الزميل ياسين محمد عباس
الزميل ياسين محمد عباس


«الأخبار» تكتب| في رثاء الخلوق الراحل «ياسين محمد» إلى مثواه الأخير

الأخبار

الإثنين، 06 سبتمبر 2021 - 06:30 م

 شيعت «الأخبار» صباح اليوم ابنا من أبنائها البارين إلى مثواه الأخير وهو الزميل ياسين محمد عباس سكرتير تحرير الجريدة الذى وافته المنية مساء أمس داخل حجرة العناية المركزة بمستشفى عين شمس التخصصى بعد صراع قصير مع المرض امتد من فجر الخميس الماضى.

والراحل أتم عامه الـ 29 فى يونيو الماضى وكان قد التحق بالعمل فى الأخبار عام 2012 عقب تخرجه من قسم الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم وعمل بقسم الإخراج الصحفى الذى عين فيه عام 2014 ليلتحق بعضوية نقابة الصحفيين بعدها بشهور قليلة.

ونظراً لتفانيه فى أداء عمله فقد تمت ترقيته ترقية استثنائية فى عام 2018  إلى وظيفة نائب رئيس قسم الإخراج الصحفى، كما تم اختياره بمعرفة مجلس تحرير الجريدة 3 مرات ليكون المحرر المثالى للجريدة. كان آخرها قبل دخوله المستشفى بساعات قليلة.

وقد شارك الراحل خلال مدة عمله القصيرة فى تطوير شكل جريدة الأخبار مرتين الأولى فى 2017 والثانية مطلع العام الحالى حيث أسندت إليه مهمة إعادة تطوير صفحات الرأى والأخيرة وبعض الصفحات والملاحق الأسبوعية.

وتتقبل أسرة تحرير الأخبار العزاء فى الراحل مساء بعد غد الأربعاء داخل سرادق العزاء المقام بجوار مبنى الجريدة عقب صلاة المغرب، ونتوجه إلى الله بأكف الضراعة أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله ومحبيه وذويه الصبر والسلوان.

رحمات الله عليك

كتب: خالد ميري

فى صلاة الجنازة يحيط بنا السكون، لحظات نخرج فيها من الدنيا بكل ما فيها وننظر بعين القلب إلى القادم، حيث القبر سيضم الجسد فى انتظار البعث والحساب.
 بالأمس لم أكن قادرًا على أن أصدق بعد، أن جسد ياسين أمامى، إننا نصلى عليه الصلاة الأخيرة، لكن العزاء كان ومازال أنه انتقل إلى يدى رحمن الدنيا والآخرة.
 كالملائكة عبر، كالنسمة مر، وترك أثرا من الحب والصداقة داخلنا جميعًا، ١٠ سنوات قضاها بيننا لا تسمع له صوتًا إلا همسًا ولا ينطق إلا كلمة حاضر، ولا ينظر إلا ضاحكًا ولا يمل من السماع، رحمك الله زميلى وصديقى العزيز، أنت الآن بأمر الله وإذنه حيث يجب أن تكون، تحفك الملائكة وإلى الجنة ستسير.
 اللهم ابدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله، اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واجعل دعاءنا له فى ميزان حسناته.
 رحمك الله يا ياسين وألحقنا بك على خير.

ما الذى بينك وبين الله ؟

كتب: جمال حسين

 هل لك سرعند الله ؟ هل انت انسان مثلنا ام انك ملاك يمشى على الأرض وكان لزاما ان ترحل سريعا ؟ ماذا زرعت لتحصد كل هذا الحب وهذه الملحمة التى شهدناها فى المستشفى وفى صلاة الجنازة ؟ لماذا تعجلت الرحيل ايها الخلوق التقى الصوام القوام ؟ لماذا عشت فى صمت وفارقتنا فى هدوء ؟عرفته قبل ١٠ سنوات عندما دخل صالة تحرير الاخبار متدربا .. وجدته مختلفا فى كل شيء..شديد الادب كثير الخجل كريم الخلق بشوش الوجه عف اللسان خفيض الصوت لا يتحدث الاهمسا ولا ينطق الا صدقا ..ظننا وبعض الظن اثم انها حمى البدايات لاستدرار عطف الزملاء والقيادات لكنه خيب الظنون وجنن العقول فلم نضبطه مرة متلبسا بالكذب اوالغش اوالتدليس اوالنفاق ولم نره مرة شتاما ولا سبابا ولا همازا ولا غمازا ولا مشاء بين الناس بنميم

احترنا فى امرك ودارت المراهنات بين شباب الصحفيين زملائك ايهم يستطيع اخراج ياسين عن شعوره او يجذبه ولو لثوانى عما يخالف معتقداته وظنونه لكن محاولاتهم باءت بالفشل وظل ياسين قابضا على مثالياته لم يتزحزح عنها قيد انمله ولان مثلك لا يجب ان يكون بيننا اثرت الرحيل فى هدوء ..قبل ايام قليلة كان يملا صالة تحرير الاخبارحيوية ونشاطا دون ان يدرى ان كرات دمه الحمراء والبيضاء تتقاتل داخل شرايينه واوردته ثم انتقلت المعركة الى تجويف المخ وخارت قواه وراح فى غيبوبة ..هنا اصبحت مستشفى عين شمس التخصصى قبلة ابناء اخبار اليوم الذين هرعوا الى هناك حيث يرقد ياسين ..احتشد الجميع خلف الحاجز الزجاجى لحجرة الرعاية المركزة الممدد بها ياسين بوجهه الملائكى المختفى خلف خراطيم التنفس الصناعى .. كل منا يسترق نظرة يتمنى الا تكون الاخيرة ثم يعود منهارا.. التقارير الطبية اكدت ان قطار عمر ياسين وصل الى محطته الاخيرة وان « اللوكيميا « كتبت كلمة النهاية ليلقى ياسين وجه رب كريم انا لفراقك يا عريس الجنة لمحزونون

ياسين «الملاك»

كتب: طاهر قابيل

«إنا لله وإنا إليه راجعون « صدق الله العظيم «الذى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور «ُعرفت الزميل الشاب ياسين محمد عباس منذ تخرجه فى أكاديمية «أخبار اليوم» والتحاقه سكرتيراً للتحرير ..تقابلنا مرات كثيرة كان نعم الشباب من ضم فريقاً منهم بث فى نفوسنا الطمأنينة على جيل المستقبل الذى يواصل حمل راية الإعلام وتميز صحيفتنا الغراء تحريراً وإخراجاً ..لقد كان مبدعاً فى خطوطه التى تخرج الموضوعات والتقارير بشكل جمالى لمسه كل من يقرأ «الأخبار» ..لم يكن ياسين فقط فناناً فى مهنته بل من أدب من رأيت .. ودائما نشيطاً لا يقول عن أمراً كلف به إلا حاضر ونعم حتى لو كان فوق طاقته ..لم أسمع منه أى كلمة فى حق زميل أو ينظر إلى ما رزق الله غيره من ميزات أو رزق ..كان دائماً حامداً وشكوراً حتى إن لم يعط حقه ..شاركته فى أكثر من عمل ورغم أنه أصغر منى بأعوام كثيرة إلا أنى تعلمت من «ياسين» الذى يتصف بصفات «الملائكة» ولم يرد لى أو لغيرى طلباً ويمشى «الهوينا» فى هدوء وبنفس صافية يسبق لسانه الابتسامة ..رحمة الله عليك أيها «الملاك» ورزقك فسيح جناته والفردوس الأعلى ..أنتم السابقون ونحن اللاحقون.

.. وسكن الهدوء

كتب: أحمد شلبي

كان نسمة عابرة عطرة تشعر بوجودها رغم الصمت المخيم على شخصيته.. كان ابتسامة تلقى بفوحها كلما التقت العيون تسعد المتلقى أكثر من صاحبها.. كان لايتذمر من تكاليف العمل ولايشعرنا بارهاقه من ساعات العمل الطويلة، الالتزام صفته والخلق الرفيع عنوانه.
اننا لفراقك ياياسين لمحزونون ولكنها ارادة الله التى اسكنت هدوءك وكم سنشتاق لك كلما مررنا على مكتبك أو فى ممرات اللقاء وسنشعر انك معنا بروحك وابتسامتك والراحة التى كنت تبثها فى وجوهنا من سلامك.
عشت هادئا وفراقك ايضا كان هادئا لم يستغرق سوى أيام معدودة وكأنك تركت الدنيا لتكمل رحلة الهدوء والسكينة.
ربنا يرحمك أيها العزيز الغالى.. الابن والصديق والأخ ياسين.

الملائكة عندما تسكن الأرض

كتب: سعيد الخولي

 عندما أراد الله خلق الإنسان ليعمر الأرض قالت له الملائكة «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إنى أعلم ما لا تعلمون».
 اعترض الملائكة وظنوا أن كل بنى آدم مفسدون سفاكون للدماء، لكن الخالق الأعظم يعلم ما لا يعلمون، نعم يعلم أن ملائكته يعبدونه لا يعصون له أمرا ولا ينتهكون له نهيا، غير أنهم خلقوا لذلك ولا يعرفون غير ذلك، أما الإنسان صاحب العقل فقد حمل ما تنوء به نفسه؛ حمل المسئولية وارتضاها مختارا غير مكره، ومنه من حملها وعمل بها وصار بين الناس ملاكا مختارا عاقلا يدفع بالحسنة تسبقه إلى كل عمل يأتيه وكل إنسى يتعامل معه، طهارة نفسه لا تدرك معنى الدنس ولا تتخيل أن تلك الخصلة تسكن نفوس غيره من البشر، وقد لا تتحمل تلك النفس السوية ما تراه من أدران تتعلق بغيرها فتمضى بصاحبها هامسا مبتسما لا يعلو له صوت ولا يعرف ماهية الصخب والغضب.
 نعم هم آدميون يسيرون بين الناس ويسكنون الأرض بفضيلة الملاك وعقل الإنسان، لكنهم فى الغالب تضن بهم الحياة على من حولهم وتراهم غرباء بين البرايا وتأسى لتلك الغربة ليكون المستقر بباطن الأرض قريبا حيث يذهبون بطهرهم قبل أن تنال منهم وعثاء السفر الطويل فى حياة كلها تعب، وصفها الحق بقوله «لقد خلقنا الإنسان فى كبد»، وعبر عنها المعرى فى بيته الشهير «تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب فى ازدياد».
.... رحمك الله يا ياسين فقد كنت من هؤلاء الملائكة السائرين بين الناس وضنت بك الحياة وأشفقت عليك من وعثاء الرحلة حين تطول فذهبت بسجيتك وطهرك إلى حيث لا تعب ولا نصب ولا أناس ممن وصفتهم الملائكة بالفساد وسفك الدماء.

وجع القلوب

كتب: محمد عبدالواحد

اه ياوجع القلوب أصبح الحزن يخيم علينا وكأنه لايريد أن يفارقنا بالأمس فقدت اخى محمد ابو ذكرى واليوم ابنى ياسين محمد
لا يحاول أن تتغير ملامحه عندما يحاول أى إنسان اثارته بالعكس يزداد وسامة وجمالا لتبسمه ، اتمتم بكلمات داعيا المولى عز وجل ان يصرف عنه عيونهم.
وكلما دأب فى العمل زادت الأحمال عليه فهو لا يرفض شيئًا وكل إليه فمردوده دائما حاضر حاضر فأجد نفسى  مشفقا  عليه اما مزاحا بالسؤال عن زوجته رغم أنه لم يتزوج فيرد على مسرعا خربة الدنيا وأكمل مزاحى معه لازم تجبها يا ياسين وتيجى تزورنا فيبتسم وهو يقول حاضر ومرة أخرى اعرض عليه أن يغادر العمل لتأخره ليرتاح جسده لطول يومه فهو يعمل من الصباح حتى منتصف الليل  فيقول:  ثوانى وغالبا ماتكون ساعات ويختفى فجأة من أمامى وعندما أبحث عنه لأقدم إليه خدمة بسيطة وهى توصيلة بسيارة المؤسسة لاأجده وعندما اتصل للاطمئنان عليه يتعلل بألف حجة كان ورائى مشوار أو نزلت مسرعا وركبت مواصلات رغم أنه يغادر متأخرا أى بعد الساعة الواحدة ليلا فيحسد أيضا  على اخلاصه ونقائه.
 واليوم أقول لك تركتنى دون وداع كعادتك وان ابحث عنك لكن مثلك ياحبيبى لا يودع لأنك تسكن القلوب ومن الصعب أن يجود الزمان بمثلك  ولا أقول لك ابنى وحبيبى وداعا بل إلى لقاء فى جنة الخلد .

آآآآآآه يا ياسين

كتب: عبدالمنعم فراج

اعتصر قلبى ألما عند سماعى خبر رحيلك وكأنى طعنت بخنجر فأدماه، لا أدرى ماذا أفعل فى حياتى هذه ولن أراك فيها، وكيف اعيش بلا روح، فأنت روحى التى أعيش بها، أنت ابتسامتى التى ترتسم على شفتاى، كنت  ملكا  يا ياسين تجسد فى صورة إنسان ، لم ار مثلك فى حياتى، علمتنى الطيبة والأدب، علمتنى كيف أجبر الناس على احترامى، فأنت مدرسة كبيرة فى الأخلاق، لكن للأسف الشديد رحلت عنى وتركتنى وحيدا فى دنيا لا تعرف شيئا عن الأخلاق، دنيا مليئة بالمعاصى والذنوب، دنيا فاترة ليس لها طعم دونك، اشتقت إليك ولم أجد إلا صورتك الجميلة  أنظر إليها لعلها تعيننى فى أن أعيش بقية حياتى حتى أراك....رحمك الله يا رمزا  للأخلاق الكريمة وأسكنك الله فسيح جناته وجمعك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

لا تسمع إلا همسًا

كتب: مدحت محمد سعيد

 بكلمات قليلة يسأل عن الشغل، ركن الأطفال خلص؟ عينى يا ياسين. علِّى صوتك شوية أذنى بعافية.. ونضحك، ملء وجهه ابتسامة رائقة وخجل يليق بهذا النسيم الذى رطب خدنا لمدة لعلها قصرت بالنسبة لنا وانتهت بقدرة الخالق الذى ندعوه أن يسكنه فسيح جناته وينزله منزل صدق..  ذهب الذى كنت تتمناه ابنا لك لفرط أدبه ودأبه على العمل وحلو الابتسام الذى لا تسمعه إلا همسًا..
 ياسين لن تبرح قلوبنا ولن يكف دعاؤنا لك بالرحمة والمغفرة.. و»إنا لله وإنا إليه راجعون».

رحل الملاك وبقيت السيرة

كتب: أحمد داود

هبوط حاد بالدورة الدموية وخلل بالوظائف الحيوية، وتوقف عضلة القلب، ومحاولات لإنعاش القلب، والرئة ولكن دون جدوى وكانت الوفاة نتيجة ورم بالنخاع الشوكى ونزيف حاد بالمخ.. هذه أسباب وفاتك يا ياسين والله لو علمت هذه الأمراض معدنك الطيب ماكانت لتصيبك يا ملاك الأرض ولكنها إرادة الله الذى أحب لقاءك لتكون بإذن الله مع الشهداء والصديقين .. فالحقيقة الجلية هى انه ليس لك مكانا بيننا فأخلاقك وصفاتك مكانها فى السموات العلى.
استرح يا ياسين وارقد فى سلام.. واترك لنا الدنيا البالية واذكرنا عند ربك عسى أن يحسن خاتمتنا وينعم علينا بما أنعم عليك من حب الناس الذى لا يضاهيه إلا حب الخالق رحل الملاك وبقيت السيرة.

الأنقياء لا يرحلون

كتبت: حسنات الحكيم

 شاب مبتسم هادئ نقى كريم الخلق لا يعترض على شىء، ينفذ عمله بحب وإتقان.. كل من حوله كان يعرف أنه راق فى أخلاقه وابن بار بوالديه وصديق مخلص.. يحضرنى صوته الهادئ عبر الهاتف الأسبوع الماضى: «اتفضلى يا أستاذة حسنات ابعتى المادة والصور انا جاهز أنفذ باب أطفالنا».. وظهر يوم الأربعاء الماضى بحثت عنه فلم أجده فى صالة التحرير على غير العادة فاتصلت به فأجابنى بصوته الهادئ الجميل معتذرا بأنه فى اجازة لعمل بعض التحاليل وعندما شعر بقلقى عليه قال: «لا تقلقى.. حاجة بسيطة أنا بخير ابعتى الشغل أحب أقراه وأستمتع به قبل الاطفال».. وبالفعل ارسلت له الشغل وتابع هو تنفيذ الباب وأرسله لى وفى اليوم التالى اتصلت لكى أطمئن عليه فجاء صوت والده الاستاذ الفاضل محمد عباس ليخبرنى أن ياسين فى الرعاية المركزة وفى حالة حرجة.. لم أستوعب كيف حدث هذا فجأة ودعوت الله مع كل محبى ياسين ان يتم شفاءه ويعود الينا سالما ولكن جاء خبر رحيله صدمة كبيرة لا أستطيع ان أصف شعورى بها.. عقلى رفض أن يستوعب رحيل ياسين فقد كنت اعتقد أن الانقياء لا يرحلون، لكنى رجعت وذكرت الآية الكريمة «كل من عليها فان» ولم أشعر إلا ويد أولادى تمسح دموعى التى اتخذت من وجهى مجرى لها..    وداعا أيها النبيل.

ملاك يمشى على الأرض

كتب: محي الدين عبدالغفار

ياسين لم أشاهد شاباً مثله على مدار عمرى أنه ملاك يمشى على الأرض يتكلم همساً كلمة حاضر لا تفارقه صوته تكاد تسمعه بصعوبة الأسبوع الماضى طلبت منه أن يساعدنى فى التعامل مع الكمبيوتر ووجدته يمشى ويتألم وأخبرنى بأنه يعانى من شىء ما وتحمل حتى وصل الأمر إلى معاناته فى المشى وتطورت الأحداث بسرعة رهيبة وفقد الأطباء السيطرة عليها حتى صعدت روحه إلى السماء .
ياسين ملاك يعيش على الأرض لم يتزوج رغم طلب والده بأن يختار العروسة التى تناسبه ولكنه كان يرفض ويبدو أنه مصمم على الزواج من حور العين حيث الجمال الربانى ،ياسين أبكيتنى كثيرا ذهبت إلى والدك بعد معرفة الوفاة وجدته يبكى مثلى تماماً ولكنه واثق من أن الفردوس الأعلى هى مستقرك وستتزوج من الحور العين وأن الملائكة سيزفوك إلى الفردوس الأعلى .
سأفتقدك كثيرا يا ياسين ولكن مايصبرنى أنك فى دنيا أحسن وأفضل مما نحن فيه فأنت ملاك فى صورة إنسان يمشى على الأرض .

ياسين.. أنت تنتمى إلى الجنة

كتب: حاتم محمود

 وكأنك يا ياسين آثرت ألا يطول بك المقام معنا فى هذه الدنيا الفانية.. فأنت لم تكن من السكان الأصليين لهذا الكوكب.. بل أنت تنتمى إلى الجنة.
كنت تملأ صالة تحرير الأخبار حيوية ونشاطاً.. تعمل فى هدوء وفى صمت مهما كان حجم العمل.. لم تتذمر يوماً مهما كانت الضغوط..  إبتسامتك الجميلة كانت جواز مرور إلى قلوب كل زملائك فى الأخبار..
ياسين.. لقد تركت فى قلب كل من تعامل معك..
نم قرير العين آمنا مطمئناً.. تحملك ملائكة الرحمة إلى عليين..وداعاً يا ياسين وإلى لقاء.

ابن موت

كتب عماد المصري

سبحان الله.. لم نر الملائكة،  لكننا رأيناه يمشى بيننا،  شاباً رياضياً لم يكمل العقد الثالث فى عمره،  مصدر سعادة للجميع،  له ابتسامة هادئة تشبعك من كل الابتسامات،  صوته الهادئ لا يشعرك بوجوده،  لكنك بمجرد أن تكون داخل صالة تحرير الأخبار تبدأ بالسؤال عنه لتسعد برؤياه، أجل لتسعد برؤياه.. كان وجوده بيننا نحن زملاؤه بصالة تحرير الأخبار عامة وبقسم الإخراج الصحفى الذى ننتمى إليه معاً بمثابة سعادة لنا جميعا،  كان الابن والزميل،  بل كان حبيب الجميع،  أجل كان حبيب الجميع من رئيس التحرير ومن قبله رئيس مجلس الإدارة الذى ينتمى لقسم الإخراج الصحفى أيضا وحتى أصغر زميل صحفى.. بل كان حبيباً للعمال الذين تعاملوا معه..
نعم يا ياسين كنت حبيب الجميع.
لم نتخيل أن يات اليوم الذى لا نراك فيه، بل كان من الطبيعى أن يأت اليوم الذى لا ترانا أنت فيه بحكم فارق السن..  لكنها إرادة الله سبحانه ولا اعتراض على إرادته.
تحدثت له هاتفياً يوم الثلاثاء الماضى على أساس أنه داخل صالة التحرير بحكم بعد المسافات داخل الصالة الجديدة..  وكانت الساعة الثالثة إلا أربع دقائق،  وجاءنى صوته كما هو هادئ واضح،  أنا إجازة مرضى،  فسلمت عليه وأنا أظن إنها وعكة بسيطة كنزلات البرد التى تملأ الأماكن حولنا مع تغير المناخ،  ولم أكن أعلم أنها ستكون المرة الأخيرة التى أسمع صوتك..  وبدأت أسأل الزملاء الأقرب سناً له عنه،  فقالوا: عنده نقص فى المناعة لإفراطه فى تعاطى المضادات الحيوية،  وفجأة بدأت الأخبار السيئة تزيد عن تأخر الحالة المرضية لياسين وبدأ الجميع يطلب الدعاء لياسين،  وظللت أدعوا فى كل صلاة لياسين بالشفاء إلى أن جاء مغرب يوم الأحد وأرى زوجتى تنفجر بالبكاء والعويل وتقول مات ياسين مات،  فتمالكت نفسى وانزويت عنها وأخذت ابكى وكأن أغلى أبنائى هو من توفى.. لكننى لم أجد إلا أن أقول..  ما أمرنا به حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.. إنا لله وإنا إليه راجعون..  وإنا لفراقك يا ياسين محمد عباس لمحزونون.. وتذكرت كلمة أمى،  عندما يموت صاحب خلق فى مقتبل عمره..  كان ابن موت.. يا رب أرحم عبدك وألهم والديه وألهمنا معهم الصبر والسلوان.

ياسين محمد.. زى النسيم

كتب: أحمد إبراهيم

 كما النسيم الهادئ فى عالم يضج بالتوحش أو الماء العذب فى شدة الحر، مر الزميل ياسين محمد فى حياتنا كلحظات جميلة تخفف عنا بؤس هذا العالم وتريح عنا بعضا من أعبائه.
  لم يكن صوته يسمع إلا همسا، يريح أعصابك كأنك تستمع إلى انسياب جدول من الماء يجرى برفق أو إلى نسيم يداعب وجهك المرهق، وهكذا رحل أيضا هادئا جميلا لكنه كان رحيلا مفاجئا حزينا.
  كنت يا ياسين بابتسامتك تصنع المستحيل فى عالم الصحافة المتوتر، كنت تبعث الهدوء فى أجواء الشد والجذب والسرعة.. كنت مصدر الرقة والسكينة والأعجب أنك كنت تفعل ذلك بسهولة من لا يفعل شيئاً هو فقط صوت هادئ وابتسامة عذبة.
 قد كنت أتمنى لو كانت حياتك أطول وبقاؤك أبقى لكنه كما يقول الشاعر (حكم المنية فى البرية جار.. ما هذه الدنيا بدار قرار)

الملاك البرىء

كتب: عادل حلمي

لم  أسمعه يخطئ فى حق أحد، ولم أشاهده إلا وابتسامته البريئة تعلو وجهه، ولم أراه إلا وهو يعمل ويعمل فقط، كان «يس» بحق الملاك البرىء بصالة تحرير الأخبار، فقد جمع كل الصفات النبيلة فى شخص واحد.
ترك «يس» حزناً عميقاً فى صدور كل أبناء أخبار اليوم، واليوم نواسى جميعاً بَعضُنَا على فراقه، وحقاً « إن القلب ليحزن والعين لتدمع، وإنا لفراقك يا»يس» لمحزونون، ولكن لانقول إلا ما يرضى ربنا عنا: « إنا لله وإنا إليه راجعون».
نم فى سلام ياصديقي، فإنى على ثقة بأن الله تعالى سيفتح لك أبواب الجنة تتبوأ منها حيث تشاء، فقد علمتنا أيها الصغير الكبير كيف يكون حسن الخلق ونقاء النفس وطيب القلب وعفة اللسان وسماحة الوجه.
رحلت عنا بجسدك ياصديقى الصغير ومعلمى الكبير، ولكنك ستبقى معنا دائماً وأبداً بروحك الشفافة النقية الطاهرة.

النسمة الهادئة

كتب: حمدي حامد

ياسين.. من أى عالم جئت لهذه الدنيا الغادرة التى لا تُبقى على العيش والملح، ولا تمسك بتلابيب الطيبين بل تتركهم فريسة لموت غليظ القلب يحصدهم بلا رحمة؟! فلو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لكنتَ منهم بنبلك وأخلاقك وابتسامتك ومحبة الجميع لك..
ياسين.. اسم لا ينقطع ترديده فى جنبات صالة التحرير بالأخبار، ولمَ لا وهو الهادئ المبتسم الملم بدقائق العمل، الماهر فى مجاله، المتواضع ليس عن ضعف ولكن عن تربية طيبة وأصل كريم.. ويكفيك أن تجالسه مرة ليدخل قلبك بلا استئذان ويسكن ويستقر ويحجز مكانا لا يزاحمه فيه أحد، بهدوئه البعيد عن «شقاوة الشباب»، وابتسامته النقية كنقاء سريرته، ولسانه العفيف كعفة الأنبياء..
ياسين.. والقرآنِ الحكيمِ لقد أحببناك وتقطعت قلوبنا لفراقك.. فكالنسمة الهادئة التى تداعب الوجوه والأرواح داعبتَ قلوبنا ثم مضيتَ فى هدوء، وكأنك تقل لنا: الدنيا مش مستاهلة..
عزاؤنا أنك بالتأكيد فى مكان أفضل.. فالعبد المؤمن يبلغ بحسن خُلقه درجة الصائم القائم كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم.. رحمك الله وأنزل السكينة على والديك وزملائك ومحبيك.. وإلى لقاء قريب إن شاء الله..

فى الجنة .. يا ياسين

كتب خالد جبر

ياسين محمد عباس .. قد لا يعرفه الكثيرون من قراء الأخبار.. لأنه واحد من نجوم الليل الذين يفنون أعمارهم من أجل أن تخرج الجريدة فى أجمل صورة .. لكننى وكل من زامله فى العمل بالأخبار أحس بالقدر الهائل من الجمال والملائكية فى روحه وأخلاقه وكلامه وتصرفاته .. كان ابنا أو أخا للجميع .. ابتسامته كانت تبعث فينا الأمل والتفاؤل  .. فجأة أصابه المرض .. ثم فجأة رحل عنا بالأمس.. ليترك فى قلوبنا جميعا جرحا غائرا عميقا.. عزاؤنا أنه فى جنات النعيم  .. كل العزاء لأسرته وأهله وزملائه.

أمثاله لا يعيشون على الأرض

كتب: عبدالقادر محمد علي

منذ ٩ سنوات زارنى فى «الأخبار» الأستاذ محمد عباس صديق عمرى، وقدم لى فخر الشباب ابنه ياسين الذى كان قد تم تعيينه تواً ليكون زميلا لى، وطلب منى أن أتولاه بالرعاية والتعليم، وألا أبخل عليه بالخبرات التى تفيده فى العمل والحياة. ولكننى فوجئت بأن ياسين هو الذى يعلمنى.. ذلك الشاب المهذب الملتزم الطاهر النقى الصامت تعلمت منه الكثير من القيم الإنسانية الجميلة، وبمرور الأيام اكتشفت أنه يمثل ثروة إنسانية نادرة، نتعلم منه صفات جميلة كالصبر والجلد والقوة والتفاؤل، وكيف يكون الإنسان حليماً وجميلاً فى أصعب المواقف، وأن يجمع بين حب كل الناس.
صفاته الفريدة تدهش كل من يعرفه، ومن النادر أن تتوافر فى غيره لأن الله خلق ياسيناً واحداً عاش بيننا ٢٩ عاماً ثم عاد أمس إلى خالقه ، لأن أمثاله لا يعيشون على الأرض.

عريس السماء

كتب: أسامة عجاج

ياسين أحد النماذج الفريدة، التى يمكن أن تتعامل معها ، وأقولها بكل أمانة، فى رحلة عمرى والتى تجاوزت الستين  ، لم أجد له مثيلاً فى الخلق والأدب، لا تسمع له صوتا ، الكلمة الوحيدة التى تتردد على لسانه( حاضر )، يعمل فى صمت ،ينجز بلا ضجيج، لم يكن طرفًا فى  أى صراع، أو عاملا فى أزمة،  متصالح مع نفسه ومع العالم ومحيط العمل، ولعل  الإجماع على حب ياسين بين زملائه هو حالة استثنائية نادرة لا تتكرر كثيرا ،  حتى فى مرضه كان مختلفاً فقد فاجأنا جميعا ، عرفنا بعدها أنه كان يعانى فى صمت دون أن يعرف المقربون ذلك ، وبنفس الأسلوب كانت رحلة المغادرة سريعة .  
فإذا كان المثل يقول( الطيبون لا يدخلون التاريخ )، ومال ياسين والتاريخ ، هو من التواقين إلى دخول الجنة، فى انتظار الجائزة الكبرى  ،وفقاً لوعد الله سبحانه تعالى فى حديثه القدسى، «أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»،  هو من الذين ينطبق عليهم قول سيدنا على كرم الله وجه ، فى وصف الدنيا ، فى (حلالها) حساب ، وفى  ( حرامها ) عقاب ، فلم يتمتع بحلال الدنيا خوفا من الحساب، ولم يقترب من حرامها، فأمن -إن شاء الله - من العقاب .
ياسين، طبت حيًا ، وطبت ميتاً ، وقد وصلتنا رسالتك، فالموت أمامنا ومن خلفنا فى كل لحظة لا يفرق بين طفل أو شاب أو كهل فهو نهاية كل حى ، فلِمَ الصراع ولما هذا التكالب على شىء نهايته معروفة مسبقاً؟.

جُرعة مُكثّفة من الحزن

كتب: إيهاب الحضري

داعبتُه ذات مرة قائلاً:» نفسى أسمع صوتك قبل ما أموت» ابتسم وحافظ على صمته المزمن، ثم فاجأنى برحيله وتركنا نُصارع الحياة يفرض الفقد سطوته ويُفجّر بداخلنا طاقة من الحزن سرعان ما يلتهمها النسيان، لكن قسوته هذه المرة تجاوزت الحدود، فالراحل ياسين محمد كان شخصاً استثنائياً شاب عشرينى جاء من خارج هذا العصر، واتسم بصفات أصبحتْ مُنقرضة، هادئ كنسمة، نبيل مثل فارس من زمن آخر، بعيد عن نزاعات المصالح التى أصبحت من أهم مواصفات عصرنا، كان مُتصالحا مع نفسه بدرجة تلفت الانتباه.
فى المستشفى تأملتُه لثوان من خلف زجاج الرعاية المُركّزة. سكينته لم تُفاجئنى وهو الهادئ أبدا، تخيلتُ طيف ابتسامته وابتعدت سريعا، فهو قادر على تفجير طاقة من الشجن مسيّلة للدموع، حتى لو ظلت علاقتك به ثابتة عند حافة الروابط الإنسانية لهذا لم أشعر بالمفاجأة عندما انتشرت صورته على نطاق واسع فى وسائل التواصل بعد رحيله، مُغلّفة بكلمات مُفعمة بالمشاعر رغم بساطتها ،جُرعة مُكثفة من حُزن حقيقى، حتى بين من لم يتعاملوا معه بشكل مباشر ،لأول مرة أشعر أن العبارات ليست تأبيناً عادياً تفرضه حساسية اللحظة الآنية، بل هى عصير قلوب صدمها الرحيل المُفاجىء، دخل المستشفى على قدميه لشعوره ببدايات جلطة، وفى لحظات تطورت الأمور بإيقاع متسارع يفوق التصورات. مع شخص كهذا يُمكن توقع سيناريوهات عديدة للرحيل، إلا الجلطة التى تُهدد أمثالنا ممن أدمنوا خوض مواجهات تُرهق قلوبنا.
بالأمس بدتْ صالة التحرير كئيبة لابد أن نعمل رغم الآلام، لكن ملامح الصدمة كانت تسيطرعلى الجميع، نواصل جهودنا بآلية سلبتْنا الحيوية المُعتادة، وبقيتْ نسمات ياسين حاضرة بقوة ،الغريب أننا لم نكُن نشعر بوجوده فى حياته من فرط هدوئه، وجاء غيابه ليؤكد أن حضوره فاق كل التوقعات، رحم الله ياسين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة