هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

فى مسألة التعميم

أخبار اليوم

الجمعة، 03 سبتمبر 2021 - 06:27 م

 

يصعب أن تخوض حديثا مع أحد فى أى شأن دون أن تجده يطلق حكما عاما على الأشياء والأشخاص دون برهان مؤكد أو سند من المنطق، وهو سلوك يكاد يصل إلى حد الظاهرة لانتشاره بشكل مطرد ومستمر رغم ما يحمله من ظلم ومغالطة تجانب الصواب تماما، لأن تعميم إطلاق حكم فى أى مسألة هو سعى للقفز إلى استنتاج خاطئ دون تدقيق، وتغليب الأهواء الشخصية على الحكم العادل المنصف.


ويبدو هذا أكثر وضوحا عند تناول سير الشخصيات التاريخية، والزعماء والرؤساء، فتجد من يخبرك بكل ثقة أن هذا أو ذاك لم يفعل شيئا، وأن فترة حكمه كانت سيئة فى كل شيئ على الإطلاق، أو كانت جيدة على الإطلاق، وهى أحكام تفتقر للمنطق لأن كل شخص يخطئ أحيانا ويصيب أحيانا، والحكم الصحيح على ما فعله يوجب الإلمام بالظروف والملابسات التى أحاطت بهذا الفعل، والقدرة على تقييم الآثار الإيجابية لبعض الأفعال، والآثار السلبية لبعضها الآخر.


كما يبدو هذا جليا فى عالم كرة القدم التى تحفل بالتعصب الأعمى من مناصرى فريق ضد مناصرى الفريق المنافس، تصل إلى درجة إطلاق صفات معيبة وسباب وشتائم غير لائقة، والمبالغة فى تعميم الحكم على فريق بأنه فاشل دائما أو ناجح دائما، رغم أن هدف الرياضة الأول التنافس الشريف لتحقيق الأهداف وهو مايحتمل الفوز أو الخسارة فى كل مرة، وقبول النتائج بروح رياضية، ولكن هذه الروح كادت تختفى خلال السنوات الماضية، ليحل محلها إذكاء نيران التعصب الذى تساهم فيه بعض إصدارات من الصحافة والإعلام الرياضى بما لايليق بها ولا بدورها المفترض فى نشر الثقافة والروح الرياضية.


قرأت مقولة نسبت إلى شكسبير تقول: (لا يعمم إلا الأغبياء) ولكنى أدرك أن هناك أذكياء أيضا يلجأون لتعميم أحكامهم فى أى مناقشة، لأنها أصبحت عادة فكرية واجتماعية، وأعتقد أن محاولة التخلص منها جزء من مقاومة التعصب الذى يسرى فى المجتمع.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة