مصايف الساحل الشمالى العادات والتقـــــــاليد
مصايف الساحل الشمالى العادات والتقـــــــاليد


«OFFLine».. مصايف الساحل الشمالى العادات والتقاليد

الأخبار

الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 - 08:05 م

تحقيق | عبدالصبور بدر

 

هنا الساحل الشمالى.. مراهقات تحت سن العشرين full makeup  يرتدين ملابس سواريه، وبريق المجوهرات فى أيديهن وحول رقابهن يعكس ضوء الشمس، يقفن على البحر فى - عز الضهر - يخنقن أقدامهن بأحذية جلدية بكعوب عالية من أجل جلسات التصوير التى لا تنتهى.


هنا الساحل الشمالى.. شبان صغار السن بعضلات بارزة (فورمة الساحل) يلبسون قمصانا وتى شرتات وشباشب تحمل ماركات عالمية من أجل خطف أنظار الفتيات، والفوز برفقتهن إلى الحفلات الموسيقية للمشاهير، أو المغمورين فى ليالى الصخب وسماع الأغانى المبتذلة التى يحفظونها عن ظهر قلب، ويرددونها وهم يرقصون ويشربون ويتطوحون بلا رقابة.


هنا الساحل الشمالى حيث لا مجال للغة العربية فى أحاديث الصحاب الـ «ستايل»، وكلما كان لسانك  ينطق بلغات أجنبية، كلما أقنعت من حولك أنك من طبقة أرقى، ووالدك يمتلك رصيدا لا ينفد فى البنوك، ويلتف حولك الجميع.


هنا الساحل الشمالى.. أطفال فى عمر الثامنة يسهرون حتى الصباح، ويقودون سيارت الجولف، ويصدمون المسنين دون أن يستطيع أحد توجيه اللوم إليهم.

 

خلف الشيمى - مدرس- العائد لتوه من الساحل الشمالى، يرفض فكرة التعميم، فى الوقت الذى لا ينكر غياب القيم والعادات الشرقية تماما لدى شباب وفتيات يسرفون فى استخدام الحرية لأقصى درجة، من وراء ظهر أولياء أمورهم الذين يمنحونهم ما يريدون من مال ليستمتعوا بحياتهم كيفما شاءوا وبالطريقة التى تروق لهم دون رقابة من أحد، ويتعجب من فتيات وشبان فى عمر الزهور يرتكبون حماقات وتصرفات غير مسؤولة تتسبب فى أذية الغير، مثل قيادة السيارت بطريقة جنونية، او الرقص والسهر بشكل غير مهذب.


أما ميدو محمود (20 سنة) الذى تعود على قضاء الصيف كل عام فى الساحل الشمالى، وإنفاق أموال طائلة، فلا يرى فى الامر مشكلة طالما أنه لا يصرف من جيب أحد، وأن النقود التى يستمتع بها تأتيه من والده الذى يشعر بالسعادة طالما هو سعيد ويقضى وقتا ممتعا مع أصدقائه وصديقاته، ويقول: أنا حر، وهذا سنى، ويجب أن أعيشه كما يجب، ولا أحرم نفسى من أى شيء، أشترى الملابس التى تظهرنى بشكل أنيق أمام الجميع، وأتحدث اللغة التى أستريح لها، طالما أن من حولى يفهمونها.


رانيا شاكر (18 سنة) تقول: تعودت أن أفعل ما أريده، فى كل الأحول الناس لن ترحم أحد، وسهام النقد سوف توجه إليّ سواء ارتديت الحجاب او المايوه البكينى، ولذلك فإننى أتصرف بطبيعتى، أرفض القيود، ومغرمة بالبحر والحرية والسهر، والذهاب إلى الحفلات التى تمنحنى قدرا من الشعور بالبهجة، أرقص وأغنى مع المطربين أو فى حفلات «الدى جي»، ولا أجد فى ذلك عيبا.


ويتعجب كيمو رأفت (25 سنة) من الذين يهاجمون شباب الساحل بسبب اللبس أو الرقص، وينصحنا بان نطلع على الثقافات الغربية، ويقول: أسافر إلى أوروبا مع أسرتى من وقت لآخر، كل شخص هناك يفعل ما يشاء دون أن يجد من يلومه، أو يتطفل عليه، ويضيف: اللبس مسألة شخصية جدا، وكذلك السهر والرقص والحياة المفتوحة، كل شخص يفعل ما يناسبه وليس من حق أحد أن يتدخل فى حياتى بحجة النصح والإرشاد.. ويختتم كلامه بقوله: الحياة حلوة وسهلة خلينا نعيشها من غير عقد، وأمراض نفسية.


وتصف سارة حسن (30 سنة) ما رأته أمامها فى الساحل بالمهزلة، وهى تتحدث عن بنات أقل من 20 سنة يرتدين ملابس أكبر من سنهن ويفعلن ما يردن دون خجل، وكأن أخلاقهن هى الأخرى تقضى إجازة، وتتساءل: أين الرقابة الأبوية؟.. أين ذهبت القيم التى تربينا عليها، وكيف لا يشعر هؤلاء بالذنب مما يفعلنه كل يوم؟  


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة