المفكر الاسلامى ثروت الخرباوى
المفكر الاسلامى ثروت الخرباوى


الخرباوي: «مأمون رضوان» في رائعة محفوظ «القاهرة 30» يمارس الوصولية لحكم مصر

عبدالنبي النديم- صفوت ناصف

الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 - 01:30 م

أكد المفكر الإسلامي الكبير ثروت الخرباوي فى تصريحاته لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه في روايات محفوظ تجد شخصيات إخوانية صريحة، إلا أنه لم يعبر عن انتمائها التنظيمي واكتفى بالتعبير عن توجهها، ففي رواية "القاهرة الجديدة" التي تحولت إلى فيلم تحت عنوان "القاهرة 30 " يضع محفوظ شخصية الوصولي "محجوب عبد الدايم" والشيوعي الذي يؤمن بالماركسية «علي طه» والصحفي أحمد بدير، كل هؤلاء بجوار شخصية الإخواني «مأمون رضوان» الذي يقول: «إن الله في السماء وقد أنزل دينه الإسلام على الأرض لكي يحكم كل الناس، هذه هي مبادئي» فيرد عليه الشيوعي قائلا :«إنني أعجب أن تؤمن بهذه الأساطير»، وفي ذات الوقت كان محفوظ حريصا على ألا يطلق على مأمون رضوان صفة الإخوانية بشكل صريح ولكنه وضع له الصفات المؤهلة لإخوانيته، إذ أنه جعله رافعا لشعارات الجماعة، فهو ينكر كل الأحزاب، ولا يعترف بقضية مصر الكبرى وقتها وهي «الجلاء التام أو الموت الزؤام».


وتابع: "بتلك الشخصيات وضع نجيب محفوظ يده على مصر كلها، وظلت هذه الشخصيات تتكرر في حياتنا إلى أن قامت أحداث يناير 2011 ، فكان هناك الوصولي الذي استطاع أن يعيد طرح نفسه مرة أخرى بعد أن كان مؤيدا للنظام السابق الذي قامت عليه الثورة، وهناك الثوري الاشتراكي الذي يرى أن الدين ما هو إلا أساطير، وهناك الشاب الحائر الذي يبحث لنفسه عن مكان تحت الشمس، وهناك الإخواني الذي استطاع أن يحتوي كل هؤلاء فيطرح شعارات دينية، وبها يمارس الوصولية في أشد صورها، فيتحالف مع الشيوعي بعض الوقت وهو يدرك أن الشيوعي ييقول عنه أنه يؤمن بأساطير، وبذلك يجد الإخوان لأنفسهم مكانا تحت الشمس في رابعة النهار، فقد كانت شمسهم هي «شمس الحكم»".

 

وكان المفكر الإسلامى الكبير ثروت الخرباوى قد أكد فى تصريحاته لـ«بوابة أخبار اليوم» أن الأديب الكبير نجيب محفوظ تعرض في رواية «الباقي من الزمن ساعة» لشخصية إخوانية، وهذه الرواية تدور حول حامد برهان وزوجته، حيث حلوان ذلك الحي الذي كان في يوم من أيام مصر منتجعا صحيا، وروى لنا محفوظ في روايته عن محمد ابن حامد برهان الذي كان شابا عاديا ثم انخرط في جماعة الإخوان قبل ثورة يوليو، وكيف تغيرت حياته وكأن الانخراط مع جماعة أو جمعية ترفع شعارات الدين تفرض على المنتمين إليها أن يسلكوا طريقا مختلفا عن باقي المتدينين، وفي هذه الرواية اعتبر محمد حامد برهان أن الثورة هي ابنة الإخوان، بل هي صنيعتهم، فتحمس لها وتحمس لرجالها، لا بحسب أنها تقدم لمصر شيئا مختلفا يواكب العالم، ولكن فقط لأنه ظن أنها ثورة إخوانية! ثم عندما أيقن أن الثورة تسير في طريق يختلف عن طريق الإخوان ركن إلى السلبية، وكأنه تلقى ضربة كونية أفقدته اتزانه ودعته إلى تلك السلبية، فيصير بذلك عبئا على مجتمعه لا فاعلا فيه.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة