أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول


روسيا .. توقعات بحرب أهلية وتصاعد تهريب المخدرات

الأخبار

الأحد، 29 أغسطس 2021 - 10:28 م

«روسيا مستعدة للسيناريوهات كافة» هذا ما صرح به زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى أفغانستان، الذى قال أيضاً إن بلاده «جاهزة لمختلف التطورات، وستراقب عن كثب إلى أى مدى سيكون نهج طالبان لإدارة البلد مسئولاً..

رغم  خروج الاتحاد السوفييتى مهزوماً من حرب أفغانستان عام 1988  فإنه  جعل  روسيا بعد تفكك الدولة السوفييتية لا تربطها حدود مع أفغانستان، ومع ذلك لم يتراجع اهتمام روسيا  بأفغانستان ، خاصةً أن ثلاث جمهوريات سوفييتية سابقة (أوزبكستان وطاجكستان وتركمنستان) تربطها حدود معها، بالإضافة إلى أن التواجد العسكرى الأمريكى لمدة عقدين فى المنطقة أعاد الصراع على أفغانستان إلى لائحة الأولويات. لعدةأسباب منها تزايد التهديدات الإرهابية التى تنطلق من أفغانستان ومن الدول المحيطة وأيضا  من التنظيمات المتشددة التى تنشط فى آسيا الوسطى ، بينها بجانب «القاعدة» «حزب التحرير الاسلامي» وحزب تحرير تركستان» .. بالإضافة  إلى تجارة الافيون التى تنطلق من أفغانستان وجعلت روسيا خلال عقدين معبرا لنقل المخدرات إلى أوروبا ومناطق أخرى..

كما أسهم التوتر  فى أفغانستان والجمهوريات المحيطة بها خلال العقدين الماضيين تشجيع عمليات الهجرة غير الشرعية إلى روسيا ومناطق أخرى، فى الوقت الذى شكل فيه  التواجد العسكرى الأمريكى فى أفغانستان تهديداً مباشراً للمصالح الروسية فى جمهوريات آسيا الوسطى.

وزاد من التنافس الروسى الأمريكى على هذه المنطقة.. وإذا كان من المرجح أن تكون روسيا سعيدة بالهزيمة الأمريكية فى أفغانستان، إلا أن  هناك مخاوف ضخمة من تبعات هذا الانسحاب، بالنظر إلى ما قد يتبعه من سيناريوهات عدة على مستوى الوضع الداخلي، أو على مستوى الصراعات الدولية والإقليمية على أفغانستان، وهى سيناريوهات سلبية فى المجمل يعززها انقسام النخبة الأفغانية وضعف مؤسسات الدولة الأفغانية، سواء القوات الأمنية أو مؤسسات إنفاذ القانون وانحسارها عن مساحة كبيرة من الأراضى الأفغانية.. إلا أن ذلك لا يخفى مخاوفها من تداعيات عدم الاستقرار فى محيطها الإقليمي. فعلى الرغم من عدم امتلاكها مصالح اقتصادية كبيرة تُذكر فى أفغانستان، تتركز أبرز مخاوف موسكو على «القضايا الأمنية»، وخصوصاً بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة.. وأكثر ماتخشاه موسكو أن يؤدى التدهور الأمنى إلى وقوع حرب أهلية شاملة وتصاعد عمليات تهريب المخدرات، إذ إن 90% من الإنتاج العالمى من المخدرات ينطلق من أفغانستان و أيضا حدوث موجات هجرة جماعية، إلى جانب انتشار الأيديولوجيا المتطرفة فى الدول المجاورة.

تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الروس عبّروا عن  تلك المخاوف بشكل صريح عندما حذروا من نمو تنظيم «داعش» فى أفغانستان، لافتين إلى أنه خلال «توسع التنظيم فى سوريا والعراق، انضم إلى صفوفه الكثير من مواطنى طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان».. يبقى العنصر المهم الأخير هو ضمان إمدادات النفط والغاز من المنطقة، والسيطرة عليها بشكل كامل، علماً أن موسكو تسيطر بشكل كامل تقريباً على إمدادات الغاز الطبيعى الضخمة من تركمانستان وتقوم بشرائه بأسعار تفضيلية وإعادة بيعه إلى أوروبا بأسعار السوق.. واستعدادا لأى مفاجأة ، قامت موسكو بتحرك واسع للتحضير للاستحقاق المقبل، من خلال إعادة تنشيط القاعدة العسكرية الروسية فى طاجكستان ، وتحديث وتطوير المعدات فيها، كونها ستلعب من وجهة نظر موسكو وحليفاتها فى آسيا الوسطى دوراً أساسياً فى تأمين الحدود مع أفغانستان خلال المرحلة المقبلة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة