شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

التعصب الرياضي والأمن القومي

شريف رياض

الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 - 06:03 م

لا يخفى على أحد ما وصل إليه حال الإعلام الرياضى من تدهور حتى أصبح ساحة لنشر التعصب.. هذه القضية تشغلنى منذ فترة ولهذا لم أتردد فى قبول دعوة الإعلامى المجتهد أيمن عدلى للمشاركة فى صالون الإعلام الشهرى بمكتبة مصر العامة لمناقشة هذه الكارثة وخطورتها على الأمن القومى بعدما أصبحت صناعة التعصب إحدى وسائل حروب الجيل الرابع لتدمير المجتمعات.

تناول الحوار حالة الانفلات التى تسيطر على البرامج الرياضية وعدم التزام غالبية العاملين فى هذا المجال بضوابط وأخلاقيات الإعلام مما يتسبب فى إثارة التعصب.. وكان نجومه ثلاثة من رواد الإعلام فرحات حسام الدين مؤسس قناة النيل الرياضية وعبد الفتاح حسن رئيس قطاع القنوات المتخصصة الأسبق وعمرعبد الخالق رئيس إذاعة الشباب والرياضة الأسبق.

كشفت المناقشات عن زوايا فى هذه القضية - لم أكن أعلمها- وأهمها أن الشركات الراعية للبرامج الرياضية لها اليد العليا فى اختيار مقدمى هذه البرامج وضيوفها.. هذا فى حد ذاته أمر غير مسبوق خلق مناخاً غير صحى لأنه فرض علينا نجوماً للكرة غادروا الملاعب إلى الاستديوهات مباشرة دون أن يتلقوا أى تدريب أو تأهيل لممارسة مهنة الإعلامى خاصة الرياضى بما يجب أن يحرص عليه من دعم الأخلاقيات والحرص على الحيادية والموضوعية ونشر الوعى الرياضى بعيداً عن التعصب..

أجمع المتحدثون على خطورة التهاون فى المحاسبة عن التجاوزات التى تشهدها الساحة الرياضية ومن بينها الإعلام الرياضى مما يخلق بيئة للتعصب وإثارة الفتن بين الشباب وأكدوا على ضرورة وضع ضوابط صارمة للرقابة على البرامج الرياضية ومقدمى تلك البرامج سواء المعلقون على المباريات أو المشاركون فى الاستديوهات التحليلية أو البرامج الرياضية والتقييم المستمر للأداء ومحاسبة كل من يخرج عن قيم وأخلاقيات الإعلام وعدم ترك مساحة لسيطرة الإعلان على الإعلام سواء فى القضايا التى يطرحها أو مقدمى البرامج وضيوفهم.

وأكدت المناقشات أيضاً أن قنوات الأندية الرياضية كانت من أسباب إثارة التعصب الرياضى وحذر المتحدثون من خطورة ترك المساحة لقنوات الأندية لتحويل الرياضة إلى صراع وتراشق واتهامات تتسبب فى صناعة الفتنة وخلق التعصب.. وطالبوا بضرورة تطبيق ضوابط الأخلاقيات الإعلامية بحسم على قنوات الأندية، وأكدوا أهمية العودة إلى تأهيل كل من يعملون فى الإعلام الرياضى وعدم فتح الاستديوهات لغير المؤهلين ولو كانوا نجوماً للكرة فالنجومية شىء ومهنة الإعلام شىء آخر تتطلب ممارسته تدريباً والتزاماً بأخلاقيات وثوابت ترتبط بقيم المجتمع..

وقالوا إنه ليس هناك ما يمنع نجوم الكرة من تقديم البرامج ولكن بشرط  حضورهم دورات تأهيلية وصقل مواهبهم وقدراتهم وتدريبهم على أخلاقيات الإعلام، وأشاد المشاركون بمبادرة «لا للتعصب» التى أطلقها المجلس الأعلى للإعلام بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لمواجهة كل مظاهر التعصب فى الإعلام الرياضى. وشددوا على أن الإعلام الرياضى رافد مهم من روافد القوة الناعمة المصرية بشرط التمسك بنفس القيم والأخلاقيات التى فرضها جيل الرواد أمثال فهمى عمر والكابتن لطيف وعلى زيوار وغيرهم، وطالبوا بدعم إذاعة الشباب والرياضة لتعود لممارسة دورها الرائد فى هذا الاتجاه.

شارك فى الصالون أيضا اللواء د.نصر عباس أستاذ الاستراتيجيات بأكاديمية ناصر العسكرية والسفير رضا الطايعى مدير صندوق مكتبات مصر العامة وماهر عبد العزيز رئيس إذاعة راديو مصر الأسبق وحازم طه صاحب برنامج «أوائل الطلبة» وأدار الحوار بحرفية ملحوظة الكاتب الصحفى أحمد أيوب رئيس تحرير المصور الذى أكد أهمية دور الإعلام فى رفع الوعى وتجسيد معنى الدولة وأهمية الدفاع عنها.. وقال أيمن عدلى رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين إن صالون الإعلام سيتواصل فى جلسات شهرية لمناقشة القضايا الوطنية بالتعاون مع مكتبة مصر العامة برئاسة السفير عبد الرءوف الريدى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة