الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 - 07:03 م

لم تكن مصر بعيدة عن الشأن العراقى والهم العربى فى يوم من الأيام.

ولم تكن مشاركة مصر على أعلى مستوى بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى بقمة بغداد لدول الجوار إلا انطلاقا من مسئوليتها العربية فى اتجاه الأمن العربى القومى.. باعتباره ثابتا من ثوابت الإستراتيجية المصرية.. والذى تعتبره مصر جزءاً من أمنها، والذى يتجلى فى المشاركات المصرية فى التحالفات العربية سواء فى قمة مصر الثلاثية مع العراق والأردن أو مع دول الخليج الشقيقة.

مصر دائما داعمة لكل الخطط التنموية العربية.. ليس لإيمانها بالأمن القومى العربى فقط، وإنما لإيمانها بأن التشاركات الاقتصادية هى أهم السبل التى تدعم اقتصاديات الدول وتنمية الشعوب.. والتى بها تستطيع دحر الإرهاب.

تظل مشاركة القيادة السياسية فى كل الفاعليات العربية هى رمانة الميزان.. والذى تترقبه القوى العربية والإقليمية والدولية ـ ولا أحد يستطيع أن ينكر الثقل المصرى والدور المحورى الذى تلعبه مصر.. هذا الدور القادر على إنجاح هذه المؤتمرات لما للدبلوماسية المصرية من دور ناجح وتجارب مشرفة ومثالية فى مختلف القضايا خاصة القضاء على الإرهاب.

مصر لها دور كبير وواسع بين دول الجوار والدول الرئيسية بالإقليم والمنظمات المدعوة للقمة.. حيث تعتبر مصر جسراً رئيسياً وأساسياً فى الربط بين الإقليم والعالم وبين الإقليم وبعضه.

وهذا ما أكدته القيادة السياسية فى خطابها التاريخى أمام القمة بوقوف مصر بجانب أشقائها فى محاربة الإرهاب ومؤازرة الشعب العراقى والتضامن الكامل معه وقيادته وحكومته انتصاراً لدور العراق الشعبى والتاريخى فى المنطقة.

كما أكدت القيادة السياسية على ضرورة أن تتوحد الدول فى مواجهة ما يهدد مستقبل الشباب من خلال اعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ لنا كوكبنا وبيئتنا وتحمى شبابنا العربى وشباب المنطقة من أى أضرار متوقعة.

لم تكن مشاركة القيادة السياسية فى قمة بغداد إلا واحدة من الجهود المصرية لحفظ أمان واستقرار المنطقة فى ظل التطورات السياسية والعسكرية التى تحدث اليوم والمتوقعة فى المستقبل.. هذه التحديات التى لا تعرف سوى التغيرات المستمرة التى تحكمها المصالح المشتركة.. والتى لم تكن إلا بالشراكة والتعاون ووقف التدخلات فى شئون دول المنطقة وعدم توفير ملاذات آمنة للعناصر الإرهابية.
حمى الله مصر وقيادتها وأمتنا العربية.