نجيب محفوظ
نجيب محفوظ


اشتهر بالمراوغة والحيلة والسرعة

«قلب الدفاع».. نجيب محفوظ «كابتن في كرة القدم»

عبدالنبي النديم- صفوت ناصف

الإثنين، 30 أغسطس 2021 - 02:27 م

بمناسبة مرور 15 عامًا على وفاة الأديب الكبير وصاحب نوبل وأبو الرواية العربية نجيب محفوظ، نفتش في دفاتر حياته التي عاشها بداخل الحارة المصرية لاكتشاف جانب خفي من حياة أديب نوبل كشفه الروائي والأديب أشرف عبد الشافى فى كتابه «المثقفون وكرة القدم».

وأكد الكاتب أن هناك من روّج لأكذوبة كراهية المثقفين للعبة كرة القدم وتعاليهم عليها، نافيها فى كتابه، ساردًا قصص وحكايات عن كرة القدم في حياة أدباء ومثقفي مصر والعالم، وأن للكرة عشاقها بين كبار أدباء ومثقفي العالم، كما أن العديد منهم يقدرها ويؤمن بأهميتها، ويتناول الكتاب حكايات عن عشق كبار الكتاب والأدباء للكرة وعلاقتهم بها، ومنهم الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور، كما يتناول علاقة أدباء العالم وكتاباتهم عن الساحرة المستديرة، ومنهم البرتغالي خوسيه ساراماجو والشاعر الروسي يفتوشينكو، وللشعراء مكانة خاصة في الكتاب فهو يبدأه بشعر معروف الرصافي وحكاية عن شاعرنا الكبير محمود درويش، وكان درويش «كروي» الهوى، يعشق سحرها ويتغزل في مهارات لاعبيها، وهو صاحب التعبير الشهير «كرة القدم أشرف الحروب»، كما يتناول حكايات عن شعراء العامية المصرية مع الكرة.

 

وعن أديب نوبل أكد المؤلف في كتابه أن نجيب محفوظ كان من الممكن أن يكون من كبار لاعبي كرة القدم، وكيف عشق نجيب محفوظ كرة القدم ولهذا اختارت «النيويورك تايمز» أحد عشر لاعبًا يمثلون أشهر شخصيات الإبداع فى العالم، ومن بينهم 3 شخصيات حصلوا على جائزة نوبل الأول هو الأديب الروسي ـ الأمريكى «فلاديمير نابوكوف» لحراسة مرمى الفريق، وذلك لأنه مارس هذا الدور فى صباه حيث كان يعشق حراسة المرمى، أما الثاني فهو الكاتب التركى الشهير «أورهان باموق» الحاصل على نوبل فى دورته الأخيرة وذلك للعب فى مركز الظهير الأيسر، وفى قلب الدفاع كان «نجيب محفوظ» حاضراً بقوة، فصاحب «زقاق المدق والسراب وخان الخليلي والحرافيش وبين القصرين..» بدأ حياته لاعباً لكرة القدم، وشهدت شوارع العباسية مقابلات ساخنة بين جيل كامل كان محفوظ واحدًا من أبرزهم، وقد ساعدته مهاراته فى اللعبة على اكتساب مهارات إبداعية فيما بعد، وهذا ما أكده الناقد دكتور محمد بدوى عندما قال: «كان نجيب محفوظ فى مراهقته لاعب كرة قدم مشهورًا بالمراوغة والحيلة والسرعة، ثم قرر في لحظة ما أن يهب نفسه للكتابة ليواصل اللعب بمهارة وخفة وحكمة أيضًا».

بدأت من المدرسة الابتدائية علاقة الطالب نجيب محفوظ بكرة القدم، حيث كان يلعب في فريق الصغار بالمدرسة بينما ضم فريق الكبار الكابتن «ممدوح مختار» الذي كان يلعب بين صفوف الفريق الأول بالنادي الأهلي وهو من عائلة صقر التي اشتهر منها «عبدالكريم ويحيى صقر».

ولعب نجيب محفوظ في الهجوم وتحديدًا في مركز الجناح الأيسر، ويقول عن ذلك: «رغم أنني لا أجيد اللعب بقدمي اليسرى وكان ذلك المركز يحد كثيرًا من حركتي، ومع ذلك كنت هداف الفريق وأكثر لاعبيه إحرازًا للأهداف، وعندما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تغير مركزي وأصبحت العب كقلب دفاع وأجدت في المركز الجديد لدرجة ان كثيرين ممن شاهدوني في ذلك الوقت تنبأوا لى بالنبوغ في كرة القدم وبأنني سألعب لأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطني، ومن هنا كانت دهشة زملائي عندما انتقلنا إلى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام إلى فريق الكرة بالجامعة، ومنذ ذلك الوقت انقطعت علاقتي بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتي بها من ناحية المشاهدة والمتابعة بعد اعتزال الكابتن حسين حجازي.

ويواصل صاحب نوبل حديثه الشيق عن علاقته بكرة القدم: «قد لا يصدق أحد إنني كنت في يوم من الأيام «كابتن في كرة القدم» واستمر عشقي لها حوالى عشر سنوات متصلة، في أثناء دراستي بالمرحلتين الإبتدائية والثانوية.. ولم يأخذني منها سوى الأدب، ولو كنت داومت على ممارستها فربما أصبحت من نجومها البارزين، وعلاقتي بالكرة ترجع إلى الفترة التي انتقلنا فيها إلى العباسية، كنت وقتذاك قد التحقت بالمدرسة الإبتدائية، واصطحبني شقيقي ذات يوم لزيارة صديق حميم له من عائلة الديواني، وهى عائلة معروفة، ومن أبنائها أطباء ومستشارون، كان بيت هذا الصديق يطل على محطة السكة حديد، وعندما فرغنا من تناول الغداء اقترح أن يصطحبنا لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين فريق مصري وآخر إنجليزي، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما فاز الفريق المصري، فقد كنت اعتقد حتى ذلك الوقت أن الإنجليز لا ينهزمون حتى في الرياضة».

روتباع: «رجعت يومئذ إلى البيت وذهنى كله معلق بكرة القدم، وبأسماء لاعبي الفريق المصري الذي هزم الإنجليز، وخاصة كابتن الفريق حسين حجازي نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت، طلبت من والدي أن يشتري لي كرة، وألححت عليه حتى وافق، وبدأت اقضى وقتًا طويلًا فى فناء المنزل العب الكرة بمفردي، ومحاولًا تقليد ما شاهدته في تلك المباراة التي خلبت عقلي، وبسرعة شديدة استطعت ان اتقن المبادئ الأساسية للعبة».
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة