مؤتمر الجوار العراقى.
مؤتمر الجوار العراقى.


مؤتمر الجوار العراقى.. خطوة مهمة على طريق استقرار الشرق الأوسط

أسامة عجاج

الأحد، 29 أغسطس 2021 - 10:28 م

لعل القراءة السريعة لنتائج مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذى استضافته العاصمة العراقية تشير الى نقطة مهمة وأساسية انها مثلت خطوة فى طريق طويل سيؤدى فى نهاية الأمر فى حال توافر الإرادات السياسية للدول المشاركة الى توفير استقرار وأمن تفتقده منطقة الشرق الأوسط التى تعانى خلال عقود من حروب وأزمات وتوتر يلقى بظلاله على مجمل الأوضاع فى المنطقة ويؤثر على قدرات دوله على المضى فى التنمية والتعاون الاقتصادى ونستطيع هنا ان نشير ومن خلال رصد لجلستى المؤتمر والمشاورات التى تمت بين المجتمعين وكذلك البيان الختامى الصادر عن  المجتمعين- الى مجموعة من العوامل التى تؤكد ما ذهبنا إليه:

أولًا: النجاح الملحوظ للعراق فى توفير هذا المستوى من الحضور والمشاركة والذى ضم الرئيس عبدالفتاح السيسى حيث كان العراق حريصًا على حضوره على اعتبار ان مصر تمثل فى الآونة الأخيرة «شبكة أمان لبغداد» «وغطاء سياسي» لها وكان هذا الحرص واضحا من الدعوة التى حملها وزير الدفاع العراقى للرئيس السيسى والاتصال الذى تم من الدكتور مصطفى الكاظمى وكذلك الملك عبدالله الثانى ملك الأردن والدول الثلاث شركاء منظومة تنسيق وتعاون عقدت ثلاث قمم خلال الفترة الماضية آخرها فى يونيو الماضى فى بغداد.

كما شارك أيضا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون كما مثل قطر أميرها الشيخ تميم والإمارات الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء الكويتى الشيخ صباح الخالد الصباح وكان من الملاحظ تشابه مستوى دول الجوار الأهم للعراق وهم وزراء خارجية السعودية وتركيا وإيران وأمناء العامين للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومجلس التعاون الخليجى ومنظمة المؤتمر الإسلامى وممثلين عن الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن والاتحاد الأوربى ومجموعة دول العشرين.

ثانيا: التزام أقصى درجات الواقعية السياسية فى تحديد الهدف من المؤتمر والذى تحول نتيجة المشاورات من  قمة «دول جوار العراق الإقليمي» إلى «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» نتيجة ادراك القائمين على المؤتمر بعد المشاورات التى تمت مع العديد من الدول المدعوة ان هناك صعوبة فى رفع التوقعات من المأمول والمستهدف من المؤتمر أو خوض السعى الى حل أزمات الجوار مع العراق من خلال مؤتمر ينعقد لساعات او بمشاورات استمرت أسابيع خاصة فى ظل تضارب المصالح وحجم التناقض بين مواقف دول الجوار الأهم مثل إيران وتركيا والسعودية وبعضها على خلاف جذرى مع الدول المضيفة نفسها خاصة تركيا والعراق يشتكى من تدخلاتها فى الشمال ومن التحكم فى مياه الفرات أما إيران فحجم التناقض مع العراق ضخم خاصة بعد ان أصبحت لاعبا أساسيا وقد يكون الأول فى العراق نتيجة تبنى بعض الميليشيات العراقية للسياسة الإيرانية التى تضر باستقرار العراق ووحدته واستقلال الدول واستخدامه كساحة صراع دولى مع واشنطن.      

ثالثًا: نجح العراق بتلك الواقعية فى الخروج بالنتائج التى أرادها وخطط لها من المؤتمر وهذا واضح من كلمات رؤساء الوفود حيث دعا الرئيس السيسى الى وقف التدخلات فى شئون دول المنطقة وتدشين مرحلة جديدة من التعاون مع العراق كما اشاد الملك عبدالله الثانى بدور العراق فى تعزيز الحوار واعتبر ماكرون ان نجاح المؤتمر هو نجاح للعراق ودعا رئيس الوزراء الكويتى الى وقف التدخلات فى الشأن العراقى كما كان النجاح واضحا من خلال بنود البيان الختامى الذى عبر عن وقوف المشاركين الى جانب العراق حكومة وشعبا وعلى ضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية بالشكل الذى ينعكس إيجابيا على استقرار المنطقة وأمنها مع إشارة الى ان احتضان بغداد للمؤتمر دليل واضح على اعتماده سياسة التوازن والتعاون الإيجابى فى علاقاته الخارجية مع دعوة دول الإقليم على مواجهة التحديات المشتركة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية لها مع دعم المشاركين لجهود العراق فى إعادة الإعمار وتوفير الخدمات وإصلاح البنية التحتية وتعزيز التعامل مع ملف النازحين وضمان عودتهم الطوعية الى مناطقهم بعد طى صفحة الإرهاب.  

رابعًا: لعل أحد مؤشرات نجاح المؤتمر الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة من وزارات خارجية الدول المشاركة لمناقشة المشروعات الاستراتيجية والاقتصادية والاستثمارية التى عرضها العراق. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة