأدب» نجيب محفوظ صار «قدوتى» رغمًا عنى، ومع مرور الوقت، صرت أرتعد فى بعض الأحيان ذكر اسمه، أو حتى الحديث عن أى شىء يمت له بصلة، خوفًا ألا تسعفنى الكلمة فى وصفه.

في بادئ الأمر، أى فى أول خوض لى مع القراءة، وبداعى التميز والتحليق خارج السرب، بدأت محملًا برفض قاطع لأن يكون «هو» كاتبى المفضل. حتى فيما بعد، حين قررت أن أكتب خواطر عابرة، كانت لازالت ترسيبات الرفض بأن يكون «هو» قدوتى فى الكتابة تحوم حول رأسى؛ فهو قدوة الجميع، وفى كل حديث لكل من كانت له علاقة بالأدب، كان اسمه يتردد دون تفكير أو إعادة حسابات، غاية الأمر أنى لم أقبل بتلك الفكرة بأى حال من الأحوال.

لكن سرعان ما تثبت الحياة للإنسان خطأه، مرة بعد الأخرى، وكتاب يلى الآخر، ولقاء له هنا أو حوار له هناك، لم أتمكن من المقاومة. وفى رحلة بحث فى طيف الأدب الواسع عن القدوة، أو الإقرار بأنه لا توجد قدوة تستحق السير فى أثرها من الأساس، كان «هو» دائمًا يلوح لى من كل الجوانب والثغرات، من خلال كتابات له قرأتها رغم محاولاتى ألا أقرأها خوفًا من أن أقع فى غرام عوالمه، أو عبر لقاء تليفزيونى أُسرت فيه ببساطة حديثه وخفة ظله، لم يكن لدى فرصة فى الهروب من المحتوم، فكانت كل الطرق تؤدى إلى نتيجة واحدة، وكان «هو» روما، وما كان من رحلة البحث إلا أن انطفأت شعلتها فى رحابه.

آراء عن لغة أديب معين، ومجاز روائى آخر، ورمزية غيرهم. عن أفكار فلان وفلسفته، ومهارة غيره فى رسم التفاصيل، وقدرة الأخير على نسج الحبكة المثالية… كان يظهر «هو» لى بكل ثقة وتؤدة ليحقق العلامة الكاملة، ويجبرنى على الإذعان بأنه لا داعى للاستمرار فى البحث.

ويضيف الروائى والقاص محمد عبدالله سامى، فهمت بعد مدة من القراءة، وأيقنت فور أن تمرست الكتابة، عظمة فعله، وجلال إرثه، وندرة ما كان يدور فى رأسه فى يوم ما حين جلس ليكتب، فخرج علينا بإحدى أصغر قصصه «أيوب» من مجموعة «الشيطان يعظ». أو حتى أنعم علينا، فى رأيى، بأهم ما كتب من روايات، وبالتالى بأهم رواية مصرية على الإطلاق، «الثلاثية». فهو بوصف أحد الأصدقاء، الذى لا أظنه كان مبالغًا على الإطلاق حين وصفه بأنه يفوق عمالقة مثل «ماركيز» و«كامو» و«تولستوى» بباع أو باعين على الأقل.

استسلمت، وصار هو القدوة الجلية التى لا جدال فيها، وباتت أعماله دون تردد هى مرجع التعلم وموضوع الدرس، منذ أن تجرأت على الكتابة، وحتى اليوم. ومع مرور الوقت، صرت أرتعد فى بعض الأحيان ذكر اسمه، أو حتى الحديث عن أى شىء يمت له بصلة، خوفًا ألا تسعفنى الكلمة فى وصفه، وإن اضطرنى أحد لذلك، فأنا أكتفى بنصيحة واحدة، «لا تقرأ عنه... فقط اقرأ له».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة