د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى


تحياتى

نحو تعزيز الوعى المجتمعى (١)

حسن عماد مكاوي

الجمعة، 03 سبتمبر 2021 - 08:05 م

كلمة الوعى فى اللغة تدل على الفهم وسلامة الإدراك فى تلقى الرسائل اللفظية وغير اللفظية من المحيط الاجتماعى والاحتفاظ بها وتبادلها مع الغير.
وقبل أن نتحدث عن الوعى، لابد أن نعود خطوة إلى الوراء لكى نحدد معنى الإدراك باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الوعي. ويمكن تعريف الإدراك بأنه القدرة على معالجة المعلومات التى يستقبلها الفرد عن طريق الحواس المختلفة، وهناك ثلاث مراحل يمر بها الفرد لتحقيق الإدراك، هى الاختيار، والتنظيم، والتفسير للمعلومات. وفيما يتعلق بالاختيار نلاحظ أن الفرد يتلقى كما هائلا من الرسائل والمعلومات من محيطه الاجتماعي، وقد تتجاوز كمية المحفزات اليومية قدرة الفرد على الاستيعاب، وبالتالى عليه اختيار المعلومات التى يجب أن يدركها، ويتوقف هذا الاختيار على قوة الانتباه والاحتياجات والتفضيلات والتجارب الذاتية. أما التنظيم فيعنى أن الإنسان لا يستقبل الرسائل أو المحفزات ويتأثر بها مباشرة، وإنما يقوم بعمليات تنقيح وتنقية للمعلومات، حسب سماته النفسية والاجتماعية ومستوى تعليمه واتجاهاته، وبالتالى يقوم العقل بتنظيم المعلومات المتشابهة أو المترابطة فى سياق له مغزي. أما التفسير فيقصد به ربط المعلومات الجديدة التى يتلقاها الفرد بخبراته السابقة وتوقعاته. وفى بعض الظروف قد لا يعكس الإدراك الحقائق أو الوقائع لأسباب فسيولوجية أو معرفية، كما هو الحال فى حالات تناول المخدرات أو الهلاوس الصوتية أو البصرية، أو أى تحريف فى شكل الرسالة المدركة أو مضمونها، وهو ما يطلق عليه علماء الاتصال عامل « التشويش» الذى يحدث أثناء عملية نقل الأفكار فى رموز ذات معني، وللحديث بقية..
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة