فرفش كده
فرفش كده


فرفش كده | اسمه أناند

الأخبار

الخميس، 02 سبتمبر 2021 - 06:45 م

رامى حمدى

كانت محاولات الصغر البريئة لأى تحايل تصطدم بمقولة «انت فاكرنى هندى ولا إيه؟»، تبدو كوجه آخر لعملة الجهل. ظلت الجملة فى رأسى حتى عملت بشركة هندية بدبى وقابلت أناند شارما. 
على عكس مديرى السابق الجاهل الفهلوى، كان مديراً بعيون تشع ذكاء، لا يفهم معنى «الأسفنة». نتحدث فى كل المواضيع، أحدها كان عن كيف قدمت السينما الهندية نظام تعليمهم الذى كان يفخر به. نصحنى بمشاهدة فيلم «الثلاثين السوبر». سألنى بالمثل، فلم أعرف كيف أخبره أن فيلمى المفضل عن التعليم يحمل إسم «لا مؤاخذة»!  
أخبرته ساخراً أن عندنا فيلم رعب شهير إسمه الثانوية العامة، ضحك ولم يفهم شيئاً. لا أدرى لماذا تذكرته حين قرأت بوستاً يعلق على نتائج الثانوية يقول:»مش مهم جبت 90% جبت 70% جبت 40%، الشاطر اللى هيعرف يجيب الفلوس فى الآخر». اتصلت بالرجل وسألته سؤالاً مباشراً. هل جعل التعليم منه هذا الشخص المحترف «الكسِّيب»؟ 
رد بإيميل مطول قائلاً: 
«عزيزى رامى.. 
الاحترافية تعنى إجادة فعل الشيء الصحيح، فهو سلوك يحدده الناس بطرقهم الفريدة. مثلاً امتنع عن استخدام الألفاظ البذيئة، قدم المساعدة، ابق إيجابيًا دائمًا، لا تخفى أخطاءك أبدًا، قاتل بنزاهة، لا تكذب. هذه بديهيات يزرعها التعليم لتصبح محترفاً.  
وعلى عكس الدراسة الهادفة للحصول على مؤهل فقط فى بعض الدول، تظل الحياة مستمرة بنمط تصاعدى من الاختبارات. فنهاية المدرسة أو الجامعة لا ينهى التقييم. فالعمل بيئة تعليمية تنافسية ومكثفة بنفس القدر. وسواء أحببنا ذلك أم لا، فيتم باستمرار الحكم على الموظفين بناءً على قدراتهم ومقارنتهم مع أقرانهم.  

وللأسف فنحن نقضى 12 سنة فى حياتنا نتعلم أشياء لا نستخدمها فى حياتنا اليومية. العامين الماضيين كانا كافيين لمعرفة مدى هشاشة النظم التعليمية التى تعتمد على التلقين فقط، فيروس صغير أصاب احترافيتها الزائفة فى مقتل. 
المجتمعات السوية تزرع التعلم من البيت ثم البيئة، فمثلاً: نتابع كيف يفعل آباؤنا الأشياء إذا كانت فقط بشكل صحيح. ونشاهد المؤثرين داخل دائرتنا، أليس كذلك؟ من هنا يتكون مفهومنا عن الأشخاص الناجحين، ونحاول فهم كيفية احتفاظهم بالتركيز وشغف النجاح. فالفكرة إذن هى التعلم المستمر دون التفكير فى النتيجة. هذا أيضاً احتراف. 
من هنا تتكون لديك الخبرة المكتسبة من الحضور فى المدرسة أو الكلية، وبعدها ستجد بالتأكيد فى طريقك مديراً ناجحاً يجعلك تتابع تعليمك بشغف، حتى تصبح أنت نفسك قدوة يتعلم منك الآخرين وتلك هى الرسالة الأسمى للبشرية». 
فكرت وأنا أقرأ أن التعليم والإدارة فعلاً «فن، مش عن عن» وما بين جملتى «تف على قبرى لو فلحت» والتى قالها لى دكتور جامعى، و»محدش هيبص عليك علشان هتفضل فاشل» وقالها «حتة» مدير. يظل مصدر إلهامى ونجاحى رجل هندى دائم التعلم، اسمه أناند.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة