صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكاية طفلة أبكت محافظة قنا.. «ريتاج» دافعت عن شرفها حتى الموت

أبو المعارف الحفناوي

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 - 08:54 ص

طفلة كانت تلهو مع أقرانها، تبحث عن السعادة لها ولهم، تساعدهم وتقف بجانبهم بالرغم من صغر سنها، كانت الفرحة تحلو بها، فهي زينة بنات العائلة وسر سعادتها.

ومع السعادة المفرطة التي كان يتمتع بها والدها ووالدتها فور رؤيتها، كانوا يخشون عليها، من «الهواء الطائر»، الذي يمر بجانبها، يخشون عليها من المرض، يحرصون أشد الحرص في تعليمها تعاليم الدين وحفظ القرآن الكريم وأيضًا في تفوقها في المدرسة، يحبونها بشدة ويهذبونها على قدر حبهم لها.

اقرأ ايضا|حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط التأخيرات بين «القاهرة والإسكندرية».. اليوم

ومع السعادة التي كان يعيشها الأهل والأقارب فور رؤيتهم الطفلة ريتاج، التي كانت تعم المنزل فرحة وسعادة، حرص الجميع على البحث عنها، بعد تغيبها وخرجوا في تجمعات عدة، منهم المتهم، للبحث عنها في كل مكان، منهم من نزل الترعة للبحث عنها، ومنهم من طرق الأبواب، ومنهم من دخل الزراعات، ومنهم من وضع يده على خده ينتظر الأمل، وأم مكلومة على أمرها، لم تجف عيناها من البكاء، وأب يهرول هنا وهناك، انطفأت الفرحة فور تغيبها، وتبدلت إلى خوف وقلق للبحث عنها، تارة قلوبهم تحدثهم أنها ستعود وتارة يقتلهم الخوف بأنه قد حدث لها مكروها.

وأثناء البحث عنها، بدأت المخاوف تزداد على الطفلة، حتى عثروا على جثمانها وسط الزراعات، مخنوقة بمعصم حول رقبتها، في مشهد أصاب الجميع بالذهول، وتساءل الكثير وقتها، ما الذي حدث لها؟، فلا يوجد بينها وبين أحد عداوة، فالجميع يحبها.

بدأت الأقاويل تتردد في القرية، بأن الطفل شاهدت اثنين في وضع مخل، وتخلصا منها لعدم افتضاح أمرهمما، وفي الوقت الذي يبحثون فيه عن الجاني وكشف ملابسات الواقعة، التي كانت غامضة في البداية، ولم يعلم البعض من الذين كانوا يبحثون عن الجاني أنه من بينهم.

بدأت الأجهزة الأمنية بقنا، برئاسة اللواء طارق يحيى، مدير المباحث الجنائية، والرائد محمد الملقب، رئيس مباحث قوص، في خطة عاجلة لبحث ملابسات الواقعة، وسرعان ما تبين أن المتهم في الواقعة، نجل عم والد المجني عليها وفي نفس الوقت هو نجل خالة والدتها.

توصلت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، إلى أن المتهم استدرج الطفلة أثناء حضورها حفل عرس، بحجة أنها ستذهب معه إلى أحد الأماكن، «عشان يجيب طلب من واحدة قريبتهم»، ثم استدرجها داخل الزراعات، وحاول التعدي عليها جنسيا وفشل، وأثناء محاولتها مقاومته للهروب منه صرخت، فخشي أن تفضح أمره فكتم أنفاسها وخنقها حتى فارقت روحها الحياة.

قام المتهم بتمثيل جريمته أمام النيابة العامة والأجهزة الأمنية، واعترف بارتكابه الواقعة، وقررت النيابة العامة حبسه على ذمة التحقيقات، مع طلب تحريات المباحث حول الواقعة، وتجديد حبسه في الميعاد القانوني.

أصبحت أسرة الضحية، منهارة على فراق زهرة حياتها، والتي بدلت فرحتهم إلى حزن وحسرة على الفراق، في الوقت الذين باتوا يبحثون عن سبب وراء قيام المتهم بارتكابه الجريمة، خاصة أنه تربطه بهم صلة قرابة وأيضًا وصفوه بأنه جبان لا يستطيع تنفيذ مثل هذه الجريمة، وأن الغرض ليس تعدي عليها ومقاومة منها، ولكن هناك طرف آخر في القضية ربما تكون سيدة، متورطة في الجريمة.

والدة الضحية، أوضحت أن ابنتها محبوبة من الجميع، كانت بالرغم من صغر سنها، كانت لديها شهامة الكبار تساعد الجميع، حتى في آخر يوم في حياتها كانت تقف مع نجل خالي في «فرش شقته» مع الأهل والأقارب، كانت حافظة للقرآن مداومة عليه وعلى الذهاب للكتاب، تحرص كل الحرص على تعاليم الدين، لم يكن أحد يتخيل أن الملاك الطاهر سيموت بهذه الطريقة البشعة.

تروي والدتها التي لم تجف دموعها بعد، منذ رؤية ابنتها جثة هامدة، اللحظات الأخيرة في حياتها قائلة: «يوم المصيبة الكبرى، استيقظت ابنتي من النوم، كانت الفرحة تعم المنزل بسبب قرب زفاف نجل خالي، ذهبت طفلتي الصغيرة مع السيدات والفتيات والأطفال «لفرش شقة العريس»، تلهو مع الأطفال وتساعد الكبار، وجاءت لتناول الغذاء، وقرأت القرآن بعد حفظه، لأنها كانت ستتلوه على شيخها في الكتاب بعد العصر، ثم ذهبت لمنزل نجل خالي، وقبل آذان العصر طلب منها شقيقها محمد، الانصراف والذهاب إلى الكتاب، فأخبرته أنها ستذهب في الرابعة عصرًا».

وتتابع الأم المكلومة: «ظننا أنها ذهبت للكتاب، ولكن لم تعد، دخلت غرفتها فوجدت ملابس الكتاب والمصحف موجودين، وقتها خفت عليها، وتساءلت أين ذهبت؟ بحثنا عنها هنا وهناك حتى عثرنا على جثتها وسط الزراعات، في مشهد ربنا ما يوريه لحد أبدًا ياحسرة قلبي عليها دي كانت صاحبتي وبنتي وكل ما ليا حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل كده وحرق قلبي عليها».

وطالبت الأم بتوقيع أشد العقوبة على المتهم حال ثبوت ارتكابه للجريمة، قائلة أن المتهم المضبوط، من الممكن أنه لم يكن هو الذي ارتكب الجريمة، أو ارتكبها بمساعدة أخرى، ولا توجد بينها وبين المتهم مشاكل، وربما يكون السبب وراء قتلها، أنها رأت جريمة مخلة أو تكون بسبب آثار، قائلة: «لو حقها مجاش بكره هيتعمل في عيالكم كده».

أما والد الطفلة، فأشار إلى أنه لا توجد بينه وبين أحد أي عداوة، وأن المتهم نجل عمه، وكان من الذين يبحثون عن الضحية في الترعة والزراعات، ولم يكن أحد يتوقع أن يرتكب مثل هذه الجريمة، لافتا أن ابنته عثر عليها داخل الزراعات مخنوقة، «ومفيهاش حاجة تاني»، مطالبًا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم في الواقعة مهما كان حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة