حديقة الأسماك تتميز بتصميم رائع
حديقة الأسماك تتميز بتصميم رائع


حدائق مصر تفتح أبوابها للتطوير.. الاستفادة من الحدائق والمتنزهات لتضاهى المزارات العالمية

«الأسماك» تنتظر قبلة الحياة

محمد وهدان- محمد العراقي- هويدا أحمد

السبت، 04 سبتمبر 2021 - 06:48 م

 

جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقيام وزارة الزراعة بتطوير الأصول المملوكة لها من الحدائق والمتنزهات، بمثابة طوق نجاة لإنقاذها بعد أن طالتها أيدى الإهمال على مدار سنوات عدة، حيث وجه الرئيس بأن يكون التطوير بالشراكة مع الخبرات الأجنبية العريقة فى هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالإدارة والتشغيل، بهدف التطوير وتعظيم الاستفادة من تلك الأصول والارتقاء بها لتضاهى نظيرتها العالمية.. «الحدائق التاريخية» فى السنوات الأخيرة عانت من الإهمال.. اختفت ملامحها بسبب الزحف العمرانى والكتل السكنية غير المخططة، أشجار نادرة.. ومبان أثرية ذات قيمة فريدة.. وحيوانات لايوجد لها مثيل بالعالم، فمن الأورمان إلى حديقة الحيوان بالجيزة، والأزبكية، والأندلس، وحتى الأسماك .. كانت فى يوم ما «فسحة» الملوك والرؤساء وضيوف مصر من مختلف دول العالم.. أما الآن فقد وصل حال الكثير من هذه الحدائق إلى طريق مسدود.. تجد قطار التطوير قد وصل بالفعل تارة ولكنه يستريح بين الحين والآخر ليلتقط أنفاسه تارة أخرى.. فى وتيرة بطيئة على الرغم من عراقة تلك الحدائق التى مرت بفترات عصيبة، تتبع عدة جهات وليست جهة واحدة، لذا تحتاج إلى التأهيل والتطوير بشكل سريع حتى لا تغرق فى بحور الإهمال وحتى لا يتعطل قطار التجديد فى مستنقع الروتين.

الأخبار فتحت هذا الملف ووجهت الأسئلة للخبراء والمتخصصين لمعرفة كيفية تطوير هذه الحدائق وتعظيمها والاستفادة منها.

منذ أكثر من 150 عاما قرر الخديو إسماعيل إنشاء حديقة أسماك فريدة من نوعها فكانت حديقة جبلاية الأسماك .. كان ليس لها مثيل فى العالم ذاك الوقت، واستعان الخديو بمسيو ألفاندو والذى كان مدير المتنزهات فى باريس وقتها لتصميم وإنشاء جبلاية بالتعاون مع مهندسين أتراك، وافتتحت الحديقة عام 1867 بالتزامن مع افتتاح قناة السويس وقتها، 1902 فتحت للجمهور، وأغلقت فترات طويلة، فقد أغلقها الملك فاروق أثناء الحرب العالمية وأغلقت أيضا عام 1936 حتى عام 1983 ، واخر ترميم حدث فيها كان فى فترة التسعينيات وفتحت من وقتها وحتى الآن.

حديقة الأسماك تتميز بتصميم رائع، وتم استخدام مواد بناء مميزة فى تصاميمها، منها الطين الاسوانلى المخلوط بمادة الأسروميل والرمل الأحمر بالإضافة للطوب المصنوع من خليط من الطين الاسوانلى والمواد الداعمة الصلبة لإنشاء تكوينات معمارية على هيئة خياشيم الأسماك، وبالتالى أصبح تصميم الجبلاية على شكل سمكة، مما جعل المنظر العام للجبلاية فى منتهى الروعة والجمال، وتبلغ مساحتها مضافا إليها مجموعة الحدائق النباتية المجاورة لها نحو 9 أفدنة ونصف الفدان، وتغلب عليها المساحات الخضراء من أشجار ونباتات زينة واحواض الأسماك النادرة.

اليوم وبعد كل هذه السنوات وصل حال حديقة الأسماك والتى تم تسجيلها من قبل وزارة الآثار ضمن الآثار الإسلامية والقبطية إلى نفق مسدود وتعانى الإهمال لضعف الخدمات التى تقدم للزائرين، فلم تعد تتمتع بكثافة محبيها، فى ظل حالة الهلع التى تنتاب المصريين جراء وباء «فيروس كورونا»، فضلا عن أن المدارس التى كانت تنظم لها رحلات مدرسية أصبحت تحجم عنها، وقاية لطلابها. وعلاوة على ذلك فإن كثيرين من المصريين لا يعرفون الحديقة، ويؤكد مواطنون من سكان القاهرة الكبرى أنهم لم يسمعوا أصلا عن مثل هذه الحديقة، وأنهم فقط لا يعرفون سوى حديقة الحيوان بالجيزة الآن تضم الحديقة أكثر من 49 حوضا للأسماك المتنوعة، منها الأسماك النادرة مثل النيلية والبحرية، وكذلك أسماك الزينة، والأخرى المحنطة وهناك الكثير من تلك الأسماك باتت فى طى النسيان واختفت من الحديقة تماما، كما تلوث الجدول المائى الصغير والذى يتوسط الحديقة ليصبح أشبه بالمقبرة لايسبح فيه أى كائن حى إلا ما ندر.

ويقول على زين أحد زائرى الحديقة: «إحنا كل أما نيجى نسأل فين السمك ومش بنلاقى حاجة فى الأحواض فبنمشى»، فيما كشف مدير الحديقة الذى رفض عن فصح هويته فى البداية بأن معظم الأسماك النادرة التى كانت متوافرة سابقا بالحديقة تم تحنيطها بالفورمالين، وتمنى أن يكون هناك إمكانية لعودة تلك الأسماك النادرة مرة أخرى إلى الحديقة..

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة