جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

ماذا عن مقولة مبارك الشهيرة «اللى متغطى بأمريكا.. عريان» ؟

جلال دويدار

السبت، 04 سبتمبر 2021 - 07:08 م

معنى هذا المثل تجسده الاحداث والازمات التى يروح ضحيتها تلك الانظمة التى تقع ضحية الاعتماد على الدعم والمساندة الامريكية. هذه المنظومة التى اثبتت فشلها.. تتمثل فى العديد من الدول بمناطق العالم المختلفة.
إن من بينها فيتنام وكوريا والعراق وآخرها أفغانستان. إن لكل واحدة من هذه الدول حكاية ورواية مع التدخل والوجود الامريكى الى درجة الاحتلال الكامل. فى كل مرة تقدم امريكا على الانسحاب اما تنفيذا لقرار سياسى داخلى واما ادراكا للهزيمة أوعدم القدرة على الحفاظ على  تواجدها.  
تمويل هذه العمليات ادت الى تحمل الموازنة الامريكية مئات المليارات من الدولارات. إنها فى النهاية تذهب سدى نتيجة الاستراتيجيات السياسية الفاشلة التى لا تضع فى اعتبارها مصالح وسيادة ورغبة وإرادة شعوب هذه الدول. النتيجة الحتمية هى تعرضها وتعرض هذه الدول الضحايا.. للدمار  ولكوارث لا حصر لها.  
إن التعامل الامريكى مع إسرائيل هو الاستثناء الوحيد من هذا الوضع. إن ذلك يحدث نتيجة السيطرة الإسرائيلية على مقاليد السياسة الامريكية داخليا وخارجيا.
 هذا الواقع الأليم كان محور التقرير الذى بثته إذاعة (بى بى سى) البريطانية من عدة أيام. الإذاعة استشهدت فى هذا التقرير.. بمقولة الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك الذى تضمنت (اللى متغطى بأمريكا عريان).
جاء ذلك من جانبه.. تعليقا على تآمر أمريكا  لإسقاطه. هذه المقولة المثل -وفقا لما ذكرت الـ (بى بى سى)- تبناها فى ذلك الوقت.. وزير الخارجية المصرى الأسبق وأمين عام الجامعة العربية حاليا السفير أحمد أبو الغيط فى تصريحاته وتعليماته.
أشارت الإذاعة البريطانية إلى أنه من الطبيعى أن يثير هذا الخروج الامريكى من افغانستان وبهذه الصورة المفاجئة والمخزية.. قلق حلفاء امريكا وخشية من ان تتخلى امريكا عنهم مثلما فعلت مع افغانستان. إن هذا سوف يدفع هؤلاء الحلفاء للتفكير فى إعادة الحسابات. إنها وفى هذا الإطار ستعمل على إيجاد حلول لخلافاتها الاقليمية والسعى الى تحالفات توفر لها الحماية البديلة للخروج الامريكي. أشاع  انسحاب واشنطن من افغانستان ابتهاج المعسكر المعادى لأمريكا وفى مقدمته نظام ملالى ايران.
(بى بى سى) أضافت أنه ومن ناحية اخرى فإن اسرائيل الحليف المدلل لامريكا والمسيطر على  مقاليد سياستها عمدت الى استغلال هذا الخذلان الامريكي. إنها لجأت الى طرح نفسها حليفا بديلا.
من المؤكد أن أمريكا دولة القطب الواحد والتى تتمتع بثراء وديون بلا حدود.. يمكنها ان تحظى برضاء دول وشعوب العالم. إن ذلك مرهون بتبنى سياسات عادلة ومتوازنة. إن عليها فى نفس الوقت ان تكتسب الصداقة والعلاقات الطيبة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية مع العمل على تقديم العون   والمساعدة المجردة تحقيقا للآمال والطمومات والأحلام.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة