الرئيس عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي
الرئيس عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي


أيمن سلامة: الرئيس رد إعتبار كتاب مصر بعيدا عن «دكاكين الكتابة»

رسائل الرئيس للفنانين.. طوق نجاة للفن الهادف

أخبار النجوم

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 - 09:45 ص

‭ ‬ريزان‭ ‬العرباوى

لم‭ ‬تمنع‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬ومتابعة‭ ‬شئون‭ ‬الدولة‭, ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفن‭ ‬ودعمه‭, ‬إيمانا‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التثقيف‭ ‬قبل‭ ‬الترفيه‭, ‬فهو‭ ‬يدرك‭ ‬تماما‭ ‬مدى‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬النفوس‭ ‬والعقول‭, ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحاته‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشأن‭ ‬دعمه‭ ‬للفن‭ ‬الجاد‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬قضايا‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬المطلق،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭, ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬لصناع‭ ‬الفن‭ ‬وردا‭ ‬لإعتبار‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الفن‭.. ‬فماذا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملعبهم؟‭.‬

 

دعم‭ ‬الرئيس‭ ‬وتشجيعه‭ ‬للفن‭ ‬وأهله‭, ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالتصريحات،‭ ‬لكن‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬النهوض‭ ‬بالفن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الفنانين‭, ‬حيث‭ ‬أيد‭ ‬صنع‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الهادفة‭ ‬بدعم‭ ‬شخصي‭ ‬منه‭, ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مداخلة‭ ‬هاتفية‭ ‬لبرنامج‭ ‬“صالة‭ ‬التحرير”‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬الإعلامية‭ ‬عزة‭ ‬مصطفى‭, ‬مخاطبا‭ ‬المؤلف‭ ‬والسيناريست‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬كمال‭ ‬أثناء‭ ‬استضافته‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭.‬

كما‭ ‬أصدر‭ ‬توجيهات‭ ‬بإطلاق‭ ‬اسم‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬سمير‭ ‬غانم‭ ‬على‭ ‬الكوبري‭ ‬الجديد‭ ‬بمحور‭ ‬محمد‭ ‬نجيب‭ ‬بمنطقة‭ ‬شرق‭ ‬القاهرة‭.‬

وتوجيهه‭ ‬لتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬الكاملة‭ ‬للإعلامي‭ ‬الراحل‭ ‬حمدي‭ ‬الكنيسي‭ ‬رئيس‭ ‬الإذاعة‭ ‬المصرية‭ ‬الأسبق،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬وفاته‭.‬

كذلك‭ ‬متابعته‭ ‬لحالة‭ ‬الفنان‭ ‬شريف‭ ‬دسوقي‭ ‬بعد‭ ‬أزمته‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬بتر‭ ‬ساقه‭ ‬أثناء‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭, ‬وأعطى‭ ‬توجيهات‭ ‬بصرف‭ ‬معاش‭ ‬استثنائي‭ ‬له‭.‬

وبعد‭ ‬استغاثة‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬حميدة‭ ‬بأحد‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬ومطالبته‭ ‬بعلاجه‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة‭, ‬استجاب‭ ‬له‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬وأمر‭ ‬بتحمل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كافة‭ ‬التكاليف‭ ‬العلاجية‭.‬

كما‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬تطورا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬وتنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬منها‭.. ‬ترميم‭ ‬وتأهيل‭ ‬المسرح‭ ‬القومي‭ ‬وتطوير‭ ‬11‭ ‬مسرحا‭.‬

وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬وافتتاح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬الثقافة‭, ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬بالعلمين‭ ‬والعاصمة‭ ‬الإدراية‭ ‬الجديدة‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬الرئيس‭ ‬لصناع‭ ‬الفن‭ ‬لتقديم‭ ‬فن‭ ‬حقيقي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭, ‬أصدرت‭ ‬الإعلامية‭ ‬نادية‭ ‬مبروك‭ - ‬رئيس‭ ‬شركة‭ ‬صوت‭ ‬القاهرة‭ ‬للصوتيات‭ ‬والمرئيات‭ - ‬بيانا‭ ‬صحفيا‭ ‬ناشدت‭ ‬فيه‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الخاصة‭ ‬للدخول‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬شراكة‭ ‬لتمويل‭ ‬المسلسل‭ ‬التاريخي‭ ‬“طلعت‭ ‬حرب”‭ ‬الذي‭ ‬كتبه‭ ‬المؤلف‭ ‬محمد‭ ‬السيد‭ ‬عيد‭, ‬ليرى‭ ‬النور‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظل‭ ‬حبيسا‭ ‬في‭ ‬الأدراج‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭.‬

ووصفت‭ ‬نادية‭ ‬تصريحات‭ ‬الرئيس‭, ‬بـ”طوق‭ ‬النجاة”‭, ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬لاتخاذ‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬المهمة‭.‬

‮«‬رد‭ ‬اعتبار‮»‬

المسئولية‭ ‬الكبرى‭ ‬الآن‭ ‬ملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الكتاب‭ ‬والمؤلفين،‭ ‬فهم‭ ‬عقل‭ ‬الدراما‭ ‬والمحرك‭ ‬الأساسي‭ ‬لها‭.. ‬فكيف‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬الفن‭ ‬بعد‭ ‬رسائل‭ ‬الرئيس‭ ‬ودعمه‭ ‬للفن‭ ‬الهادف؟‭, ‬وهل‭ ‬ستتوارى‭ ‬الأعمال‭ ‬السطحية‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬أهدافا‭ ‬هادمة‭ ‬للقيم‭ ‬والمعتقدات‭ ‬وتؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬ومستقبل‭ ‬الوطن؟‭.‬

يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬والسيناريست‭ ‬أيمن‭ ‬سلامة‭: ‬“مبدئيا‭ ‬مكالمة‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬بمثابة‭ ‬رد‭ ‬اعتبار‭ ‬لجميع‭ ‬كتاب‭ ‬مصر‭ ‬الحقيقيون‭, ‬وتقديرا‭ ‬لمكانتهم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الورش‭ ‬وأصحاب‭ (‬الدكاكين‭) ‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬بلا‭ ‬فكر‭ ‬وبلا‭ ‬ثقافة‭ ‬أو‭ ‬وعي‭, ‬فما‭ ‬قاله‭ ‬هو‭ ‬كلام‭ ‬في‭ ‬الصميم،‭ ‬لأننا‭ ‬فعلا‭ ‬بحاجة‭ ‬لعودة‭ ‬الدراما‭ ‬إلى‭ ‬رسالتها‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬وبناء‭ ‬وعي‭ ‬الجمهور‭ ‬والشعب‭, ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬تطرح‭ ‬قضية‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬المطلق‭ ‬كما‭ ‬نوه‭ ‬سيادته‭, ‬في‭ ‬قوالب‭ ‬فنية‭ ‬متعددة‭, ‬فلم‭ ‬يقصد‭ ‬أن‭ ‬تختزل‭ ‬الأنماط‭ ‬الفنية‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬الأعمال‭ ‬الوطنية‭ ‬مثل‭ (‬الاختيار‭) ‬أو‭ (‬الممر‭), ‬إطلاقا‭ ‬لم‭ ‬يشترط‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬همه‭ ‬مخاطبة‭ ‬الشباب‭ ‬لفهم‭ ‬حياتهم‭ ‬بالتطرق‭ ‬للقضايا‭ ‬الملحة‭ ‬وإدراك‭ ‬التحديات‭ ‬ومواجهاتها‭, ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ترجمته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬إجتماعية‭ ‬تطرح‭ ‬القضايا‭ ‬المسكوت‭ ‬عنها‭, ‬ليتغير‭ ‬مسار‭ ‬الدراما‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سيطرت‭ ‬عليها‭ ‬قضايا‭ ‬لا‭ ‬تخصنا،‭ ‬وأعمال‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الترجمة‭ ‬والفبركة‭ ‬والاقتباس‭ ‬والسرقة‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬أجنبية‭ ‬ضد‭ ‬هويتنا‭ ‬وثقافتنا‭, ‬فأن‭ ‬الآوان‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬دراما‭ ‬عربية‭ ‬مصرية‭ ‬حقيقة”‭.‬

ويتابع‭ ‬قائلا‭: ‬“مستقبل‭ ‬الفن‭ ‬الصحيح‭ ‬وحتى‭ ‬تعود‭ ‬الدراما‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجالها‭ ‬بالسبعينيات‭ ‬والثمانينات‭ ‬بوجود‭ (‬قطاع‭ ‬الإنتاج‭) ‬و‭(‬صوت‭ ‬القاهرة‭) ‬و‭(‬مدينة‭ ‬الإنتاج‭), ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬وتقدير‭ ‬دور‭ ‬المؤلف‭ ‬لنرى‭ ‬صورة‭ ‬المؤلف‭ ‬مع‭ ‬المنتج‭ ‬قبل‭ ‬صورته‭ ‬مع‭ ‬النجم‭ ‬وعندما‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬أولا‭ ‬مع‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬عمل‭ ‬فني،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬البطل‭, ‬ففي‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وضعت‭ ‬العربة‭ ‬أمام‭ ‬الحصان،‭ ‬وأصبح‭ ‬النجم‭ ‬هو‭ ‬المتحكم‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الفنية‭ ‬برمتها،‭ ‬ليكتب‭ ‬النص‭ ‬خصيصا‭ ‬له‭ ‬،‭ ‬فعلى‭ ‬المنتجين‭ ‬البحث‭ ‬وإعطاء‭ ‬الفرصة‭ ‬للمؤلفين‭ ‬الجادين‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬والقادرين‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬موضوعات‭ ‬تخص‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وأرى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بعجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬سيصبح‭ ‬هناك‭ ‬خط‭ ‬إنتاج‭ ‬جديد‭ ‬ومختلف‭, ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬لعودة‭ ‬المسلسل‭ ‬التاريخى‭ ‬والديني‭ ‬الذي‭ ‬أختفى‭ ‬تمام‭ ‬من‭ ‬الخريطة،‭ ‬وبحاجة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬المسلسلات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الروايات‭ ‬المصرية‭ ‬العظيمة‭ ‬لكبار‭ ‬الكتاب‭ ‬مثل‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬وإحسان‭ ‬عبد‭ ‬القدوس‭ ‬ويوسف‭ ‬إدريس،‭ ‬والتي‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬استرجاع‭ ‬هويتنا‭ ‬وثقافتنا”‭.‬

‮«‬آليات‭ ‬التنفيذ‮»‬

ما‭ ‬لمسناه‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬دعوة‭ ‬للتميز‭, ‬فالتميز‭ ‬هو‭ ‬القوة‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الهوية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الكاتب‭ ‬والمؤلف‭ ‬محمد‭ ‬سليمان‭ ‬عبد‭ ‬المالك،‭ ‬والذى‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬وفقا‭ ‬للأهداف‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬اليها‭ ‬الرئيس‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬والقيام‭ ‬بالدولة‭ ‬وترتقي‭ ‬بالفن‭, ‬ويقول‭: ‬“هي‭ ‬خطوة‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬،فبالرغم‭ ‬من‭ ‬انشغاله‭ ‬بأحوال‭ ‬البلد‭ ‬وجه‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬بالفن‭ ‬والفنانين‭, ‬فهي‭ ‬مسألة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل‭ ‬والاطمئنان‭ ‬بأننا‭ ‬نسير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬نحو‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬النابع‭ ‬من‭ ‬إيمانه‭ ‬بأهمية‭ ‬الفن‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالعنصر‭ ‬البشري،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭, ‬فإذا‭ ‬أسيء‭ ‬استخدامه‭ ‬سنهوى‭ ‬إلى‭ ‬الحضيض،‭ ‬وندفع‭ ‬بالشباب‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬العقبات‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقف‭ ‬حائلا‭ ‬أمام‭ ‬الأعمال‭ ‬الهادفة‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬النقطة‭ ‬الأساسية‭ ‬حول‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجاد‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ومدى‭ ‬استجابة‭ ‬المسئولين‭ ‬لتحويل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس‭, ‬فالمشكلة‭ ‬أننا‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬صناعة‭ ‬تخص‭ ‬السينما‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬وهي‭ ‬صناعة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة،‭ ‬أولها‭ ‬مشاكل‭ ‬إنتاجية‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بآليات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والعرض‭ ‬وغيرها”‭.‬

ويضيف‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬ضمير‭ ‬الفنان‭ ‬والمؤلف‭ ‬موجود‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬فنحن‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬تام‭ ‬لتقديم‭ ‬أعمال‭ ‬مهمة‭, ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬تشجيع‭ ‬الرئيس‭ ‬أعطى‭ ‬لنا‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬لتحسن‭ ‬الأمور‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬فنحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لأعمال‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬ومعاني‭ ‬كبيرة‭ ‬لتنير‭ ‬وعي‭ ‬الجمهور‭ ‬للمعاني‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬ناشد‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬خطابه‭, ‬صحيح‭ ‬بدأت‭ ‬خطوات‭ ‬فعلية‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬وفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الفنانين‭ ‬لتقديم‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬تقريبا،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬السلبيات‭ ‬يجب‭ ‬الوقوف‭ ‬عندها‭ ‬لنتجاوزها‭, ‬لأن‭ ‬الفن‭ ‬ضرورة‭ ‬وليس‭ ‬رفاهية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق”‭.‬

‮«‬‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬‮»‬

وعن‭ ‬وقع‭ ‬وتأثير‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الفن‭ ‬يقول‭ ‬الناقد‭ ‬محمود‭ ‬قاسم‭: ‬“ليس‭ ‬هناك‭ ‬حجة‭ ‬أمام‭ ‬المبدعين‭ ‬بعد‭ ‬تأكيد‭ ‬وإعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬لدعمه‭ ‬الكامل‭ ‬للفن‭ ‬والأعمال‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬لتنمية‭ ‬وبناء‭ ‬وعي‭ ‬المواطن‭, ‬وكنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نفقد‭ ‬أسماء‭ ‬بارزة‭ ‬ومهمة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن‭ ‬المصري‭  ‬أمثال‭ ‬فيصل‭ ‬ندا‭ ‬ومصطفى‭ ‬محرم‭ ‬ووحيد‭ ‬حامد‭, ‬فأرى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬ستكون‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬مهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفن‭ ‬وصعبة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭, ‬لذلك‭ ‬أرى‭ ‬ضرورة‭ ‬لفتح‭ ‬باب‭ ‬الإنتاج‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬وجهة‭ ‬إنتاجية‭ ‬لخلق‭ ‬حالة‭ ‬تنافسية‭ ‬والتي‭ ‬تساهم‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الإبداع‭ ‬واتساع‭ ‬دائرة‭ ‬المشاركين‭ ‬بالصناعة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬احتكارها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭,‬‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬غربلة‭ ‬الغث‭ ‬من‭ ‬السمين،‭ ‬والمكسب‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬للدولة‭ ‬والمشاهد‭, ‬كما‭ ‬أدعو‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬مدارس‭ ‬وورش‭ ‬لإكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬بموهبتها‭ ‬للنور،‭ ‬وأتمنى‭ ‬عودة‭ ‬قطاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬ومهرجان‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬ومهرجان‭ ‬سينما‭ ‬الأطفال‭ ‬والاهتمام‭ ‬بثقافة‭ ‬الطفل”‭.‬

ويتابع‭ ‬قائلا‭: ‬“أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬ستشهد‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا‭ ‬نحو‭ ‬الدراما‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الهادفة‭ ‬التي‭ ‬تعالج‭ ‬قضايا‭ ‬تمس‭ ‬عمق‭ ‬المجتمع‭, ‬وقد‭ ‬تنال‭ ‬الدرما‭ ‬التاريخية‭ ‬والدينية‭ ‬نصيبا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭, ‬لكن‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬تتوارى‭ ‬أعمال‭ ‬البلطجة‭ ‬وغيرها‭ ‬فهو‭ ‬متوقف‭ ‬على‭ ‬قناعات‭ ‬المنتج‭, ‬لأن‭ ‬دور‭ ‬الرقابة‭ ‬توقف‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬الألفاظ‭ ‬النابية‭ ‬والشتائم‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الرسائل‭ ‬المبطنة‭, ‬فهناك‭ ‬اتجاه‭ ‬آخر‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬هادمة‭ ‬ضد‭ ‬شرقيتنا‭ ‬لكسب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬وتصدر‭ ‬التريند‭ ‬بلغة‭ ‬العصر‭, ‬فهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬المنتج‭ ‬قبل‭ ‬المؤلف”‭.‬

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة