محمد نوار
محمد نوار


محمد نوار: نسعى لتطوير البرامج والنهوض بالإذاعة| حوار

أخبار النجوم

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 - 10:31 ص

كتب: ريزان العرباوى

منذ أن تولى الإذاعي الكبير محمد نوار منصب رئاسة الإذاعة المصرية، وأخذ على كاهله مهمة تطويرها لتحتل مركز الريادة من جديد وتكون قادرة على مواجة التحديات إيمانا منه بدورها الإعلامي والتنويري وخلق جسور من الثقافة بين المستمعين، فهي مدرسة وصرح عظيم تخرج فيه عمالقة الصوت، وسجل تاريخى واكب كبرى الأحداث السياسة ولكن مع انتشار السموات المفتوحة وثورة المعلومات حدث نوع من السيولة الإعلامية مما أدى إلى تشتيت الناس وحبسهم فى فقاعات إعلامية.. فكيف استطاع محمد نوار النهوض بالإذاعة من جديد؟ كان هذا الحوار..

 بداية.. ما الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع؟

كان هدفى إعادة رؤية كل محطة إذاعية والحفاظ على هويتها المميزة, فالإذاعة المصرية تضم 8 شبكات إذاعية وكان لابد من تحديد الأولويات، فبدأت التطوير مع شبكة إذاعة القرآن الكريم لأنها الشبكة الأهم ولها أكثر من 40 مليون مستمع، فتم تشكيل لجنة من كبار الأساتذة والإعلاميين منهم عبد الصمد دسوقي، محمد أبو الوفا، د. حسن مدني، محمد عبد العزيز أشهر مذيع ديني ومن مؤسسي إذاعة القرآن الكريم، وأصدرت اللجنة مجموعة من القرارات والتوصيات تم تنفيذها وعلى رأسها تخفيض عدد البرامج من 60 إلى 40 برنامجا لتزيد فترة التلاوة القرآنية من 60% إلى 80% لأنها إذاعة مخصصة للقرآن في الأساس.

انتقلنا بعد ذلك إلى إذاعة الشباب والرياضة وتم تطوير المحتوى الإذاعي واستقطاب مجموعة من نجوم الإعلام الرياضي منهم كابتن ميدو وكريم حسن شحاته وهاني حتحوت، ونتائج التطوير إيجابية جدًا والدليل على ذلك إقبال المعلن على الشبكة ليتم بيع الفترات الإعلانية بأكثر من 7 ملايين جنيه، ومن الإذاعات المهمة أيضا إذاعة الأغانى وقد حرصت على استعادة الهدف الأساسى الذى انطلقت من أجلة وهو الحفاظ على التراث الفنى بتقديم أغانى كبار نجوم الطرب الأصيل ضمن الخريطة الإذاعية لتقف عند عفاف راضي التى تعتبر آخر من انضمن لإذاعة أم كلثوم ويتم توزيع أغانى جيل السبعينيات والثمانينيات وما بعدها على  باقى الشبكات لتظل إذاعة الأغانى محتفظة بهويتها التى أسست من أجلها، وهو هدفي الأساسى فى مهمة التطوير بالحفاظ على الهوية الغنائية لكل محطة إذاعية وحققت أيضا أرباحا إعلانية.

معنى ذلك أنك أمسكت بطرفى المعادلة الصعبة لنجاح المنتج الإعلامي وهو المضمون بالمحتوى التوعوى الهادف والربح الإعلاني؟

النتائج التي توصلنا إليها حتى الآن تؤكد على ذلك، وأنا مقتنع تمامًا بقدرتي وقدرة من حولي بالاستمرار على تحقيق المعادلة وإحداث تغيير جذرى في الشكل والمضمون، وعلى أسس تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية ومفاهيم الإنتماء وفى نفس الوقت جذب المتلقى بتحقيق رغباته والوصول إليه من خلال طرح القضايا التى تثير اهتمامه، فالإذاعة قادرة على مخاطبة جميع الفئات العمرية المختلفة، فهي صديق غير أنانى تصاحب المستمع في أي وقت وأي مكان واستطاعت أن تحقق نسبة مشاهدة في تزايد مستمر مما شجع المعلنين والجهات الإعلانية حتى في إذاعة القرآن الكريم تحققت أرباح إعلانية كبيرة.

ولكن كان لديك موقفا رافضا لفكرة الإعلانات خاصة فى إذاعة القرآن الكريم.. فهل يعتبر ذلك نوعا من أنواع التنازلات؟

بالفعل أرفض فكرة الإعلانات فى إذاعة القرآن وليس معنى تطبيقها أنه نوع من التنازلات بالعكس هى وسيلة لسد الاحتياجات المالية للقطاع، فالهيئة الوطنية للإعلام أو إتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقا كأى مؤسسة صحفية قومية على سبيل المثال يعانى من مشكلات مالية وتكدس عمالة وبالتالى نحن بحاجة إلى موارد دخل، وطالما أننا نعمل ضمن إطار محدد وفترات زمنية معينة فلن يؤثر ذلك سلبا على المستمع أو حتى المحتوى.

ذكرت تكدس العمالة ونعلم جيدًا أن من أحد أسباب تراجع كفاءة ماسبيرو فى فترة معينة هو الانحياز لتعيين أبناء العاملين بغض النظر عن الكفاءة المهنية مما جعله يكتظ بالعاملين.. فكيف تم تقنين تلك المسألة؟

لا أنكر أن هناك كوادر تمتاز بالكفاءة المهنية العالية، والإذاعة لن تغلق أبوابها فى وجه أبنائها، ولكن تبقى المشكلة فى مدى تقبل البعض لفكرة التدريب التى تساعده وتؤهله مهنيا، وأذكر أننى حضرت دورة تدريبة فى عمر الـ41 عاما لتنشيط اللغة العربية والإلقاء وكنت مدير إدارة فى هذا التوقيت، فتطوير الإنسان من نفسه بشكل مستمر ليس عيبًا.

تظل إذاعة القرآن الكريم المتنفس للملايين هربًا من صخب الحياة.. لكن هناك من يرى أنها تعانى من كهولة صوتية وتقديمها بنفس الوتيرة... فما تعليقك؟

كان من ضمن خطة التطوير تجديد دماء الإذاعة، فخاطبنا فضيلة الإمام الأكبر ووزير الأوقاف ومفتى الجمهورية لإرسال قوائم وكشوف بأسماء المتحدثين الشباب وبدأنا نستعين بمن تترواح أعمارهم بين 40 و45 عامًا لتوطيد لغة التواصل مع الجيل الجديد.

* وماذا عن دور إذاعة القرآن الكريم لخدمة وتطوير الخطاب الدينى؟

تقوم الإذاعة بدورها في هذا الشأن على أكمل وجه من خلال تقديم الفتاوى والمعلومات الدينية اللازمة لنشر قيم الدين الإسلامى الوسطى ومعالجة الأفكار المتطرفة، فتظل عمود من أعمدة الإعلام المستنير الوسطى وحلقة وصل صادقة بين الجماهير وبين العلماء الذين يحملون منهج الوسطية والاعتدال فهى مدرسة تربوية متكاملة، ولكن تظل حلقة فى سلسة ضمن منظومة متكاملة مع وزارة الشباب والرياضة، وزارة الثقافة، وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى كذلك مع السينما والمسرح والفنون بأشكالها المختلفة، فهو دور فى غاية الأهمية لابد وأن يتم ضمن خطة واستراتيجية ومنهج مدروس من قبل مؤسسات الدولة دون أن يتم بشكل فردى حتى لايكون تغريدا خارج السرب.

 وماذا عن تطوير إذاعة الشرق الأوسط والبرنامج العام؟

طبعًا كان من الصعب أن يتم التطوير بشكل متواز لجميع الشبكات فبعد تحديد الأولويات ضمن خطة ممنهجة  جاءت جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على شتى المجالات وبسببها تم تأجيل بعض المشروعات, فكان هناك خطة واستراتيجية موضوعة وفقا لعدد من القرارات لو تم تنفيذها منذ أن توليت المنصب لحقننا نتائج كبيرة جدًا، ولكن نعمل حاليًا على قدم وساق لتعويض تلك الفترة وبالنسبة «للشرق الأوسط» فقد تم تطويرها بمجموعة من البرامج التي تضم أسماء جديدة مثل عمرو الليثي، محمد الغيطي، جمال بخيت ومنى الشرقاوي، وتم تشكيل لجنة من كبار الإعلاميين لتطوير «البرنامج العام» والوقوف على التفاصيل النهائية لخطة التطوير توصلت لفكرة مزج الماضي بالحاضر بمعنى أنه سيتم إذاعة برامج مثل «كلمتين وبس، أبلة فضيلة، قال الفيلسوف، لمسة عتاب»، وغيرها من تراث الإذاعة بشكل عصرى وجارى العمل عليه ليكون جاهزا فى غضون أسابيع قليلة, وسيفاجأ المستمع بتطوير غير مسبوق فى البرنامج العام أو الشبكة الرئيسية.

كما يتم تطوير الإذاعات الموجهة بالتوازى مع التطوير الذى يحدث فى باقى الشبكات وتغير اسمها لشبكة الإذاعات الدولية لتتحدث بـ23 لغة وسيكون هناك لجنة متخصصة لمعرفة عدد ساعات البث والدول المستهدفة ونسعى حاليًا لتطوير شبكة الإذاعات الإقليمية والتى تضم 12 محطة.

* هل قلة الإمكانيات المادية من الممكن أن تقف عائقا أمام استقطاب نجوم الفن والإعلام للإذاعة؟

بالعكس، فجميعهم على استعداد للمشاركة فى الإذاعة دون مقابل مادى، وهو ما حدث بالفعل مع عمرو الليثي ومحمد الغيطى وجميع الأسماء السابق ذكرها، فلم يتقاضوا أجرًا نظير أعمالهم، لأنهم مؤمنين بالقضية والفكرة والدور المهم للإذاعة المصرية، فنحن بحاجة إلى مواهب مع قناعات وإيمان بما نقوم به وهو ما لمسته من الجميع.

كان من المفترض أن يعيد الفنان عبد الرحمن أبو زهرة تقديم برنامج «كلمتين وبس» إلا أن المشروع لم يكتمل.. ما الأسباب؟

كنت صاحب الفكرة وعندما عرضت على عبد الرحمن أبو زهرة تحمس ورحب بها جدا، ولكن للأسف ولأن طبيعة العمل بالبرنامج شاقة وبحكم السن لم يكتمل المشروع معه، فتم التعاقد مع الإعلامى عمرو الليثى ليقدمه.

للأسف مازال المشروع معلقًا لأنه ضمن مشروعات لجنة الاستماع الموحد، وهى المسئولة عن اختيار الأصوات والأغانى وإجازتها ولكن مازال المشروع معطلا بالرغم من حصولنا على موافقة كبار نجوم الطرب والغناء للمشاركة وإقامة سلسلة من الحفلات الغنائية داخل القاهرة وبعض المحافظات. 

* تواجه الإذاعة تحديا كبيرا فى عصر السموات المفتوحة وانتشار وسائل التواصل.. فماذا عن قدرتها لتعبئة هذا التغيير الاجتماعى وأدواتها لمواكبة الزحف الرقمي؟

الإذاعة قادرة على المواجهة والتحدى لأنها أسهل وأسرع وسيلة إعلامية فى العالم لنقل الخبر وبأقل تكلفة, ونسعى لمواكبة الحداثة والتطور التكنولوجى باستخدام التطبيقات الحديثة على المحمول، فستظل برونقها وجاذبيتها، ولن يتلاشى تأثيرها بل سيزداد الإقبال عليها خاصة مع ازحام الشوارع واحتياج الناس للاستماع للراديو، ومؤخرًا بدأنا فى تنفيذ مشروع مع وزارة الداخلية لإذاعة نشرات أمنية ومرورية، فهناك أكثر من 15 مليون سيارة في مصر، كما قدمنا برنامج «365 يوم تضامن مع أهالينا» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى وذلك لأن الوزيرة مدركة تماما أهمية الإذاعة كما أدركها وزير الدخلية.

مؤخرا تم تعديل قانون الضريبة على راديو السيارات وتحريك السعر والرسوم المطلوبة.. فما تعليقك؟

لا أريد الدخول فى مناطق بعيدا عن اختصاصى, ولكن باختصار الإذاعة تقدم خدمات للملايين وهى خدمة مطلوبة إذا فما المانع من الدفع مقابل تلك الخدمة.

ما رؤيتك لملف التراث الإذاعى والخطط للاستفادة منه وترميمه؟

نمتلك أكثر من 425 ألف شريط إذاعي وأكثر من 30 ألف اسطوانة ومواد تراثية نادر، فهي ثروة لا تقدر بثمن وتم اتخاذ بعض الاجراءات المتعلقة بالتأمين والتخزين وفي نفس الوقت نقوم بنقلها على «سيرفرات» عملاقة، وبالرغم من أن بند الترميم مكلف يحتاج إلى ميزانية وفلوس بالملايين إلا أننا نحاول تنفيذ المهمة بقدر المرحلة كما نحتاج إلى بعض الوقت لتوظيف هذه الكنوز فى مختلف الشبكات الإذاعية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة